هروب وعودة أميري الغريبة

هروب وعودة أميري الغريبة!

هروب وعودة أميري الغريبة!

 العرب اليوم -

هروب وعودة أميري الغريبة

بقلم : عبد الرحمن الراشد

لا تزال قصة المنشق الإيراني شهران أميري غير واضحة، لماذا عاد من الولايات المتحدة إلى إيران إن كان فعلاً يملك أسراًرا مهمة، التي تجعل حياته معرضة للخطر بعد العودة؟ ولماذا استقبله المسؤولون الإيرانيون بحفاوة إعلامية في المطار إن كانوا يبيتون شًرا له؟ ولماذا اعتقلوه سريًعا كخائن بعد أن احتفلوا به في مطار طهران كوطني محترم؟ ولماذا يحكمون عليه بالسجن عشر سنوات ثم يعدمونه؟

في الخارج هناك جالية كبيرة من الإيرانيين معظمهم مستوياتهم العلمية والاقتصادية جيدة، معظمهم اختار المنفى أو ولد هناك. وأكثرهم يرفض العودة لبلاده، أو حتى زيارتها، لعدم ثقتهم بالنظام، الذي يماثل كثيًرا حكومات منطقة الشرق الأوسط الشمولية، مثل نظام الأسد في سوريا، وسابًقا صدام في العراق، ومثله نظام القذافي في ليبيا. ويقدر عدد الإيرانيين في المنافي بنحو خمسة ملايين، أكبر رقم للمنفيين باختيارهم في العالم. مئات آلاف فروا بعد ثورة الخميني في نهاية السبعينات، والآلاف استمروا يخرجون مقابل دفع ثمن الخروج، حتى إن صندوق النقد الدولي يضع إيران على رأس الدول التي تعاني من هجرة الأدمغة بمعدلات عالية سنوًيا.

ويبدو أن أميري ممنوع من السفر، بحكم وظيفته الحساسة، كعالم ذرة، لهذا استغل مناسبة الحج للإفلات من الرقابة، واختار أميركا وجهة سفره من السعودية. الإيرانيون احتجوا على السعودية، لأنه اختفى على أراضيها، قالت إنه غادرها وهي ليست مسؤولة عن مراقبة حجاج إيران، أو بقية المليوني حاج، وليس من حقها أن تجبر الحجاج على اختيار وجهات سفرهم.

وعندما ادعى المسؤولون الإيرانيون أن أميري خطف في السعودية، ظهر للعلن في أميركا، وتحدث أنه موجود هناك برغبته. لاحًقا، فاجأ الجميع بظهوره من السفارة الباكستانية يتحدث عبر التلفزيون مدعًيا أنه محتجز، وأنه ممنوع من السفر إلى بلاده إيران! وبسبب ذلك الموقف المحرج ظهرت هيلاري كلينتون، عندما كانت وزيرة الخارجية، لتعلن أن أميري جاء أميركا برغبته ويستطيع أن يغادرها برغبته. عاد الرجل إلى طهران، حيث استقبله كبار المسؤولين في المطار، وظهر على التلفزيون الإيراني وكأن عودته انتصار، ثم بعدها بأيام قليلة اعتقل. حوكم وحكم عليه بالسجن عشرة أعوام، لكنه أعدم بعد خمس سنوات، كما تقول أسرته ودفنت جثته في كرمنشاه.

والأرجح أن سر تناقض أقواله وتصرفه الغريب أن النظام في إيران هّدد أسرته بالقتل إن لم يرجع، وقيل حينها إنهم هددوا بقتل ابنه، والذي رأيناه يظهر إلى جانبه في المؤتمر الصحافي في طهران.

ومن المفهوم أن يكذب الإيرانيون عندما قالوا في البداية إنه شخص غير مهم، وإنه ليس عالًما نووًيا كما يزعم، ثم قالوا إنه كان ضابط استخبارات خدع الأميركيين وأقنعهم بأنه عالم نووي، ليعرف ماذا تفعل الاستخبارات الأميركية مع المنشقين. كل هذه الأكاذيب يمكن تبريرها، لكن من غير المفهوم لماذا تم الاحتفاء به بعد عودته كوطني مخلص ثم يسجن سريًعا بعدها؟ ولماذا أعدم والحكم القضائي صدر بسجنه؟ المتحدث الإيراني صاحب الوجه الصارم لم يقنع أحًدا، عندما قال أميري يستحق العقاب لأنه أفشى أسراًرا مهمة للأميركيين!

فهل سجنه وإعدامه بهدف تخويف الإيرانيين؟ ووسيلة لردع عمليات التسريب المتكررة؟ حيث إن كثيًرا من أسرار المنشآت النووية والنشاطات العسكرية الإيرانية قد تم فضحها من خلال منسوبي هذه المؤسسات الأمنية أو العلمية الذين تبرعوا بالوشاية.

arabstoday

GMT 01:00 2024 الجمعة ,07 حزيران / يونيو

الاتفاق السعودي في معادلة غزة

GMT 01:25 2024 الخميس ,06 حزيران / يونيو

الفيل الأميركي والثعلب الإسرائيلي

GMT 07:47 2024 الأربعاء ,05 حزيران / يونيو

مبررات التحالف بين واشنطن وإسرائيل

GMT 01:09 2024 الأربعاء ,22 أيار / مايو

إيران... الرئاسة مرآة القيادة

GMT 00:54 2024 الإثنين ,20 أيار / مايو

طوكيو المثيرة للدَّهشة

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هروب وعودة أميري الغريبة هروب وعودة أميري الغريبة



الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 16:16 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

ميمي جمال تكشف سبب منع ابنتها من التمثيل
 العرب اليوم - ميمي جمال تكشف سبب منع ابنتها من التمثيل

GMT 06:20 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

الحكومة والأطباء

GMT 04:11 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 07:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 11:18 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

رسميًا توتنهام يمدد عقد قائده سون هيونج مين حتى عام 2026

GMT 13:28 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

5 قتلى جراء عاصفة ثلجية بالولايات المتحدة

GMT 19:53 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

أوكرانيا تعلن إسقاط معظم الطائرات الروسية في "هجوم الليل"

GMT 10:05 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

شركات الطيران الأجنبية ترفض العودة إلى أجواء إسرائيل

GMT 19:00 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

أوكرانيا تؤكد إطلاق عمليات هجومية جديدة في كورسك الروسية

GMT 10:12 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

انخفاض مبيعات هيونداي موتور السنوية بنسبة 8ر1% في عام 2024

GMT 11:11 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

إقلاع أول طائرة من مطار دمشق بعد سقوط نظام بشار الأسد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab