بقلم : عبد اللطيف المناوي
للأسف، إذا دخلنا عقل نتنياهو فى هذه الأيام، سندرك أنه يريد إتمام صفقة الرهائن الآن قبل الغد.. أولًا لاقتراب موعد دخول ترامب إلى البيت الأبيض رئيسًا لأمريكا، وثانيًا لأنه يؤمن تمامًا بأنه حقق النتيجة التى أراد الوصول لها بالحرب على غزة، والتى أدت إلى تدمير القطاع وإلى التخلص من قواعد وقادة حماس، وكذلك التخلص من الصفوف الأولى والاحتياطية من حزب الله فى لبنان، وقدرته الحالية على الدخول إلى أى مكان يريده فى سوريا بسبب الأوضاع هناك.
إذن ما ينقصه هو الرهائن؟ وبالتالى فهو سيفكر فى عقد الصفقة بأى شكل خلال هذه الأيام، حتى لو قرر التنازل عن بعض الشروط.
قبل أسبوع، كان نتنياهو ومفاوضو حماس أقرب ما يكونان للتوصل إلى اتفاق فى غزة، لكن رئيس الوزراء الإسرائيلى استدعى فريق التفاوض الخاص بتل أبيب لإجراء مشاورات داخلية، وهذا ما عرقل إعلان صفقة التهدئة فى القطاع، ولكنه عاد هذا الأسبوع ليحشد فريقه ووسائل الإعلام الإسرائيلية مستعينًا بأصوات مؤيدة من وزراء حكومته لإبرام الاتفاق.
وقد عرض فريق تل أبيب التفاوضى على الوسطاء قائمة بها أسماء ٣٤ رهينة للإفراج عنهم ضمن المرحلة الإنسانية من الاتفاق، وبحسب المعلومات فإن القائمة الإسرائيلية تتضمن عسكريين ومدنيين وقصّرًا وكبارًا فى السن ونساء ومرضى، ويتوقع أن يكون بينهم رفات أموات، وتشير الأخبار أيضًا إلى أن حماس وافقت على إفراج الرهائن الواردة أسماؤهم فى القائمة، لكنها اشترطت أن يكون هناك ثمن لذلك سيكون فى عدد الأسرى التى من المنتظر أن تفرج عنهم إسرائيل.
جميع المؤشرات التى نراها فى الصحف والتقارير توحى بأن تل أبيب باتت جاهزة لإبرام الصفقة، لا سيما أن الوسطاء اتفقوا مع إسرائيل ووفد حماس على تأجيل أى خلافات من شأنها أن تعرقل التوصل إلى الصفقة أو إلى المرحلة الثانية منها، وأن يقتصر التفاوض حاليًا على مناقشة ملفات المرحلة الأولى التى سُميت فى الصحافة العالمية «المرحلة الإنسانية».
أما فى شأن القضايا التى من المنتظر أن تتأجل إلى مرحلة تالية، فإنها تتلخص فى انسحاب الجيش الإسرائيلى من قطاع غزة، وإعلان وقف إطلاق النار الدائم، وعودة النازحين لشمال القطاع، وتنفيذ خطة اليوم التالى للحرب، وهى الخطة التى ربما تعد فى عدد من العواصم العربية حاليًا، وقد يتم تأجيلها، إذا لم تسنح فرصة لتنفيذها فى الوقت القصير الضيق، وأنه من المنتظر أن يتم تسليمها لإدارة الرئيس دونالد ترمب عندما يصل إلى البيت الأبيض، مثلما قال وزير الخارجية الأمريكى بلينكن خلال الأيام الماضية.
الصفقة أو إحدى مراحلها قد تعقد خلال الأيام المقبلة، إلا أن الوضع مرشح للانفجار فى أى لحظة، وهذا يتضح تمامًا من تهديد مسؤولين إسرائيليين بتحويل الضفة الغربية إلى غزة ثانية بعد العملية الأخيرة بالقرب من قرية الفندق - شمال الضفة- والتى أسفرت عن مقتل ٣ إسرائيليين.. فهل تتم الصفقة أم سينفجر الوضع من جديد؟