فصل ثالثة ثالث

فصل (ثالثة/ ثالث)

فصل (ثالثة/ ثالث)

 العرب اليوم -

فصل ثالثة ثالث

بقلم : عبد اللطيف المناوي

علاقتى بالمصريين المسيحيين بدأت منذ فترة طويلة. اعتادت بعض المدارس على أيامنا أن يجمعوا الأقباط فى فصل واحد لأسباب خاصة بحصة الدين. وكان يُستكمل العدد بتلاميذ مسلمين ليكتمل عدد التلاميذ فى الفصل.

وكنت محظوظًا أن أكون من بين العدد المُكمِّل لأسباب أدركتها فيما بعد ترتبط بالوعى والفهم والإدراك لطبيعة مجتمعنا بشكل صحى. بالتأكيد لم أكن أعى ذلك بالطريقة التى أعبر عنها الآن لكن كانت هذه هى النتيجة.

إن أكثر أيامى المدرسية سعادة، والتى تفتحت فيها مداركى، أيام كنت فى فصل (ثالثة/ ثالث) فى المدرسة الثانوية العسكرية بدمياط، وكان الفصل المخصص للتلاميذ مختلفى الديانة أصحاب الهوية الواحدة، وكنت- كما قلت- مكملًا للعدد الطبيعى اللازم للدراسة.

أظن أن تلك النشأة هى من بين الأسباب الرئيسة التى جعلتنى مهتمًا بالشأن المصرى القبطى، فكان كتابى الأول عن «الأقباط.. الكنيسة أم الوطن؟» وكتاب ثانٍ بالإنجليزية وهو «The Copts: An Investigation Into the Rift Between Muslims and Copts in Egypt».

يبدو الأمر كالكلام الدعائى عندما أقول إننى لم ينتبنى يومًا شعور بالاختلاف، ولكن لأنه صادر عن شخص له مثل هذه الخلفية فإن له معنى.

من بين ما أذكر، وأنا فى الجامعة هذه المرة، وبعد سنوات أربع من الدراسة، وفى يومنا الأخير نودع بعضنا البعض، عرفت بالصدفة أن زميلًا لى مسيحى، رغم أنه درس معى فى السنوات الأربع كاملة. نعم، كان اسمه محايدًا، ولكننى أذكر جيدًا أننا لم نسعَ يومًا للسؤال، لأن إجابته لم تكن تعنى لنا شيئًا.

تذكرت هذه الذكريات وأنا أتابع الجدل والنقاش، ولا بأس ببعض «التنكيت» ما إن تم الإعلان عن تعيين الدكتور نظير عياد مفتيًا جديدًا للبلاد. منصات التواصل الاجتماعى التقطت الخبر سريعًا، وأصبح هاشتاج «#المفتى_الجديد» يتصدر قائمة «التريند» فى مصر بسبب الاسم، الذى بدا لدى البعض نادرًا وغريبًا، خصوصًا فى الأوساط الدينية الإسلامية. وعبَّر رواد هذه المنصات عن غرابة الاسم على أسماعهم. ومن بين ما توقفت أمامه أن كثيرًا من التعليقات ربطت بين اسم المفتى والبابا شنودة، الذى اعتبرته صديقًا، رحمه الله، والذى كان يحمل اسم نظير جيد قبل الرهبنة.

رد المفتى الجديد، وهو رقم 20 فى تاريخ دار الإفتاء المصرية منذ 1859، على الجدل الذى أثير حول اسمه، بقوله إن اسمه نظير محمد عياد، والداه هما من اختارا اسمه، للتأكيد على عدم وجود فارق بين المصريين. وأنه يشير إلى الأخوة وعدم التفرقة بين طرفى الأمة.

مقطع ظهرت فيه والدة المفتى الجديد عقب قرار تعيينه، تقول فيه: «ربنا يجعلها رحلة الخير عليك يا ولدى». وهى دعوة أم مصرية، تسمعها من مسيحية أو مسلمة، تسمعها من أم تعيش فى بلد ذى هوية واحدة، تتعدد فى نسيجه العقائد والأديان.

فلا غرابة فى مصر أن يكون اسم البابا «نظير جيد»، ويكون اسم المفتى «نظير عياد».

arabstoday

GMT 07:17 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شالوم ظريف والمصالحة

GMT 07:13 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب اعتزاز ومذكرة مشينة

GMT 07:11 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

العدالة... ثم ماذا؟

GMT 07:08 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان وسؤال الاستقلال المُرّ

GMT 07:05 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شاورما سورية سياسية مصرية

GMT 07:03 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 07:00 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

استقرار لبنان... رهينة التفاوض بالنار

GMT 06:58 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الصراع الطبقي في بريطانيا

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فصل ثالثة ثالث فصل ثالثة ثالث



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 22:49 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

غارة إسرائيلية على معبر حدودي بين سوريا ولبنان
 العرب اليوم - غارة إسرائيلية على معبر حدودي بين سوريا ولبنان

GMT 15:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
 العرب اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 14:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
 العرب اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 06:42 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 07:07 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

كندا تؤكد رصد أول إصابة بالسلالة الفرعية 1 من جدري القردة

GMT 07:23 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"فولكس فاغن" تتمسك بخطط إغلاق مصانعها في ألمانيا

GMT 11:10 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

مسيرات إسرائيلية تستهدف مستشفى كمال عدوان 7 مرات في غزة

GMT 17:28 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد عز يتحدث عن تفاصيل فيلم فرقة موت

GMT 11:15 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها في السعودية

GMT 19:28 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الملكة كاميلا تحصل على الدكتوراه الفخرية في الآداب

GMT 06:57 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

سبع ملاحظات على واقعة وسام شعيب

GMT 09:52 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تشوّق جمهورها لمسرحيتها الأولى في "موسم الرياض"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab