تمام وإنقاذ لبنان من سوريا

تمام وإنقاذ لبنان من سوريا!

تمام وإنقاذ لبنان من سوريا!

 العرب اليوم -

تمام وإنقاذ لبنان من سوريا

عبد الرحمن الراشد

في أول صباح له بعد اختياره رئيسا جديدا لوزراء لبنان استقبلته إحدى الصحف المحسوبة على نظام بشار الأسد قائلة: «كيف تعلن وقوفك مع الثورة السورية وأنت رئيس حكومة وفاق، وتعلم أن (8 آذار) تؤيد نظام بشار الأسد، وأن (14 آذار) هي ضد نظام بشار الأسد، فلماذا تقول هذا الكلام؟!».. لكن رغم هذا الموقف السلبي، يظل تمام سلام ربما هو أكثر سني تم التوافق عليه، في تاريخ لبنان، حيث صوت على تكليفه تقريبا كل النواب على اختلاف مواقفهم وانتماءاتهم، شبه إجماع بلغ 124 صوتا وامتناع 4 نواب! والتظاهرة النيابية المؤيدة له رافقتها تظاهرة دولية، فقد أبرق له العاهل السعودي وولي العهد، وجاءته رسالة من الرئيس بوتين، وأرسل له سعد الحريري، رئيس الوزراء الأسبق، طائرته. ولحسن حظه لم يتصل به الرئيس بشار الأسد قط، إنما حمل إليه السفير الإيراني في بيروت تمنيات القيادة بالنجاح، طبعا مع تذكيره بما تسميه «المقاومة»، أي حزب الله. وتحولت جلسة التهنئة إلى جدل، حيث رد عليه رئيس الوزراء المكلف بأن سلاح حزب الله إن كان ضد إسرائيل فمشروع، لكنه اشترط أن يكون «قرار الحرب والسلم بيد الدولة اللبنانية، وأن أي استخدام للسلاح في الداخل يجب وضع حد له». وهكذا يتسابق الجميع على رئيس الوزراء مدركين أن لبنان قد يكون ساحة الحرب التالية، وهو أمر لا أتوقع أن أحدا يريده، بما في ذلك الإيرانيون المتحمسون عادة لدعم الحروب بالوكالة.. ليست لهم مصلحة في توريط حزب الله في معركة وهو منغمس في حرب سوريا. لا نعرف كثيرا عن رئيس الوزراء الجديد، إلا أنه من بيت سياسي عريق، والده بدأ رئاسته للحكومة من أوائل الخمسينات. تمام سلام لم يزاحم على رئاسة الوزراء ولم يطلبها. يشيد به معارفه كبيروتي مثقف محب للموسيقى والمسرح، يتعايش مع الجميع في دارته المجاورة لبيئة شيعية. تبدو كل المواصفات المطلوبة في رجل المرحلة متوفرة في شخص سلام، لولا أن أزمات البلاد أكبر من كل قدرات الشخصيات، ولن يكون سهلا حماية لبنان من أن يغرق في حال انهار السد السوري! مصلحة الجميع، باستثناء نظام الأسد، منع الطوفان الآتي، وحفظ السلم الأهلي من رياح الصراع الداخلي، التي نرى تكتلاتها سنية وشيعية وعلوية وفلسطينية. كيف يمكن لسلام أن يقنع حزب الله بألا يرسل قذائفه ورجاله عبر الحدود إلى سوريا، حتى لا يجتذب آلاف المقاتلين السوريين، ونقل الحرب إلى الداخل اللبناني؟ كيف يمكن لسلام أن ينقذ المناطق التي تستهدفها قوات نظام سوريا بالقصف والاحتلال المباشر؟ كيف يحمي مواطنيه السنة الذين يشتكون من استفزاز ميليشيات حزب الله؟ وكيف يقنع متطرفي السنة بالتخلي عن تأسيس ميليشيات مسلحة بحجة موازنة حزب الله وحماية مناطقهم؟ وكيف سيمنع الزحف الإسرائيلي بحجة تدمير ما نهبه حزب الله من مخزون الأسلحة الكيماوية والأسلحة الاستراتيجية؟ وفوق هذا، من أين لسلام أن يتدبر إعاشة مئات الآلاف من اللاجئين السوريين ومئات آلاف آخرين من المؤكد هروبهم إن توسعت دائرة القتال خلال الأشهر المقبلة؟ كما نرى، ناولوا تمام سلام دفة السفينة في وسط العواصف، لهذا فليس غريبا أن يحظى تكليفه برئاسة الحكومة بشبه الإجماع. نقلاً عن جريدة "الشرق الأوسط"

arabstoday

GMT 08:25 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

دمامة الشقيقة

GMT 08:23 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

بشار في دور إسكوبار

GMT 08:17 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

سوريا الجديدة والمؤشرات المتضاربة

GMT 08:14 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

هجمات رأس السنة الإرهابية... ما الرسالة؟

GMT 08:13 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

الشرق الأوسط الجديد: الفيل في الغرفة

GMT 08:12 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

ممرات الشرق الآمنة ما بعد الأسد

GMT 08:11 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

الفنانون السوريون وفخ المزايدات

GMT 08:10 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

الباشا محسود!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تمام وإنقاذ لبنان من سوريا تمام وإنقاذ لبنان من سوريا



الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 04:57 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

زيلينسكي يتهم الغرب باستخدام الأوكرانيين كعمالة رخيصة
 العرب اليوم - زيلينسكي يتهم الغرب باستخدام الأوكرانيين كعمالة رخيصة

GMT 09:06 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

القضية والمسألة

GMT 19:57 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

دراسة حديثة تكشف علاقة الكوابيس الليلية بالخرف

GMT 05:19 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

جنوب السودان يثبت سعر الفائدة عند 15%

GMT 07:30 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

سوق الأسهم السعودية تختتم الأسبوع بارتفاع قدره 25 نقطة

GMT 15:16 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

فليك يتوجه بطلب عاجل لإدارة برشلونة بسبب ليفاندوفسكي

GMT 16:08 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

سحب دواء لعلاج ضغط الدم المرتفع من الصيدليات في مصر

GMT 15:21 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

لاعب برشلونة دي يونغ يُفكر في الانضمام للدوري الإنكليزي

GMT 08:12 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

ممرات الشرق الآمنة ما بعد الأسد

GMT 14:05 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

سيمون تتحدث عن علاقة مدحت صالح بشهرتها

GMT 15:51 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

غارة إسرائيلية على مستودعات ذخيرة في ريف دمشق الغربي
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab