لماذا لا نستبعد ان يواجه حلفاء أميركا العرب المصير الاوكراني نفسه

لماذا لا نستبعد ان يواجه حلفاء أميركا العرب المصير الاوكراني نفسه؟

لماذا لا نستبعد ان يواجه حلفاء أميركا العرب المصير الاوكراني نفسه؟

 العرب اليوم -

لماذا لا نستبعد ان يواجه حلفاء أميركا العرب المصير الاوكراني نفسه

عبد الباري عطوان
بقلم : عبد الباري عطوان

عندما يعبر فلاديمير زلنسكي رئيس أوكرانيا عن استيائه واحباطه وخيبة أمله ازاء “تحفظ” الاتحاد الأوروبي، وحلف شمال الأطلسي على انضمام بلاده اليهما فورا، حسب وعود سابقة، والانتظار 30 عاما للانضمام الى الاول (الاتحاد الأوروبي)، و50 عاما لدخوله الثاني (حلف الأطلسي)، فهذا يعني تخلي الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين عن بلاده، والرضوخ لمطالب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وتهديداته.
الازمة الأوكرانية بدأت في الأساس بسبب غضب الرئيس الروسي من تدخل الولايات المتحدة في أوكرانيا، وتبنيها رئيسها زلنسكي ومطالبه بالانضمام الى حلف “الناتو” والاتحاد الأوروبي، الامر الذي يشكل تهديدا للأمن القومي الروسي، وقاعدتها النووية الأبرز، فأوكرانيا كانت جزءا من الاتحاد السوفييتي وتشكل الفناء الجنوبي لروسيا، وتحولها الى قاعدة عسكرية لحلف “الناتو” بالتالي يعني طعن روسيا في مقتل.
في القمة الافتراضية التي انعقدت قبل أيام عبر الفيديو بين الرئيسين الاميركي والروسي لبحث الازمة الأوكرانية، والحلول الدبلوماسية للخروج منها تجنبا للحرب انتهت بتوجيه الإنذارات المتبادلة، فالرئيس بوتين طالب بايدن بتقليص الوجود العسكري الأميركي والغربي قرب حدود بلاده، وفي أوروبا وآسيا، بما في ذلك الشرق الأوسط وكوريا الجنوبية واليابان، وهدد بأن أي صفقات أسلحة أميركية حديثة لاوكرانيا يعتبر "اعلان حرب"، بينما رد الرئيس بايدن بالتهديد بأن أي غزو روسي لاوكرانيا سيؤدي الى فرض عقوبات اقتصادية على روسيا غير مسبوقة، ابرزها طردها من نظام "سويفت" المالي الأميركي.
بايدن يريد جر روسيا الى حرب في أوكرانيا على غرار توريطها في الثمانينات في حرب أفغانستان، أي شن حرب بالإنابة، وجلوس أميركا في المقعد القيادي الخلفي، واقتصار دورها على التجنيد والتمويل والتسليح، تجنبا لسقوط أي عسكري اميركي.
الرئيس بوتين يعي جيدا هذا المخطط الأميركي، ولهذا يريدها مواجهة مباشرة، وليس بالإنابة، مع واشنطن وحلف الناتو، اذا كانت الحرب هي الخيار الأخير، ويدرك جيدا ان إدارة بايدن لا تريدها وتتهرب منها، لانها لن تفوز فيها بسبب التفوق العسكري الروسي، حسب اعتقاده، ونجاحه في تطوير أسلحة جديدة اكثر فتكا، لا يوجد لها مثيل في الترسانة الامريكية.
الرئيس بوتين، وحسب تحليلات الكثير من الخبراء العسكريين الغربيين، يريد إعادة بناء “روسيا التاريخية” القوية، وإعادة ضم معظم جمهورياتها التي انسلخت عنها في الأيام والاعوام الأخيرة لانهيار الإمبراطورية السوفييتية في نهاية الحرب الباردة، ونتيجة للضغوط الامريكية، ويختلف عن غيره، أي بوتين، من القادة الروس في قدرته على اتخاذ قرار الحرب، ولهذا اتسم عهده بالمواجهات العسكرية في الشيشان عام 2000، ثم التدخل في جورجيا عام 2008، وسلخ اقليمين من أراضيها “اوسيتيا الجنوبية” و”ابخازيا” واعلانهما جمهوريتين مستقلتين، ثم التدخل عسكريا وضم شبه جزيرة القرم الى روسيا عام 2014، ثم في سورية عام 2015.
حشد بوتين اكثر من 175 الف جندي والف دبابة على حدود شرق أوكرانيا الشمالية، واجرى جيشه مناورات على بعد 50 كيلومترا منها، كان رسالة تهديد واضحة لأمريكا تقول “نحن لا نخاف الحرب ولا نتردد في خوضها اذا تدخلتم في أوكرانيا حديقتنا الخلفية، وحاولتم توسيع حلف الناتو على حدودنا الجنوبية (أوكرانيا) والغربية في (دول البلطيق).
الكسندر نزاروف الخبير العسكري الروسي الشهير كشف في مقال نشره يوم امس، ونقله موقع “روسيا اليوم” كشف فيه عن سلاحين روسيين جديدين تخشاهما واشنطن:
الأول: غواصة روسية (بوسويدون) تملك رأسا نوويا يبلغ حجمه 100 ميغاطون، قادر على خلق تسونامي يبلغ ارتفاع امواجه 300 متر وقادر على اكتساح كل شيء امامه لمئات الكيلومترات وهطول امطار بالكوبلت المشع مما يجعل منطقة بحجم 1700 كم وعرض 300 كم غير قابلة للعيش فيها لعشرات آلاف السنين.
الثاني: الصواريخ النووية “فرط صوتية”، او الأسرع من الصوت بعشرة اضعاف على الأقل، القادرة على ضرب أي مكان في الولايات المتحدة او قواعدها في المحيطين الهندي والاطلسي.
لا احد يستطيع ان يتنبأ بالتطورات المستقبلية، ولكن اشتعال فتيل المواجهة بين روسيا وأوكرانيا على أرضية الازمة الأوكرانية، سواء محدودة او شاملة سيكون مدمرا، ونقطة تحول رئيسية في تاريخ البشرية،  وستخرج الصين الرابح الأكبر، وستتربع على عرش العالم على انقاض الإمبراطوريتين الاميركية والروسية معا.
نحن لا ننفي القدرات الضخمة لهذه الإمبراطورية الاميركية، عسكريا واقتصاديا، ولكن ربما يغيب عن مؤسسة صناعة القرار فيها، انها لم تعد القوة العظمى المنفردة التي تسيطر على العالم، وتتدخل في شؤونه كيفما تشاء، خاصة بعد هزائمها المذلة في أفغانستان والعراق وسوريا، وان التحالف الروسي الصيني المتصاعد بات البديل الأقوى لها على خريطة القوة العالمية.
تراجع أميركا وحلفائها الاوروبيين عن ضم أوكرانيا لحلف الناتو والاتحاد الأوروبي لنصف قرن قادم اذا ما تأكد، ويبدو انه كذلك، هو رفع الرايات البيض والاستسلام للرئيس بوتين، وخضوع لإملاءاته، ومثلما قد تتخلى أمريكا عن أوكرانيا الأوروبية اليوم ستتخلى حتما عن حلفائها العرب في المشرق والمغرب، وربما عن اسرائيل أيضا، والمسألة مسألة وقت وتوقيت.. والأيام بيننا.

 

arabstoday

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

GMT 06:11 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

اكتشافات أثرية مهمة بموقع ضرية في السعودية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لماذا لا نستبعد ان يواجه حلفاء أميركا العرب المصير الاوكراني نفسه لماذا لا نستبعد ان يواجه حلفاء أميركا العرب المصير الاوكراني نفسه



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 07:48 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة
 العرب اليوم - إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة

GMT 09:17 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

غضب صلاح من بطء مفاوضات ليفربول واهتمام من باريس سان جيرمان
 العرب اليوم - غضب صلاح من بطء مفاوضات ليفربول واهتمام من باريس سان جيرمان

GMT 09:23 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة
 العرب اليوم - نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة

GMT 08:36 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

ياسمين رئيس في لفتة إنسانية تجاه طفلة من معجباتها
 العرب اليوم - ياسمين رئيس في لفتة إنسانية تجاه طفلة من معجباتها

GMT 05:57 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

المحنة السورية!

GMT 07:17 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

اليمامة تحلّق بجناحي المترو في الرياض

GMT 19:01 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

6 قتلى في قصف للدعم السريع على مخيم للنازحين في شمال دارفور

GMT 22:51 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

الجيش الإسرائيلي يأمر بإخلاء شمال خان يونس "فوراً" قبل قصفه

GMT 20:03 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

القبض على موظف في الكونغرس يحمل حقيبة ذخائر وطلقات

GMT 20:27 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

دعوى قضائية على شركة أبل بسبب التجسس على الموظفين

GMT 22:06 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

إيقاف واتساب في بعض هواتف آيفون القديمة بدايةً من مايو 2025

GMT 08:16 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

وفاة أسطورة التنس الأسترالي فريزر عن 91 عاما

GMT 18:35 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

العراق ينفي عبور أي فصيل عسكري إلى سوريا

GMT 18:29 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

قصف إسرائيلي على مناطق جنوب لبنان بعد هجوم لحزب الله

GMT 17:20 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

هنا الزاهد توجه رسالة مؤثرة إلى لبلبة

GMT 18:45 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

ولي العهد السعودي يستقبل الرئيس الفرنسي في الرياض

GMT 11:32 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

الاحتلال ينسف مبانى بحى الجنينة شرقى رفح الفلسطينية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab