الصواريخ والخوف من المعارضة

الصواريخ والخوف من المعارضة

الصواريخ والخوف من المعارضة

 العرب اليوم -

الصواريخ والخوف من المعارضة

عبد الرحمن الراشد

وزارة الخارجية الروسية، سبقت وزارة خارجية سوريا، تحذر من تسليح المعارضة بأسلحة نوعية؛ صواريخ مضادة للطائرات وصواريخ ضد الدروع الآلية. والكلام الروسي موجه ضد أخبار تحدثت عن عزم السعودية إبرام صفقات تكسر الحظر الدولي على ثوار سوريا. وهذا موضوع بالغ الحساسية ومعقد لأسباب منها الأمني والسياسي والقانوني. الحجة الروسية، وكذلك الأميركية من قبل، أن متطرفي المعارضة السورية، أو من يشاركها القتال، قد تستخدمها في إسقاط طائرات أو خوض حروب خارج سوريا. وهذا المبرر كان، ولا يزال، محل قلق منذ العام الأول للثورة، الذي دفع نظام بشار الأسد، وبدعم إيران، إلى لعب ورقة «القاعدة»، وتمكين جماعات إرهابية، مثل داعش والنصرة ومثيلاتهما، إلى الساحة السورية وترويع، ليس الغرب فقط، بل كل العالم، بما فيه دول الخليج. وهذه القضية سبق أن أشبعناها حديثا. الخوف أن تقوم جماعات إرهابية، مثل «القاعدة»، غدا بإسقاط طائرات مدنية، في أي مكان من العالم تتسلل إليه، أو ضد أهداف مدنية ضد أوروبا، أو الخليج، أو مصر أو غيرها من الدول التي في حالة حرب ضد الجماعات الإرهابية، ولا ننسى أنها لم تهاجم قط إيران، أو داخل إسرائيل، أو سوريا الأسد قبل الحرب. وليس مستبعدا أن يلجأ النظام السوري نفسه إلى ارتكاب مثل هذه الأعمال، أي إطلاق صواريخ يدعي غدا أنها من فعل المعارضة، لأنها وسيلته الوحيدة لتخويف العالم ومحاصرتها بتخريب علاقتها الدولية. ولطالما نوقشت هذه المسألة بين قيادات المعارضة السورية ومسؤولين غربيين، وبسببها حرمت المعارضة إلا من أسلحة بسيطة لا يمكن أن تحسم الحرب لصالحها، في وقت يزود الروس والإيرانيون قوات الأسد بكل الأسلحة المتطورة، التي قتلت نحو مائة وخمسين ألف مدني حتى هذا اليوم، ولم يحرك العالم ساكنا لوقفها. هذا الظلم في التعاطي، لا بد أن يدفع من يهمه الأمر إلى عدم القبول بمثل هذا الحظر، والإصرار على مراجعته. نحن نثق أنه بالإمكان اختيار شريحة من المعارضة موثوق بها وتسليحها نوعيًّا، ووضع كل الضمانات لعدم تسرب الصواريخ إلى أكتاف مشبوهة، أو استخدامها خارج الفضاء السوري. أو الحل الآخر منع تسليح الطرفين وترك الحرب متعادلة. الروس يخافون من تسليح المعارضة نوعيا لأنهم يشاركون الإيرانيين في الدعم المباشر على الأرض للعمليات العسكرية، بما فيها إدارة القصف الجوي، الذي رجح كفة الأسد في النصف الثاني من الحرب. قوات الأسد دون سلاح الطيران والدبابات لا يمكن أن تواجه المعارضة المسلحة، بدليل أنها أدمت ميليشيات حزب الله الذي يستعين بدعم لوجيستي ومعلوماتي وجوي من محور إيران، والروس يريدون لحليفهم إكمال مهمة تدمير كل المناطق التي يوجد فيها مسلحون، مهما سبَّب ذلك من قتل واسع للمدنيين، بشكل شبه يومي. بالنسبة لدول داعمة، مثل السعودية، لا تستطيع لأسباب سياسية وقانونية أن تخاطر بمواجهة العالم بتسليح المعارضة بالأسلحة النوعية إلا بعد موافقة الأطراف المعنية، وهو أمر ليس موجودا بعد. المفارقة أنها في الوقت الذي تقف فيه مع الشعب السوري في محنته على كل الأصعدة، تدرك أن وجود داعش والنصرة ومثيلاتها يشكل خطرا عليها لاحقا. لهذا حرب سوريا معقدة، القتال بثلاثية الجبهات تتقاتل ضد بعضها، نظام الأسد الذي يمثل ذراع إيران الطويلة، والجماعات الإرهابية من بنات «القاعدة»، والجيش الحر الذي يعد الأمل الوحيد لسوريا موحدة مقبولة للعالم. نحن نعرف أن تكتل محور إيران العسكري، وهي الحرس الثوري الإيراني وقوات الأسد وحزب الله وميليشيات العراق، جميعها تعاني من نزيف حاد في إمكانياتها وقواتها في أكبر حرب تتورط فيها. وفي حال خسر النظام السوري الحرب تكون أكبر ضربة توجه لإيران، وستكون نهاية حزب الله كقوة ضاربة. وهذا يفسر استماتة المحور الإيراني وسخاءه بالمال والدم حتى يكسبها. مع هذا، نعود لتكرار القول إنه شبه مستحيل لنظام الأسد أن ينجو، طالت الحرب أو قصرت، ومهما زاد الدعم، وذلك بسبب حجم التصدع في بنية النظام، وانهيار مؤسسته الأمنية، والعداء مع الأغلبية الساحقة، واتكاله الكامل على إيران وحزب الله. الأمر الوحيد الذي يمكن أن يشتري من انتصاره الجزئي أن يخرج من الحكم إلى المنفى، وربما حل سلمي يحافظ على بعض من بقايا النظام. إطالة الحرب، بحرمان المعارضة من الأسلحة الحاسمة، يعني إطالة عمر داعش والنصرة، وتزايد قدراتهما ليس في سوريا بل في كل أنحاء المنطقة. منع الصواريخ لن يحمي بضع طائرات، بل سيزيد من خطر الإرهابيين في أنحاء العالم.

arabstoday

GMT 09:43 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

بجعة سوداء

GMT 09:42 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

كيف نتعامل مع سوريا الجديدة؟

GMT 09:40 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

سيناء فى عين الإعصار الإقليمى

GMT 09:39 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

متى يخرج السيتى من هذا البرميل؟!

GMT 09:38 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تركيا في الامتحان السوري... كقوة اعتدال

GMT 09:35 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

عن «شاهبندر الإخوان»... يوسف ندا

GMT 09:33 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تنظير في الاقتصاد بلا نتائج!

GMT 09:30 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط والشرع وجروح الأسدين

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الصواريخ والخوف من المعارضة الصواريخ والخوف من المعارضة



GMT 10:34 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
 العرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 13:32 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 العرب اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 10:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
 العرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 03:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 06:15 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 04:01 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 20:58 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الجيش الأميركي يقصف مواقع عسكرية في صنعاء

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

موسكو تسيطر على قرية بمنطقة أساسية في شرق أوكرانيا

GMT 14:19 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إلغاء إطلاق أقمار "MicroGEO" الصناعية فى اللحظة الأخيرة

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

وفاة جورج إيستام الفائز بكأس العالم مع إنجلترا

GMT 17:29 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

سائق يدهس شرطيا في لبنان

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إصابات بالاختناق خلال اقتحام الاحتلال قصرة جنوبي نابلس
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab