إيران غليان وارتباك

إيران... غليان وارتباك

إيران... غليان وارتباك

 العرب اليوم -

إيران غليان وارتباك

طارق الحميد
بقلم - طارق الحميد

تدخل الاحتجاجات في إيران أسبوعها العاشر تقريباً، وتتخذ منحى غير مسبوق، حيث تم إحراق منزل مؤسس الثورة آية الله الخميني، وخروج المظاهرات في جل المدن والقرى، ومنها «خمين» مسقط رأس الخميني نفسه، وانتشار ظاهرة إسقاط العمائم.
ورغم كل العنف الذي يمارسه النظام فإن السمة الواضحة حتى الآن هي ارتباك النظام، وهذا تحليل مبني على معطيات، أهمها أمران؛ الأول، خروج قائد «الحرس الثوري» أواخر أكتوبر (تشرين الأول)، مهدداً المحتجين بأن هذا آخر يوم لهم بالشوارع، لكن رقعة الاحتجاجات اتسعت.
والثاني، الكلمة التي ألقاها المرشد الأعلى قبل يومين أمام «حشد من أهالي أصفهان»، وبثت بثلاث صيغ مختلفة بموقع المرشد، ووكالتي «فارس» و«إيرنا»، وبدا خطاب المرشد مرتبكاً، ودفاعياً.
يقول خامنئي: «البعض في داخل إيران ينجرون خلف الدعاية الغربية ويقولون إن النظام الإسلامي يفتقر إلى الحرية وسيادة الشعب، لكن مجرد هذا الكلام يدل على الحرية»، وهذا التصريح بحد ذاته مثير للسخرية، مضيفاً أن «العناصر التي تقف وراء أعمال الشغب لم تتمكن من جر الناس بالخروج إلى الشوارع، والآن تسعى إلى استمرار هذه الأعمال للضغط على المسؤولين، إلا أن هذه الأعمال ستنتهي»، وهذان السطران بعضهما يناقض بعض!
ثم يتحدث خامنئي عن أهمية «الأمل، لذلك يعمل العدو على زرع اليأس بين الشعب»، معلناً أن «الأمل والنشاط ما زالا متوفرين بالمجتمع». وهذا يعني أن المرشد يقر بأن الناس فقدت الأمل، وإلا لما تطرق لذلك وأقر بأن المشاكل الاقتصادية «حقيقية».
والمهم والأهم قوله: «تجب معاقبة مرتكبي الجرائم والقتل والتدمير أو التهديد بإضرام النار بالمحال وسيارات التجار والأشخاص، ومن أجبرهم على فعل هذه الأعمال حسب ذنوبهم، والجرائم التي ارتكبوها».
ونقل عن خامنئي بصيغة مختلفة، قوله: «المخدوع يجب أن يهتدي، ولكن المجرمين يجب أن يعاقبوا ولا يحق لأي شخص معاقبة هؤلاء بشكل تعسفي». وهذا عكس مطالب البرلمانيين والمتشددين بضرورة التنكيل بالمتظاهرين.
واللافت أن ما يقوله خامنئي الآن يختلف تماماً عما قاله بمظاهرات عام 2019. وقتها نقلت «رويترز» ما نصه: «لم يكد يمضي يومان على الاحتجاجات التي اجتاحت إيران حتى نفد صبر الزعيم الأعلى آية الله علي خامنئي فجمع كبار المسؤولين في أجهزة الأمن والحكومة وأصدر أمراً لهم: افعلوا ما يلزم لوضع حد لها». واليوم يبدو أن الوضع مختلف.
وهذا ليس للقول إن النظام لم يرتكب جرائم، بل للقول إن كل جرائم النظام عجزت عن تعطيل الاحتجاجات، التي عدها الرئيس الفرنسي «ثورة»، وهي كذلك. وللقول إن تصريحات المرشد وقائد «الحرس» تظهر ارتباكاً وعجزاً، وخشية من أمر ما.
ويقول لي متخصص إن الشاه أواخر أيامه «كان يخشى الاستعانة بالقوات كيلا تكون لهم اليد العليا بحكم ابنه. واليوم يخشى خامنئي من سطوة العسكر وهو يخطط لأن يخلفه ابنه مجتبى». وأعتقد أن الأمر نفسه ينطبق على إبراهيم رئيسي الحالم بخلافة المرشد.
خلاصة القول هي أن ما يحدث في إيران، وحتى اللحظة، يقول إن الناس تغلي، والنظام مرتبك.

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إيران غليان وارتباك إيران غليان وارتباك



الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 09:07 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

تامر حسني يكشف حقيقة عودته لبسمة بوسيل ويصدم الجمهور
 العرب اليوم - تامر حسني يكشف حقيقة عودته لبسمة بوسيل ويصدم الجمهور

GMT 19:57 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

دراسة حديثة تكشف علاقة الكوابيس الليلية بالخرف

GMT 06:40 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

2024 سنة نجاحات مغربيّة

GMT 06:32 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

هل قرأت افتتاحية «داعش» اليوم؟!

GMT 08:12 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

ممرات الشرق الآمنة ما بعد الأسد

GMT 09:29 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

للمرة الأولى بعد «الطائف» هناك فرصة لبناء الدولة!

GMT 14:10 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

رسميا الكويت تستضيف بطولة أساطير الخليج

GMT 06:30 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

ما تم اكتشافه بعد سقوط النظام السوري!

GMT 11:26 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

وزيرا خارجية فرنسا وألمانيا يتفقدان سجن صيدنايا في سوريا

GMT 14:14 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

زلزال بقوة 4.7 درجة يضرب مدينة "سيبي" الباكستانية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab