إيران الرئاسة مرآة القيادة

إيران... الرئاسة مرآة القيادة

إيران... الرئاسة مرآة القيادة

 العرب اليوم -

إيران الرئاسة مرآة القيادة

بقلم - عبد الرحمن الراشد

لم يتبقَّ من رجال آية الله الخميني سوى المرشدِ الأعلى علي خامنئي، فقد رحلَ عن السَّاحة الرئيس إبراهيم رئيسي، وقبله علي أكبر ولايتي، وسبقه هاشمي رفسنجاني، وغادرَ الساحة آخرون مثل حسن روحاني ومهدي كروبي وعلي ولايتي وعلي جنتي.

هذه أيامٌ مهمَّةٌ للإيرانيين. بوفاةِ رئيسي، وتقدُّم عمرِ آية الله خامنئي، توشك حقبةُ الجيلِ الذي وضعَ أسسَ الجمهورية الإسلامية الإيرانية على نهايتِها، ليفرض السؤال نفسه، ما هو مستقبل النظام الإيراني؟

عُرف رئيسي بأنَّه من صقور السياسة الإيرانية، مع هذا اختتم آخرَ يوم له في حياتِه بلقاءٍ تصالحي مع رئيس جمهورية أذربيجان، من جيرانِ إيران المهمين، وخصومِها الشَّرسين. افتتحا معاً سدّاً للمياه واستقل رحلتَه الأخيرة في ليلة عاصفة، التي لن تصلَ أبداً إلى طهران. ومثل حوادثِ مقتل الشخصيات المهمَّة في التاريخ سيبقَى سقوط مروحيتِه لغزاً مفتوحاً للشكوك والتأويلات.

ما يعرفه العالمُ عن حكام إيرانَ يقتصر على شخصيات الثورة، وشخصياتٍ جاءت معه من الجيل الجديد من القادة، لكنَّ معظمَهم لم يبقَ طويلاً، حيث خرجَ الرئيس السَّابق محمود أحمدي نجاد، وقُضِيَ على قاسم سليماني وعدد ممن خلَفه من قادة «الحرس الثوري» العاملين في الشأن العسكري الخارجي.

سينشغل الإيرانيون، والمهتمون بها، خلال الأسابيع الأربعة المتبقية في تخمين من سيكون الرئيس، وكذلك قيادات المستقبل الجديدة، فالبلاد على شفيرِ تجديد دماء القيادات. الرئاسة تُحسم قريباً، وسيزيدُ من الاهتمام بمستقبلِ الحكم، وبالسيد مجتبى ابن المرشد، مرشح للقيادة الأعلى منذ سنوات. لكن من الصعب الجزم وفهم المتغيرات في إيران في ظلّ وجودِ مؤسسة حكم معقدة، ذاتِ مجالسَ موازيةٍ لبعضها ومتعددة، ومراكزَ عسكرية مهمة.

أسماء المرشحين وانتخاب أحدهم للرئاسة سيعطي إشارات مهمة عن توجهات الحكم في طهران. فقد صادفَ رحيلُ رئيسي زمن الأحداث الكبيرة والقرارات الصعبة، وبقي عامٌ ونصف عام من رئاسته، والأرجح، كانَ سيجدّد له أربع سنوات أخرى رئاسية في ولاية ثانية. في هذه الفترة تنتظر إيران استحقاقات مهمة في التعامل مع صراعات المنطقة، وهي طرف فاعل في معظمها، العراق وسوريا ولبنان واليمن وغزة.

منصبُ الرئاسةِ مرآةٌ للدولة، وليس صاحب القرار الوحيد فيها. فقد عكست كل رئاسة مرحلة توجهات القيادة الإيرانية، حيث ترافق تقليد حسن روحاني «المعتدل» الرئاسة مع مرحلة المصالحة مع الولايات المتحدة في فترة أوباما، وتقلد رئيسي «المتشدد» الرئاسةَ في مرحلة العداء مع أميركا، بعد قرارات ترمب الذي مزَّق الاتفاق النووي وضيَّقَ على طهران نفطياً وسياسياً. فأيُّ رئيسٍ وأي مرحلة مقبلة تنتظر ايران؟ هل سيستمرُّ النظام في مواجهة العالم، واختيار أحد الصقور من المحافظين ليكونَ الرئيس المقبل، أم أنَّ غيابَ رئيسي سيمهّد لمرحلةٍ جديدة تنحو إلى المصالحة الإقليمية والدولية؟

وليس جديداً اختلاف التوجهات بشأن سياسةِ الدولة الخارجية في داخل النظام الإيراني، فهو منذ عقود. الخلافُ حول التعامل مع العالم، بين اليدِ الممدودة للمصالحة وبين المؤدلجة القابضة على السَّلاح المستمر منذ بداية الثورة. الغلبة دائماً كانت للفريق الأكثر تشدداً.

في غضون شهر، سنلمس التوجهات من الترشيحات الرئاسية ثم من نتيجة انتخاب الرئيس. وستوحي باتجاهات رياح إيران للسنوات الأربع المقبلة، هل هي ستهبُّ نحو التصالح أم ستستمر تقاتل على جبهات متعددة في مرحلة بالغة الخطورة، وأعظم ممَّا مضى؟

arabstoday

GMT 04:32 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رسائل الرياض

GMT 04:28 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

د. جلال السعيد أيقونة مصرية

GMT 04:22 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران وترمب... حوار أم تصعيد؟

GMT 04:19 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

هل تغتنم إيران الفرصة؟!

GMT 04:17 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

داخل عقل ترمب الجديد

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إيران الرئاسة مرآة القيادة إيران الرئاسة مرآة القيادة



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 22:49 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

غارة إسرائيلية على معبر حدودي بين سوريا ولبنان
 العرب اليوم - غارة إسرائيلية على معبر حدودي بين سوريا ولبنان

GMT 15:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
 العرب اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 08:50 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
 العرب اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 14:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
 العرب اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:28 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية
 العرب اليوم - واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 06:42 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 07:07 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

كندا تؤكد رصد أول إصابة بالسلالة الفرعية 1 من جدري القردة

GMT 07:23 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"فولكس فاغن" تتمسك بخطط إغلاق مصانعها في ألمانيا

GMT 11:10 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

مسيرات إسرائيلية تستهدف مستشفى كمال عدوان 7 مرات في غزة

GMT 17:28 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد عز يتحدث عن تفاصيل فيلم فرقة موت

GMT 11:15 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها في السعودية

GMT 19:28 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الملكة كاميلا تحصل على الدكتوراه الفخرية في الآداب

GMT 06:57 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

سبع ملاحظات على واقعة وسام شعيب

GMT 09:52 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تشوّق جمهورها لمسرحيتها الأولى في "موسم الرياض"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab