شخصية أوباما والتحدي السوري

شخصية أوباما والتحدي السوري!

شخصية أوباما والتحدي السوري!

 العرب اليوم -

شخصية أوباما والتحدي السوري

عبد الرحمن الراشد

يفاخر باراك أوباما بأنه الرئيس الأميركي الذي أخرج بلاده من الحروب، ومن هذا المنظور يمكن أن نتفهم كيف ترك العراق على عجل، ووضع تاريخا للانسحاب من أفغانستان، واختلف مع رئيس وزراء إسرائيل رافضا توجيه الضربة الموعودة لوقف المشروع النووي الإيراني، واكتفى بقتل أعضاء تنظيم القاعدة عن بعد، بطائرات الاستطلاع (درون). ومن الواضح جدا أنه يعيش إشكالية كبيرة في التعامل مع الأزمة السورية؛ فهي من ناحية أكبر أزمة إنسانية يواجهها العالم، يُقتل فيها عشرات الآلاف من المدنيين بأسلحة ثقيلة، ويعيش ملايين من الناس مشردين يهيمون على وجوههم، من قِبل نظام له تاريخ طويل في الشر. ومن ناحية إضافية، نظام سوريا مخلب للنظام الإيراني وداعم لحزب الله، والاستفادة من الأزمة تصب في المصلحة الأمنية الأميركية، أيضا. مع هذا تردد وتلكأ أوباما لعامين رغم تكرر الأسباب والمناسبات المبررة للتدخل، وهذا يعود إلى شخصيته وسياسته. وهو لم يقرر ردع النظام السوري بعد أن ثبت أنه من ارتكب جريمة قتل أكثر من ألف وأربعمائة ثلثهم أطفال، إلا بعد فحص وتحميص، ودعوات تصرخ طالبة نجدته من أنحاء العالم. وهو بعد أن قرر التدخل، تراجع نتيجة فشل رئيس وزراء بريطانيا في الحصول على تأييد من برلمان شعبه، وبعد أن تكاثرت نتائج الاستطلاعات القائلة بأن غالبية الشعب الأميركي، هي الأخرى، لا تؤيد التدخل الأميركي في سوريا. غيّر الرئيس تكتيكه وقرر الذهاب للكونغرس. الحصول على الموافقة على أي قرار، خاصة مثل الحرب، مسألة صعبة جدا، وقد لا ينجح، وبالتالي يصعب أن نتخيل أن يتحدى الرئيس إرادة الكونغرس ما دام هو الذي طلب الإذن منه. فإن اعترض الكونغرس، وامتنع أوباما عن ردع نظام الأسد، فإن الحرب لن تتوقف، وسيقرأ الأسد ذلك كرخصة لمزيد من القتل، وكذلك إيران. حتى لو امتنع أوباما سيسقط آجلا نظام الأسد لأن قدرته على الصمود تتناقص. أما لماذا نريد التدخل العسكري الأميركي فلأنه سيوفر الكثير من الدماء والآلام وسنوات من الحرب. فقد استغرقت الحرب بين إيران والعراق ثماني سنوات مات فيها نحو مليون إنسان، في حين استغرقت حرب الكويت والعراق ستة أسابيع فقط نتيجة التدخل الأميركي وطرد قوات صدام الغازية. الحروب قبيحة كلها، وليس على العالم إلا أن يؤيد الحروب التي تردع المجرمين والغزاة. ولو أن أوباما حزم أمره مبكرا وقرر التدخل، أو الدعم العسكري منذ عامين، لما وجد العالم نفسه في هذا الوضع السيئ. الأسد وخامنئي، ومن قبلهما صدام والقذافي، أشرار لا يفهمون لغة التعايش، مثل هتلر وموسوليني وستالين وبول بوت. ومع أن أوباما لم يدخل حروبا كبيرة، وتفادى التدخل في سوريا رغم ضخامة المأساة وتكرار المناشدة، رغم ذلك يستطيع القول إنه الرجل الذي صنع تاريخا مهما؛ في رئاسته قتل بن لادن، وأسقط القذافي، ودعم ثورات الربيع العربي في مصر واليمن. ورغم هذا السجل الحافل فإن سوريا حدث تاريخي بالغ الخطورة. وهو بتردده يخلق وضعا جديدا أكثر خطورة تنمو فيه إيران و«القاعدة» وأمثالهما، وهو ما سيضطر الولايات المتحدة لدخول حروب أكبر لاحقا. نقلا  عن جريدة الشرق الاوسط 

arabstoday

GMT 06:27 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

بيت من زجاج

GMT 06:25 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

إدارة ترامب والبعد الصيني – الإيراني لحرب أوكرانيا...

GMT 06:24 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

هل تعود الجائزة عربية بعد 6 سنوات؟

GMT 06:12 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب ومشروع تغيير المنطقة

GMT 06:09 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ماذا جرى في «المدينة على الجبل»؟

GMT 06:04 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

طبيبة في عيادة «الترند»!

GMT 06:02 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

الشعوذة الصحافية

GMT 06:01 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ولاية ترمب الثانية: التحديات القادمة

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شخصية أوباما والتحدي السوري شخصية أوباما والتحدي السوري



تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 03:27 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

فلورنسا الإيطالية تتخذ تدابير لمكافحة السياحة المفرطة
 العرب اليوم - فلورنسا الإيطالية تتخذ تدابير لمكافحة السياحة المفرطة

GMT 22:43 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية
 العرب اليوم - حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية

GMT 03:43 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

ليلة ليلاء؟!

GMT 07:03 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 03:23 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

تناول المكسرات يوميًا يخفض خطر الإصابة بالخرف

GMT 08:21 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

ذكرى عيد الجهاد!

GMT 13:15 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 7 جنود إسرائيليين في تفجير مبنى مفخخ جنوب لبنان

GMT 12:42 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد تكالة يُنتخب رئيساً للمجلس الأعلى للدولة في ليبيا

GMT 13:13 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

ريال مدريد يدرس ضم أرنولد من ليفربول في يناير القادم

GMT 08:02 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الرياض... بيانٌ للناس

GMT 13:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

برشلونة يعلن إصابة أنسو فاتي وغيابه 4 أسابيع

GMT 11:44 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

"فيتنام أيرلاينز" بصدد شراء 50 طائرة في النصف الأول من 2025
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab