بقلم : عبد اللطيف المناوي
أفتقد للغاية حضور الدورة الخامسة والخمسين من المنتدى الاقتصادى العالمى فى دافوس، هذا العام، بعد سنوات عديدة من الحضور، وذلك بسبب الانشغال فى المهمة الجديدة التى توليتها. كنت فى المنتديات السابقة أراقب ما يحدث فى العالم على المستوى الاقتصادى، أستمع إلى تجارب شعوب استطاعت أن تنهض من عثرات صعبة، وأشارك فى جلسات عن المستقبل.
أراقب المشاركة المصرية والعربية عمومًا، وألتقى بكثير من الأصدقاء الذين يهتمون بالحضور سنويًا من مختلف أنحاء العالم. هذا العام تابعت مثل المهتمين بالمنتدى من خلال التغطيات الإخبارية المصرية والعالمية، ولى عدة ملاحظات، أهمها بخصوص المشاركة المصرية، حيث أعتقد أنها هذا العام أفضل بكثير من الأعوام الأخيرة، ولطالما كتبت فى هذه المساحة عن أهمية المشاركة المصرية فى هذا المنتدى باعتباره المكان المناسب للحضور المؤثر وطرح الفرص ومناقشة الأزمات.
الملاحظة الثانية هى أنه بقدر الملاحظة الإيجابية حول التمثيل المصرى الرسمى، إلا أننى لاحظت استمرار غياب تمثيل القطاع الخاص بدرجة تتناسب مع أهميته المفترضة، والمطلوب دعمها فى الاقتصاد المصرى.
لاحظت كذلك استمرار هيمنة موضوع الذكاء الاصطناعى على كثير من الجلسات، فهو لا يزال أحد الحاضرين بقوة للعام الثالث أو الرابع على التوالى. لاحظت أن هناك العديد من النقاشات حول مستقبل الاقتصاد العالمى مع عودة ترامب من جديد إلى البيت الأبيض، وتأثير ذلك على الوضع الاقتصادى والسياسى على كثير من دول العالم. أما على المستوى العربى فأغلب النقاشات والجلسات أكدت نظرتها الإيجابية للغاية لاقتصاد المنطقة العربية، حتى مع تعدد النزاعات فى عدد من الدول، حيث أبدى ميريك دوسيك، المدير العام للمنتدى، تفاؤلًا حذرًا بمستقبل منطقة الشرق الأوسط.
لاحظت كذلك مشاركة واسعة للوفود العربية خصوصا فى جلسات جيوسياسية واقتصادية ومناقشات حول الانتقال إلى العصر الذكى. ويعود هذا الاهتمام إلى العلاقة التاريخية التى تربط المنطقة بالمنتدى منذ تأسيسه.
أيضا حرص المنتدى على توجيه دعوة إلى القيادة السورية الجديدة، لمناقشة مستقبل البلاد ودورها فى محيطها العربى، لا سيما المسار الاجتماعى الذى سيسلكونه، وكيف ستكون البلاد شاملة للجميع، وكيف ستكون العلاقات مع جيرانهم؟. لاحظت كذلك أثناء مشاهداتى مشاركة وفد كبير من كييف واستمرار قرار المنتدى استبعاد مشاركة روسية للعام الثالث على التوالى، وأظن أن الأمر سيتحول خلال الشهور القليلة القادمة مع وجود تفاهمات منتظرة بين ترامب وبوتين، قد تنهى الحرب وقد تحفف من حدة الصراع كثيرًا.
سمعت عبر التغطية أن هناك آفاقا لإنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا، التى عدّها الرئيس الأمريكى الجديد دونالد ترمب، أولوية له.
دافوس هذا العام يحمل فى طياته آمالا كبرى لغد اقتصادى أفضل، افتقدت المشاركة وافتقدت النبرة المتفائلة التى غلبت على كلمات المشاركين، ولكن لنا عودة بإذن الله.