بقلم : عبد اللطيف المناوي
دخل «ترامب» إلى البيت الأبيض حاكمًا للولايات المتحدة الأمريكية للمرة الثانية فى حياته، دخل الرجل التاريخ بعد أن اختاره شعبه وبفارق مريح عن منافسته الديمقراطية كامالا هاريس، دخل التاريخ لأنه شخص مثير للجدل وصاحب آراء صادمة، ومع ذلك وصل إلى قمة هرم السلطة فى أهم دولة فى العالم.
ينتظر «ترامب» الكثير من الملفات فى يومه الأول، حيث يعتزم توقيع سلسلة من الأوامر التنفيذية التى يراها بعض المؤيدين خطوة ضرورية لاستعادة الأولويات الأمريكية. لكن، من جهة أخرى، تسبب الإفصاح عن هذه القرارات بنشوب موجة من القلق فى أوساط الديمقراطيين، حيث يتوقع أن تشمل محاور مثيرة للجدل تتعلق بالهجرة، وحقوق المتحولين جنسيًا، والسياسات البيئية.
من أبرز الأوامر التى سيوقعها «ترامب» تنفيذ وعوده المتعلقة بالحدود والهجرة. فى خطاب له سابقًا، صرح بأنه سيغلق الحدود ويعلق قبول اللاجئين، وهى خطوة تتوافق مع تحركاته فى فرض حظر على دخول المهاجرين من دول معينة. كما يخطط لإطلاق أكبر عملية ترحيل فى تاريخ أمريكا، بدءًا بالترحيل الفورى للمهاجرين الذين دخلوا البلاد مؤخرًا، وكذلك المهاجرين الذين ارتكبوا جرائم، إضافة إلى محاولات إلغاء حق المواطنة التلقائى للمولودين من مهاجرين غير شرعيين، أو ضيوف لم تطل مدة بقائهم فى أمريكا.
أما فى مجال حقوق الإنسان فسوف يحاول «ترامب» اتخاذ خطوات متشددة ضد حقوق المتحولين جنسيًا، وهو ما يتجسد فى فرض قيود على مشاركة المتحولين جنسيًا فى الرياضات النسائية. إذ ألقت تصريحات «ترامب» حول إيقاف ما سماه (جنون) المتحولين بظلالها على المدافعين عن حقوق الإنسان فى أمريكا، وهو ما قد يستتبعه خطوات منهم لمهاجمته.
ولا تتوقف القرارات المثيرة للجدل عند هذه النقطة، بل تمتد إلى السياسات البيئية، حيث من المتوقع أن يوجه «ترامب» ضربة قوية لسياسات الرئيس السابق عليه، «بايدن»، والمتعلقة بالمناخ والطاقة. فمع تزايد التبرعات التى حصل عليها «ترامب» من شركات النفط والغاز، يتوقع أن يعيد اتخاذ خطوات تصعيدية ضد لوائح وكالة حماية البيئة، ويعيد النظر فى اتفاقية باريس للمناخ، مما يثير القلق بشأن مستقبل البيئة فى الولايات المتحدة والعالم.
يدخل «ترامب» البيت الأبيض كذلك بعد دخول اتفاق التهدئة فى غزة حيز التنفيذ، ومن المتوقع أن يساعد الرئيس الأمريكى فى ذلك، لينسب إلى نفسه هذا الفضل.
لكن، يبقى السؤال المطروح: هل ستكون هذه الأوامر التنفيذية جزءًا من تحقيق أجندة «ترامب» المتمثلة فى «إعادة أمريكا عظيمة من جديد» كما يراها، أم ستكون مجرد تصفية حسابات مع خصومه، «بايدن» وفريق الديمقراطيين؟