فرصة لإعادة النظر

فرصة لإعادة النظر

فرصة لإعادة النظر

 العرب اليوم -

فرصة لإعادة النظر

بقلم : عبد اللطيف المناوي

يأتى المقترح الإسرائيلى الجديد لوقف إطلاق النار فى قطاع غزة، كإحدى المحاولات المستجدة لكسر الجمود فى المفاوضات، وهو مقترح ينطوى على أبعاد معقدة سياسيًا وإنسانيًا، ويثير جدلًا واسعًا حول ما إذا كانت المنطقة تقترب من لحظة مفصلية تؤسس لتحول استراتيجى فى المشهد الفلسطينى.

من أبرز ما تضمنه المقترح، الذى سُرّب عبر وسطاء، هو الربط بين الإفراج عن أسرى إسرائيليين ووقف مؤقت لإطلاق النار، على أن يعقب ذلك مفاوضات بشأن «نزع سلاح» حركة حماس، وهو ما تعتبره إسرائيل شرطًا أساسيًا لأى تهدئة طويلة المدى أو لإعادة إعمار القطاع. هذه النقطة، ورغم حساسيتها، أرى أنها لا يجب أن تُقابل بالرفض القاطع، بل ربما آن الأوان للنظر إليها كفرصة لإعادة تعريف مشروع المقاومة ضمن معادلة الدولة.

فمن حيث المبدأ، لا أحد يمكنه المزايدة على تضحيات المقاومة الفلسطينية، لكن بقاء السلاح خارج إطار الدولة إلى الأبد، من شأنه أن يُبقى القضية رهينة لحسابات الحركة فقط، وهو ما استفادت منه إسرائيل مرارًا لتقويض الحلم الفلسطينى بدولة معترف بها. إن تحوّل حماس إلى حزب سياسى، وفق ما أشارت إليه مصادر من الحركة نفسها، يجب أن يُقرأ كخطوة ناضجة سياسيًا، تتيح لها المشاركة فى صناعة القرار الوطنى ضمن مظلة شاملة، لا أن تبقى محصورة فى مشهد عسكرى قابل للاشتعال فى أى لحظة.

النقطة الأخرى المثيرة للاهتمام فى المقترح الإسرائيلى هى اشتراطه على أن تتم عمليات تبادل الأسرى دون طابع احتفالى أو تغطية علنية، وهو ما يكشف جانبًا عميقًا من العقلية الإسرائيلية، التى تسعى إلى كسر الرمزية والانتصار المعنوى لدى الفلسطينيين. هذه الحساسية المفرطة من «الاحتفال» تعكس إدراكًا إسرائيليًا بأن المشهد الإعلامى جزء من المعركة الجارية فى الداخل الإسرائيلى، وأن الاستعراض فى تسليم الرهائن ربما أخطر من المعركة نفسها عند قيادات تل أبيب.

لكن رغم هذا المقترح وما يتضمنه من بنود قد تُقرأ إيجابيًا فى سياق تسوية مستقبلية، فإن إسرائيل لا تزال طرفًا غير مأمون، وهذه حقيقة عززتها جولات التفاوض السابقة، كما صرح بها مسؤولون فى حركة حماس، وكما يعرفها الوسطاء الذين دخلوا أطراف فى التفاوض، حيث أن تل أبيب تراجعت عن التزاماتها مرارًا، ما أدى إلى فشل الجولات السابقة، فكيف يمكن الوثوق بدولة جعلت من المماطلة وتغيير الشروط سياسة ممنهجة؟.

إن قراءة المقترح الإسرائيلى اليوم يجب أن تتم بعين وعقل استراتيجى، يدرك أن اللحظة السياسية قد تكون نادرة، لكنها لا تُثمر إلا إذا امتلكت حماس الجرأة لإعادة تعريف أدواتها، من دون التفريط بثوابتها. فالسلاح كان دائمًا وسيلة لا غاية، وإذا ما بات أمن الإنسان الفلسطينى وحلمه فى دولة مستقرة قريبًا، فقد تكون التضحية به مرحليًا شرطًا للانتقال إلى دولة آمنة مستقرة.

arabstoday

GMT 00:06 2025 السبت ,19 إبريل / نيسان

صدمة خامسة!

GMT 00:04 2025 السبت ,19 إبريل / نيسان

شكرا للسيدة الهولندية!

GMT 00:02 2025 السبت ,19 إبريل / نيسان

بعد 50 عامًا

GMT 00:00 2025 السبت ,19 إبريل / نيسان

الاختيار

GMT 11:27 2025 الجمعة ,18 إبريل / نيسان

دوشة الطرابيش

GMT 11:26 2025 الجمعة ,18 إبريل / نيسان

تريليونات ترمب وفلسطين

GMT 11:24 2025 الجمعة ,18 إبريل / نيسان

ذكريات الحرب وبطولات الأحياء!

GMT 11:22 2025 الجمعة ,18 إبريل / نيسان

شبكة الأردن... واصطياد السمك الإخواني

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فرصة لإعادة النظر فرصة لإعادة النظر



تنسيقات مثالية للنهار والمساء لياسمين صبري على الشاطيء

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 09:17 2025 الخميس ,17 إبريل / نيسان

قصة سوسن... ومآسي حرب السودان

GMT 15:06 2025 الخميس ,17 إبريل / نيسان

الأمطار تسبب اضطرابات في شمال إيطاليا

GMT 15:05 2025 الخميس ,17 إبريل / نيسان

ثلوج وأمطار كثيفة تضرب جنوب غرب سويسرا

GMT 15:04 2025 الخميس ,17 إبريل / نيسان

زلزال بقوة 5.6 درجة يضرب إندونيسيا

GMT 07:39 2025 الجمعة ,18 إبريل / نيسان

وفاة الفنان المصري سليمان عيد

GMT 17:14 2025 الخميس ,17 إبريل / نيسان

منذر رياحنة يتحدث عن علاقته بمصر
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab