بقلم : عبد اللطيف المناوي
أعلن الرئيس الأمريكى المنتخب دونالد ترامب عن اختياراته الجديدة لمناصب حساسة فى إدارته المقبلة. وشملت هذه الاختيارات تعيين رجل الأعمال، ستيفن ويتكوف، كمبعوث خاص إلى الشرق الأوسط، والمذيع فى قناة «فوكس نيوز»، بيت هيجسيث، وزيرًا للدفاع.
تأتى هذه القرارات، أو التصريحات بمعنى أدق، فى إطار سلسلة من التعيينات التى يُتوقع أن تثير النقاشات حول أهلية هذه الشخصيات لتولى مهام حساسة على الصعيدين السياسى والعسكرى فى إدارة ترامب المقبلة.
ستيفن ويتكوف، رجل أعمال معروف بنجاحاته فى مجال التطوير العقارى، لم يكن اسمًا مألوفًا فى الدوائر الدبلوماسية. ومع ذلك، تم تعيينه كمبعوث خاص إلى الشرق الأوسط، وهو اختيار يبدو غريبًا، نظرًا لافتقاره لأى خبرة فى العمل الدبلوماسى.
بنظرة بسيطة على تاريخ الرجل، نجد أنه مولود لأب كان يعمل فى صناعة المعاطف النسائية، درس القانون فى جامعة هوفسترا، وبعد تخرجه بدأ مسيرته فى مجال العقارات.
«ويتكوف» رجل مقرب من ترامب، ويلعب معه الجولف.. لكن ربما اختاره ترامب لعلاقته القوية داخل المجتمع اليهودى الأمريكى!
«بيت هيجسيث» (مواليد 1980)، المُختار من قبل ترامب وزيرًا للدفاع، هو الآخر يفتقر إلى الخبرة فى المجال الجديد. فالرجل كما نعلم إعلامى ومقدم برامج فى قناة «فوكس نيوز»، وقد يجد نفسه فى موقف صعب، خاصة مع التحديات الأمنية الكبرى التى تواجه الولايات المتحدة.
هيجسيث عمل كضابط مشاة فى الحرس الوطنى، وخدم فى مناطق مختلفة مثل العراق وأفغانستان ومعتقل جوانتانامو، لكنه يمتاز بأمر مهم بالنسبة لترامب، فهو يناصره للغاية ويؤيد مواقفه المتشددة ضد الناتو والصين، هو صوته القوى داخل وسائل الإعلام، ولهذا ربما جاء به وزيرًا للدفاع.
أكثر نقطة تهمنا فى «بيت هيجسيث» هو أنه متعصب جدًا ضد المسلمين، قبيل انتخابات 2016 حذر من زيادة معدلات مواليد المسلمين فى ولايات مثل ميشيجان، واعتبرها قد تغير نتائج الانتخابات. كما أشاد بدعوة ترامب فى السابق للمنع التام والكامل لدخول المسلمين إلى الولايات المتحدة.
فى حال موافقة مجلس الشيوخ على توليه وزارة الدفاع سيكون عليه أن يتعامل مع توترات عالمية كبيرة، منها الحرب فى أوكرانيا، وتصاعد النفوذ الصينى، وتزايد التوترات بين روسيا وكوريا الشمالية من جهة، والولايات المتحدة من جهة أخرى، وأزمة الشرق الأوسط بكل تأكيد.
ورغم تأكيد ترامب أن اختياراته تأتى فى إطار رؤية تؤمن بالسلام من خلال القوة، فإن العديد من المحللين يُحذرون من أن تعيين شخصيات تفتقر إلى الخبرة السياسية والأمنية ولها انحيازات واضحة كهذين الاختيارين قد يؤدى إلى تبعات غير متوقعة.
الفترة المقبلة قد تشهد تقلبات غير محسوبة وعقبات جمة بسبب قرارات قد يراها البعض قائمة على أساس الولاء الشخصى و«الشو»، لا الكفاءة.