سنة سوريا ضد «داعش» السنية

سنة سوريا ضد «داعش» السنية

سنة سوريا ضد «داعش» السنية

 العرب اليوم -

سنة سوريا ضد «داعش» السنية

عبد الرحمن الراشد

كانت الكراهية موجهة سياسيا، نحو الغرب تحديدا، ضمن صراع سياسي إقليمي وخارجي. ثم وجهت المشاعر دينيا ضد الكافر الغربي، وحققت نجاحا سريعا. وانتقلت العدوى سريعا إلى داخل الإسلام نفسه، واشتعل الصراع بين الجناحين السني والشيعي. ثم عمت البغضاء المذاهب والطرق الإسلامية المختلفة، من علوية وصوفية وغيرها. كشف الاستخدام السياسي للدين عن خزان كبير من المشاعر الغاضبة تعبر عن نفسها، أو تعبر عمن يريد استخدامها، ضمن صراعات تموج بها المنطقة. بداية استخدام الدين ظهرت مع ظهور الثورة الإيرانية، واستمرت عقودا بلا توقف إلى الثورة السورية اليوم. فقد أراد آية الله الخميني، أن يجعل من طهران مركزا للحكم الإقليمي، ويفرض وجوده على الجميع، معلنا أن انتصاره في طهران ليس إيرانيا بل هو انتصار للإسلام ضد الغرب وأعداء الإسلام من خصومه! خصمه في العراق صدام حسين أراد مواجهة الدعاية المعادية، مدركا أنها موجهة ضده بالدرجة الأولى وليست فقط ضد الولايات المتحدة، فقرر اعتماد خطاب الكراهية المضادة، بإحياء العداء للفرس والمجوس والصفوية. إنما الكراهية تبقى هي الكراهية، دينية كانت أم عرقية. الفصل الثاني من الحروب الدينية في منطقة الشرق الأوسط ظهر بعد زلزال هجمات الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) عندما سرق أسامة بن لادن السني خطاب الخميني الشيعي. أعلنها حربا دينية وعن تقسيمه العالم إلى فسطاطين؛ المؤمنين والكافرين، ولا مكان لأحد غير أتباعه. ورغم خطابه التحريضي ضد الغرب فقد اتضح لاحقا أن معظم قتال رجال بن لادن كان داخل البيت السني، ومعظم ضحاياه مسلمون سنة! لهذا لم تدم طويلا العصبية المذهبية التي اعتمدها بن لادن، وشن السنة حربا معاكسة ضد تنظيم القاعدة حتى دحروه في السعودية والأردن والمغرب. لا شك أن سوريا شهدت أنظف الثورات العربية وأكثرها حضارية إلى أن لوثها المتطرفون، وخذلها المجتمع الدولي. فقد اعتقدت الجماعات التي ترفع الرايات السوداء أن نبش التاريخ وتوجيه العداوات سيضمن لها ولاء السوريين المخذولين، وظنت أن ركوب خزان الكراهية ضد مذهب النظام العلوي سيضمن لها البيعة المطلقة، لكن رغم البراميل المتفجرة والتجويع انقلب السوريون ضد المتطرفين. اليوم نرى مشهدا تاريخيا ومهما، القوى السنية السورية المختلفة لا تقاتل العلويين بل اجتمعت تحارب «داعش» السنية المتطرفة. إنها نفس الاستدارة التي رأيناها في السعودية في العقد الماضي عندما حارب السعوديون تنظيم القاعدة وانتصروا عليه، ليكسروا بذلك الدعاية التلفزيونية التي كانت تزعم تبعية السنة لإرهاب بن لادن. السوريون كما قاتلوا نظام الأسد ليس لأنه علوي بل لأنه إجرامي، وهم اليوم يقاتلون بلا هوادة «القاعدة» و«داعش» السنيتين للسبب نفسه، كجماعتين مجرمتين. الصورة الثالثة نراها اليوم أيضا في محافظة الأنبار في العراق. هذا الإقليم المنكوب، ضحية نظام المالكي و«القاعدة»، يعيش ثورة من أهله ضد الجماعات الدينية المتطرفة. فقد تمكن الإرهابيون، مثل «داعش» و«القاعدة»، من الاستيلاء على مدينتي الرمادي والفلوجة عزز ذلك فشل قوات رئيس الوزراء نوري المالكي التي أرسلها وكل همه تنفيذ ضربة مسرحية لأغراض انتخابية. الذي تصدى للجماعات الإرهابية، بعد فشل القوات الحكومية، هم أهل الأنبار، عشائرها الذين حملوا السلاح، وبدأوا في تطهير مدنهم ممن يقدمون أنفسهم زورا تحت شعار «حماة السنة». وطالما أننا نسمي الأشياء بأقبح توصيفها الطائفي إذن علينا أن نسميها بحقائقها، الاستخدام المذهبي والديني فشل، فالذي يحارب «القاعدة» و«داعش» في سوريا والعراق اليوم هم السنة، وهم يحاربون الطائفيين الشيعة مثل ميليشيات حزب الله اللبناني وعصائب الحق العراقية، وكذلك ميليشيات الأسد العلوية.  

arabstoday

GMT 06:27 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

بيت من زجاج

GMT 06:25 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

إدارة ترامب والبعد الصيني – الإيراني لحرب أوكرانيا...

GMT 06:24 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

هل تعود الجائزة عربية بعد 6 سنوات؟

GMT 06:12 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب ومشروع تغيير المنطقة

GMT 06:09 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ماذا جرى في «المدينة على الجبل»؟

GMT 06:04 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

طبيبة في عيادة «الترند»!

GMT 06:02 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

الشعوذة الصحافية

GMT 06:01 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ولاية ترمب الثانية: التحديات القادمة

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سنة سوريا ضد «داعش» السنية سنة سوريا ضد «داعش» السنية



تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 03:27 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

فلورنسا الإيطالية تتخذ تدابير لمكافحة السياحة المفرطة
 العرب اليوم - فلورنسا الإيطالية تتخذ تدابير لمكافحة السياحة المفرطة

GMT 20:15 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

جعجع يُطالب حزب الله إلقاء سلاحه لإنهاء الحرب مع إسرائيل
 العرب اليوم - جعجع يُطالب حزب الله إلقاء سلاحه لإنهاء الحرب مع إسرائيل

GMT 22:43 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية
 العرب اليوم - حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية

GMT 03:43 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

ليلة ليلاء؟!

GMT 07:03 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 03:23 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

تناول المكسرات يوميًا يخفض خطر الإصابة بالخرف

GMT 08:21 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

ذكرى عيد الجهاد!

GMT 13:15 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 7 جنود إسرائيليين في تفجير مبنى مفخخ جنوب لبنان

GMT 12:42 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد تكالة يُنتخب رئيساً للمجلس الأعلى للدولة في ليبيا

GMT 13:13 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

ريال مدريد يدرس ضم أرنولد من ليفربول في يناير القادم

GMT 08:02 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الرياض... بيانٌ للناس

GMT 13:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

برشلونة يعلن إصابة أنسو فاتي وغيابه 4 أسابيع

GMT 11:44 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

"فيتنام أيرلاينز" بصدد شراء 50 طائرة في النصف الأول من 2025
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab