ماذا جرى منذ اغتيال الحريري

ماذا جرى منذ اغتيال الحريري؟

ماذا جرى منذ اغتيال الحريري؟

 العرب اليوم -

ماذا جرى منذ اغتيال الحريري

عبد الرحمن الراشد

لماذا تمر السنوات الإحدى عشرة أكثر حزنا على غياب رفيق الحريري٬ الذي قتله نظام الأسد؟ لأن القتلة نجحوا ليس فقط في التخلص من رئيس وزراء لبنان الأسبق وأحد أهم زعاماته٬ بل نجحوا في هدم مشروع لبنان الجديد٬ وأفشلوا مسعاه إلى إخراج البلاد من حالة الحرب الأهلية٬ التي وإن توقف رصاصها بقيت مهيمنة على الساحة٬ تعطل التطور والانتقال إلى عالم جديد.

الأسد٬ وحلفاؤه٬ قاموا بتصفية الحريري فعطلوا مشروع المصالحة والبناء والتعمير٬ بعد أن فشلوا قبل ذلك في اعتراضه وتخريبه بالدعاية المضللة التحريضية ضده. كان طموح الراحل أن تتحول بلاده إلى قبلة المستثمرين٬ ومحل ثقة المؤسسات الدولية٬ وجعل كل الفئات اللبنانية تشعر أنها شريكة في البناء ولها مصلحة فيه٬ وليست فقط تتنافس فيما بينها على المقاعد النيابية والحكومية.

حتى خصمه حزب الله٬ ذهب إليه الحريري وعرض عليه أن يكون طرفا في تطوير مناطق نفوذه وتغيير حالة الإنسان اللبناني الذي لم يعد له مصدر رزق إلا أن يهاجر إلى خارج بلده. كان يعتقد أن حزب الله وبقية المعارضين سيجدون في مشروعه مكاسب لهم٬ ولأتباعهم٬ ويكونون جزءا إيجابًيا٬ لا طرفا سلبيا يتمسك بالسلاح وسيلة للحصول على حصته. أقنع كبار شخصيات المهجر اللبناني٬ والحكومات في السعودية والخليج ومصر وأوروبا والولايات المتحدة وروسيا٬ وطار إلى إيران عدة مرات أيضا لطمأنتها ودعوتها. ووجد ترحيبا من معظم هذه الشخصيات والحكومات والصناديق الدولية.

وظهرت ملامح نجاح مشروعه على الأرض٬ حتى قرر الأسد التخلص منه٬ رغم أن الحريري وافق على التنحي وترك منصب رئاسة الحكومة٬ ورغم أنه أيضا رضخ للتمديد٬ ظلما وعدوانا للرئيس إميل لحود٬ مع هذا اغتالوه. 

قتله السوريون والإيرانيون ووكلاؤهم٬ ليس فقط للتخلص من شخص الحريري السياسي٬ بل للتخلص من مشروع الحريري الكبير٬ وإبقاء لبنان دولة تابعة تحت السيطرة٬ منشغلة بالخلافات الهامشية٬ وجبهة مفتوحة مع إسرائيل لحلب اللبنانيين دوليا٬ وحتى لا يفتح الأسد جبهة الجولان٬ واستغلال لبنان ضمن مشروع المساومةالإيرانية.

فمنذ يوم اغتياله٬ واغتيال بقية القوى السياسية اللبنانية الوطنية المعتدلة٬ وحتى هذا اليوم توقف لبنان٬ توقف الإعمار٬ وتوقف الأمل والحلم. كان هذا هو الهدف وهذه هي النتيجة.

لكن الجريمة ثمنها غال. ولو سألنا الرجل الذي أصدر أمر قتل رفيق الحريري ما الذي كسبه اليوم مما فعله بالأمس؟ هل هو سعيد لأنه أزاحه من دربه٬ أم نادم لأن دم الحريري جلب عليه كوارث متعددة؟ هل خسر لبنان وكسبت سوريا؟ القاتل٬ أو القتلة معروفون٬ الرئيس الأسد وحلفاؤه الغارقون اليوم في بركة الدم السورية. ولم تعد هناك حاجة إلى الجدل حول دورهم في تلك الجريمة٬ لأنهم٬ بعد ست سنوات من قتلهم الحريري ورفاقه٬ ارتكبوا ما هو أعظم بكثير٬ فقد قتلوا نحو نصف مليون سوري.

هل يقول الأسد اليوم في سره٬ إنه لو استقبل من أمره ما استدبر٬ لما ارتكب جريمته بقتل الحريري؟ مع أن اغتيال الحريري جلب على الأسد كل المصائب الهائلة التي يعيشها اليوم٬ إنما مثله لا يستوعب دروس التاريخ٬ بدليل أنه كرر ارتكاب جرائمه في سوريا ودم ضحاياه في لبنان لم يجف بعد. وبدل أن يحاول استرضاء مواطنيه٬ في بدايات ٬2011 ويجرب الحلول المختلفة لاستيعاب احتجاجاتهم سارع إلى تهديدهم وقتلهم بالتالي٬ ثم عمد إلى ارتكاب مجازر جماعية هائلة.

لا نحتاج إلى أن نفتح دماغ الأسد حتى نفهمه٬ فبصمته تتكرر مطبوعة في كل الجرائم. رأى أن أسهل طريقة لوقف مشروع الحريري٬ وبقية الزعامات اللبنانية المعتدلة التي لم تقبل إملاءاته هي بالتخلص منهم جميعا بالتصفيات الجسدية.

arabstoday

GMT 19:02 2023 الخميس ,16 شباط / فبراير

ذكرى اغتيال رفيق الحريري...والزلزال المستمرّ

GMT 00:25 2022 الأحد ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

«القوّة» كعلاقة بين الطوائف اللبنانيّة!

GMT 01:14 2022 الثلاثاء ,18 تشرين الأول / أكتوبر

الشيء ومقتضاه

GMT 04:06 2022 الأربعاء ,23 آذار/ مارس

الطريقة الملتوية في إعلان المواقف الرديئة

GMT 06:07 2022 الإثنين ,14 آذار/ مارس

مارس... حصاد الفرص المجهضة والخيبات القاتلة

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ماذا جرى منذ اغتيال الحريري ماذا جرى منذ اغتيال الحريري



تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:11 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الأميرة آن تُغير لون شعرها للمرة الأولى منذ 50 عاماً
 العرب اليوم - الأميرة آن تُغير لون شعرها للمرة الأولى منذ 50 عاماً

GMT 03:09 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

بوريل يعترف بعجز الاتحاد الأوروبي عن بناء بنية أمنية جديدة
 العرب اليوم - بوريل يعترف بعجز الاتحاد الأوروبي عن بناء بنية أمنية جديدة

GMT 14:56 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

أداة ذكية لفحص ضغط الدم والسكري دون تلامس

GMT 01:33 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

اعتقالات جديدة في أحداث أمستردام وتجدد أعمال الشغب

GMT 13:05 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

مهرجان آفاق مسرحية.. شمعة عاشرة

GMT 06:21 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

مفكرة القرية: الطبيب الأول

GMT 10:50 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

سبيس إكس تعيد إطلاق صاروخ Falcon 9 حاملا القمر الصناعى KoreaSat-6A

GMT 20:05 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

انضمام بافارد لمنتخب فرنسا بدلا من فوفانا

GMT 16:04 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

ريال مدريد يكشف طبيعة إصابة فاسكيز ورودريجو في بيان رسمي

GMT 07:23 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

أزياء ومجوهرات توت عنخ آمون الأيقونية تلهم صناع الموضة

GMT 08:47 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

تامر حسني يتألق في حفل حاشد بالقرية العالمية في دبي

GMT 14:12 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

ليفربول يفقد أرنولد أسبوعين ويلحق بموقعة ريال مدريد

GMT 22:55 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

ليوناردو دي كابريو يحتفل بعامه الـ50 بحضور النجوم
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab