كيف فرضت ناقلات النفط الإيرانية حضور سوريا اجتماع وزراء الطاقة الرباعي في عمان وتجميد قانون قيصر جزئيا

كيف فرضت ناقلات النفط الإيرانية حضور سوريا اجتماع وزراء الطاقة الرباعي في عمان وتجميد قانون قيصر جزئيا؟

كيف فرضت ناقلات النفط الإيرانية حضور سوريا اجتماع وزراء الطاقة الرباعي في عمان وتجميد قانون قيصر جزئيا؟

 العرب اليوم -

كيف فرضت ناقلات النفط الإيرانية حضور سوريا اجتماع وزراء الطاقة الرباعي في عمان وتجميد قانون قيصر جزئيا

عبد الباري عطوان
بقلم: عبد الباري عطوان

من المؤلم ان الاجتماع الرباعي الذي ضم وزراء الطاقة في الأردن ومصر وسوريا ولبنان في العاصمة الأردنية اليوم الأربعاء من اجل بحث كيفية إيصال الغاز المصري والكهرباء الأردنية، الى لبنان جاء بتعليمات أميركية، تماما مثلما كان عليه الحال في مؤتمر بغداد لدول الجوار السوري الذي استثناها قبل أسبوعين فقط.
ازمة المحروقات، والكهرباء، متفاقمة في لبنان منذ ستة اشهر ان لم يكن اكثر، ولكن هذه الدول، وغيرها من الدول العربية لم تتحرك مطلقا لتخفيف معاناة الاشقاء في لبنان، ولكن بمجرد ان لجأ السيد حسن نصر الله امين عام "حزب الله" لحليفه الإيراني مستنجدا، ولبى هذا الحليف النداء فورا، وجهز ثلاث ناقلات، أصيبت السفيرة الامريكية دوروثي شيا بحالة من السعار، وخاطبت الحكومتين الأردنية والمصرية لتأمين الغاز والكهرباء للبنان، ليس حبا باللبنانيين الذين توقفت محركات مستشفياتهم، وافران مخابزهم، وعاشوا في ظلام دامس، وانما جزعا ورعبا من النفط الإيراني وناقلاته، وفي محاولة لاجهاض قطع الطريق على مبادرة حزب الله وزعيمه.
كنا نتمنى لو وان هذا الاجتماع الرباعي انعقد بمبادرة عربية تحديا للغطرسة الاميركية، وانحيازا لنصرة الشعب اللبناني الشقيق، ولكن التمني شيء، وما يجري على ارض الواقع شيء آخر، الامر الذي يؤكد ان معظم القادة العرب، ان لم يكن كلهم، لم يسمعوا بانتصار حركة الطالبان الأفغانية بسلاح الإرادة والصمود على الولايات المتحدة، ومرمغة انفها وكرامتها في التراب، وهز صورتها كدولة عظمى، وإجبارها على الرحيل من بلادها بطريقة مهينة، ستظل علامة فارقة في تاريخ الهزائم لقرون قادمة.
***
جرأة السيد حسن نصر الله وشجاعته وكسره للحصار الأمريكي على لبنان وسورية معا باستجلاب الناقلات الإيرانية، ومنحه الأولوية للمستشفيات وافران الخبز لتوزيع المحروقات ودون أي تمييز طائفي غيرت كل المعادلات في المنطقة، واجبرت وفدا لبنانيا برئاسة السيدة زينة عكر، نائبة رئيس الوزراء لشد الرحال الى دمشق بعد قطيعة استمرت عشر سنوات.
المحروقات الإيرانية ستصل الى المستهلك اللبناني حتما في الأيام القليلة القادمة، لان الغاز المصري، والكهرباء الأردنية سيحتاجا الى ثلاثة اشهر على الأقل للتدفق الى وجهتها النهائية عبر الأراضي السورية، بعد تجهيز الخطوط والانابيب اللازمة، واصلاحها، ويبدو ان الولايات المتحدة التي دمرت هذه الخطوط سواء بشكل مباشر، او عبر ادواتها في ذروة المؤامرة على سوريا، ستوفر الأموال اللازمة في هذا الاطار عبر قرض من صندوق النقد الدولي.
السيدة هالة زواتي وزيرة الطاقة والثروة المعدنية الأردنية، اكدت هذه الحقائق المذكورة آنفا عندما قالت في مؤتمر صحافي عقدته بعد اختتام اعمال هذا الاجتماع الرباعي “ان هدف الاجتماع كان وضع خطة عمل، وخريطة طريق، والتأكد من جاهزية البنى التحتية، بدءا من مصر وانتهاء بلبنان، من اجل إيصال الغاز المصري”.
أمريكا وحلفاؤها العرب، وخاصة اللبنانيين منهم، خرجوا الخاسر الأكبر من هذه الازمة، ولمصلحة ايران، عززوا، بسبب جبنهم، وترددهم، نفوذها في المنطقة الذي يدّعون انهم يعملون على محاصرته ومنع انتشاره، ايران محظوظة فعلا بهكذا خصوم على هذه الدرجة من الذكاء.
سورية اثبتت عروبتها مجددا، ووقوفها الى جانب الاشقاء لمساعدتهم لمواجهة المحن والأزمات التي يواجهونها، رغم الحصار الأمريكي الخانق الذي تواجهه تحت ما يسمى قانون “قيصر” مثلنا اثبتت ترفعها على الصغائر، عندما وافقت على مرور الغاز المصري، والكهرباء الأردنية، واستقبال الوفد اللبناني الزائر، رغم ان هذا الغاز، وهذه الكهرباء هي بحاجة ماسة اليها أيضا، في ظل ازمة المحروقات التي تواجهها منذ سنوات.
***
ختاما نتضرع الى الله ان ينجح الابطال الستة الذين حققوا معجزة الهروب الأعظم من سجن جلبوع الأكثر حراسة في دولة الاحتلال، ودمروا هيبة الأجهزة الأمنية الإسرائيلية وسمعتها الكاذبة، في الوصول الى الأراضي اللبنانية او السورية، لان هاتين الدولتين هما الوحيدتان في الجوار الفلسطيني اللتان يمكن ان توفرا لهما الحاضنة الآمنة والشريفة في زمن الركوع العربي، ساعتها سنحتفل مرتين، الأولى والاعظم، وصول هؤلاء الابطال، والثانية حل ازمة المحروقات في لبنان بالنفط المقاوم الشريف.. وليس هذا على الله بكثير.

arabstoday

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

GMT 06:11 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

اكتشافات أثرية مهمة بموقع ضرية في السعودية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كيف فرضت ناقلات النفط الإيرانية حضور سوريا اجتماع وزراء الطاقة الرباعي في عمان وتجميد قانون قيصر جزئيا كيف فرضت ناقلات النفط الإيرانية حضور سوريا اجتماع وزراء الطاقة الرباعي في عمان وتجميد قانون قيصر جزئيا



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 07:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا
 العرب اليوم - تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا

GMT 07:25 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية
 العرب اليوم - وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية

GMT 21:12 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
 العرب اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 07:39 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات
 العرب اليوم - كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات

GMT 08:12 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

التغذية السليمة مفتاح صحة العين والوقاية من مشاكل الرؤية
 العرب اليوم - التغذية السليمة مفتاح صحة العين والوقاية من مشاكل الرؤية

GMT 19:32 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا فريد شوقي تكشف سبب ابتعادها عن السينما
 العرب اليوم - رانيا فريد شوقي تكشف سبب ابتعادها عن السينما

GMT 02:48 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات
 العرب اليوم - المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات

GMT 08:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 02:40 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

القهوة والشاي الأسود تمنع امتصاص الحديد في الجسم

GMT 06:59 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فلسطين و«شبّيح السيما»

GMT 07:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 09:52 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

كفاءة الحكومة

GMT 06:45 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان يقترب من وقف النار

GMT 10:19 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

جهود هوكستين: إنقاذ لبنان أم تعويم «حزب الله»؟

GMT 16:54 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا

GMT 02:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

11 شهيدًا في غارات للاحتلال الإسرائيلي على محافظة غزة

GMT 06:56 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فرصة إيرانية ــ عربية لنظام إقليمي جديد

GMT 19:23 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ميادة الحناوي تحيي حفلتين في مملكة البحرين لأول مرة

GMT 03:09 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

عدوان جوي إسرائيلي يستهدف الحدود السورية اللبنانية

GMT 07:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان

GMT 07:53 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

ألمانيا تحاكم 4 أشخاص بزعم الانتماء لـ "حماس"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab