هل تغير زيارة ترامب المنطقة

هل تغير زيارة ترامب المنطقة؟

هل تغير زيارة ترامب المنطقة؟

 العرب اليوم -

هل تغير زيارة ترامب المنطقة

بقلم : عبد الرحمن الراشد

كل الأحداث المتتالية تشير إلى أننا أمام بداية مرحلة جديدة للمنطقة. مؤشراتها كثيرة، مثل زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، وخطابه المهم أمام القمة الإسلامية، وإعلانه جملة خطوات لمواجهة إيران. ترمب ساوى بين «حزب الله» و«القاعدة»، وباشر التعاون العسكري مع التحالف في اليمن في مواجهة الحوثيين الانقلابيين، وقام بتفعيل دور القوات العسكرية الأميركية في سوريا. وعززه موقف الرئيس ترمب من البحرين، بعد لقاء ملكها، بأن الولايات المتحدة بدلت سياستها، وتخلت عن ممارسة الضغوط على الحكومة البحرينية، والمعني بذلك حيال المعارضة الداخلية. إيران هي ما يجمع بين كل هذه القضايا.

كلها تبدلات مهمة جداً، سنرى تأثيراتها خلال الأشهر المقبلة.

ما الذي حدث؟ السياسة السعودية نشطت بقوة في واشنطن، وما نراه اليوم نتيجة حراكها.

والبلدان اتفقا على التعاون في سبيل مواجهة خطرين، الإرهاب كتنظيم دولي، والثاني التمدد الإيراني ضد دول المنطقة. وخطاب العاهل السعودي في القمة الإسلامية الأميركية ركز على هذين الملفين. ونلحظ سرعة التحرك الأميركي التي تجاوزت التوقعات في تبني المواقف والتحرك على الأرض، لأن ترمب عين قيادات مهمة سياسية وعسكرية في حكومته خبيرة في المنطقة، عملت وأدركت الحقائق على الأرض. لهذا جاء التبدل الأميركي سريعا ضد إيران وإدانتها كمسؤولة عن الفوضى في سوريا واليمن.

في نفس اليوم الذي كان فيه الرئيس ترمب في الرياض، أعلنت طهران عن فوز حسن روحاني برئاسة ثانية، كأنها رسالة مصالحة من النظام. وستبيّن الأيام المقبلة إن كانت الحكومة الإيرانية ستقدم خطوات إيجابية ملموسة وليست مجرد شعارات مضللة، كما كان الحال عليه في الماضي.<br />إيران في ورطة حقيقية بسبب التحركات السريعة ضدها في سوريا والعراق واليمن وكذلك في لبنان. وهي إن حاولت التصعيد فإن المزيد من العقوبات في الطريق. مثال على ورطة إيران أنها اشترت ثمانين طائرة بوينغ أميركية مقابل 16 مليار دولار، ستجد نفسها عاجزة عن الاستمرار في استخدام هذه الطائرات، في حال فُرض عليها حظر غالبا سيشمل قطع الغيار والصيانة.

روحاني ربما هو الشخص الجيد في النظام، لكن الحرس الثوري هو الآلة الشريرة، شريك في قتل نحو نصف مليون سوري، وشريك في اغتيالات لبنان، ومسؤول عما يحدث من تهميش للسلطة المركزية في العراق، يدعم ميليشيات منافسة لها. كما أنه من قام بدعم وتدريب وتسليح الجماعة الحوثية التي نفذت الانقلاب على الحكومة اليمنية، كل ذلك ضمن مشروع طهران في محاصرة السعودية ودول الخليج والهيمنة على المنطقة.

عدم استقرار منطقة الشرق الأوسط يهدد مصالح العالم ويعزز الفوضى، كما رأينا خلال السنوات الست الماضية. الولايات المتحدة تريد من إيران أن تدرك أن العالم لم يعد يقبل هذه الفوضى، ولن يسكت على تهديد مصالحه.

هل نحن سعداء لأن الرئيس ترمب غير سياسة بلاده، وانتقل إلى دعم معسكر الدول العربية والمسلمة المعتدلة؟

بالتأكيد هو تطور مهم لنا، وحاسم كذلك. لكن يجب ألا ننسى أننا لثلاثين عاما كنّا نواجه نظام إيران المتطرف، رأس حربة الإرهاب، كما وصفه الملك سلمان بن عبد العزيز في كلمته أمام القمة الإسلامية الأميركية. كنّا نفعل ذلك بالولايات المتحدة، ومن دونها، خاصة في سنوات الفوضى الخطيرة الماضية. من دون واشنطن واجهنا إيران في سوريا ولبنان واليمن، والآن بواشنطن نتشارك في ممارسة الضغوط على نظام آية الله في طهران، على أمل أن يفكر جيداً بأن الاستمرار في المغامرات والفوضى سيكلفه كثيرا. أمام الرئيس روحاني وضع جديد يستحق منه أن يفكر فيه جيداً، وأن يستغله للقيام بمشروع تصالحي يوقف تدخلات بلاده، الوقت حان لينهي مشروع آية الله الخميني الذي أعلنه عام 1979 بعزمه على تصدير ثورته إلى دول المنطقة. حان الوقت لإنهاء هذا الوعد والانتقال إلى مرحلة إقليمية جديدة.

المصدر : صحيفة الشرق الأوسط

arabstoday

GMT 01:00 2024 الجمعة ,07 حزيران / يونيو

الاتفاق السعودي في معادلة غزة

GMT 01:25 2024 الخميس ,06 حزيران / يونيو

الفيل الأميركي والثعلب الإسرائيلي

GMT 07:47 2024 الأربعاء ,05 حزيران / يونيو

مبررات التحالف بين واشنطن وإسرائيل

GMT 01:09 2024 الأربعاء ,22 أيار / مايو

إيران... الرئاسة مرآة القيادة

GMT 00:54 2024 الإثنين ,20 أيار / مايو

طوكيو المثيرة للدَّهشة

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل تغير زيارة ترامب المنطقة هل تغير زيارة ترامب المنطقة



بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 09:54 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر
 العرب اليوم - إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر

GMT 09:47 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024
 العرب اليوم - الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024

GMT 10:28 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها
 العرب اليوم - نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها

GMT 07:38 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 11:00 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

الاحتلال يعتدي بالضرب على طفل في بيت فوريك شرق نابلس

GMT 09:23 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

كيف نحمى المقدرات المصرية؟

GMT 09:13 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

هل تعود المياه لمجاريها بين الجماعتين؟

GMT 19:36 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

الاتحاد الإنكليزي يوجه تهمة سوء السلوك لـ ماتيوس كونيا

GMT 19:19 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

تشيلسي الإنكليزي ينفي تناول مودريك المنشطات في بيان رسمي

GMT 17:00 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مؤشر دبي عند أعلى مستوى في أكثر من 10 سنوات

GMT 16:16 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

بنك المغرب المركزي يخفض الفائدة 25 نقطة أساس

GMT 02:54 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

منظمة الطيران المدني الإيرانية تنفي إغلاق مجالها الجوي

GMT 04:37 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

قلق في أوروبا بسبب فيروس شلل الأطفال

GMT 17:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إسرائيل تشن هجوماً جوياً مع قصف مدفعي على جنوب لبنان
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab