بقلم : عبد اللطيف المناوي
بدايةً.. لكل الناس الحق فيما يفعلونه، ما لم يضروا آخرين. هذه قاعدة إنسانية وفكرية ثابتة، هذا هو مفهوم الحرية، تمامًا مثل قاعدة لكل مقام مقال. ومقامنا هنا هو حفلات تخرج الجامعات، التى كثر الحديث عنها، خصوصًا بعد حادث إحالة جامعة الزقازيق واقعة طالب رقص فى حفل تخرجه للتحقيق!
أفسد «التريند»، أو يساهم فى إفساد القيم الجامعية، وتحولت المؤسسات التى هى مخزون الأمة وسلاحها إلى التقدم إلى مؤسسات أترك وصفها لكم.
العالم الجاد، وأظننا كنا كذلك، يعتبر حفل التخرج فى أى جامعة هو حفل إطلاق لقوة جديدة مضافة إلى المجتمع. لذلك تكون علامة الحفل هى من يأتى لينقل إلى الشباب الجديد خبرته فى الحياة.
قبل أن نناقش واقعة جامعة الزقازيق أو وقائع مماثلة حدثت فى جامعات خاصة وحكومية فى مصر، فلنلقِ نظرة على بعض كلمات المشاهير فى حفلات تخرج الطلاب. مثلًا الرئيس الأمريكى الأسبق، باراك أوباما، قال فى حفل تخرج لجامعة هوارد فى ٢٠١٦: «التغيير يتطلب أكثر من مجرد التحدث علانية، إنه يتطلب الاستماع أيضًا. على وجه الخصوص، يتطلب الاستماع إلى من لا تتفق معهم». بينما قالت زوجته ميشيل أوباما، فى حفل تخرج افتراضى عبر قناة «يوتيوب» سنة ٢٠٢٠: «التواصل العميق والمحب مع الآخرين، والعمل الصادق الذى يؤدى إلى مساهمات دائمة لمجتمعك، والحيوية التى تأتى من مجموعة متنوعة من الأفكار ووجهات النظر، والفرصة لترك هذا العالم أفضل قليلاً مما وجدته، لا تحرم نفسك من كل ذلك، فلا بديل عنه».
دعك من السياسيين، ونقترب من فئات أخرى. الفنانون مثلاً، فالممثل الكبير دنزل واشنطن قال فى حفل تخرج طلاب جامعة بنسلفانيا ٢٠١١: «العالم بحاجة إلى الكثير، ونحتاجه منكم أيها الشباب. لذا انطلقوا إلى هناك. ابذلوا كل ما فى وسعكم، سواء كان ذلك من وقتكم، أو موهبتكم، أو صلاتكم، أو كنزكم». بينما قال روبرت دى نيرو، فى حفل تخرج طلاب مدرسة تيش العليا للفنون، بجامعة نيويورك: «عندما يتعلق الأمر بالفنون، يجب أن يتفوق الشغف دائمًا على الفطرة السليمة. فأنت لا تتبع الأحلام فحسب، بل تصل إلى مصيرك».
فى حين قالت الإعلامية أوبرا وينفرى، خلال حفل تخرج لدفعة من طلاب جامعة هارفارد سنة ٢٠١٣: «الفشل هو مجرد أن الحياة تحاول أن تدفعنا فى اتجاه آخر». ستيف جوبز، مؤسس شركة آبل، وإحدى أهم الشخصيات فى صناعة التكنولوجيا فى العالم، فقال فى خطاب تخرج ألقاه أمام جامعة ستانفورد سنة ٢٠٠٥: «مفتاح النجاح هو العثور على ما تحب، وحب ما تفعله».
أما نحن فتركنا أنفسنا لهجمات «التريند»، فتدنى المستوى، وتدنت النتائج، وتدنت منظومة القيم. إذا كان هناك من يهتم بالتعليم فى هذا البلد فيجب أن يُظهر ذلك الاهتمام. أمر محزن ومؤلم أن نرى أساتذة وعلماء يصطفون انتظارًا لنهاية رقصة الطالب أو الطالبة على ألحان المهرجانات أو حتى الموسيقى الشعبية ليسلموه أو يسلموها شهادة التخرج. أمر محزن أن