والميليشيات

والميليشيات...!

والميليشيات...!

 العرب اليوم -

والميليشيات

بقلم- طارق الحميد

يناقش الاتحاد الأوروبي فرض مزيد من العقوبات على إيران بعد هجمتها المباشرة على إسرائيل عبر المُسيرات والصواريخ، وينصبّ النقاش على فرض عقوبات على المُسيرات والصواريخ، وما يتعلق بقطعها وتركيبها، فهل هذا يكفي؟ الأكيد لا. المفترض الآن أن يكون لدى دول الاعتدال العربية خطاب واحد رافض لوجود الميليشيات الإيرانية في منطقتنا، أو على حدود دولنا، وأعي أن هذه عملية معقَّدة، لكنّ البديل لها هو تدمير الدولة العربية، ومفهومها.

الحقيقة أن الولايات المتحدة والغرب يتحركان الآن ليس لفرض الاستقرار في المنطقة، بل للتأكد من عدم تكرار ما حدث لثني إسرائيل عن رد أكبر على إيران، أي إن الهدف هو نزع فتيل مواجهة، وليس السعي لحلول مستدامة.

وكل ذلك لا يعني دعم الاستقرار في المنطقة، أو ردع التمدد الإيراني، وإنما مجرد مسكنات خاصة بالأمن الإسرائيلي، وهذا خطر، لأن الأهم هو حماية دولنا المعتدلة، وما تبقى من دول عربية، إما مترهلة، وإما مترنحة، وإما من هي في شلل حقيقي بسبب الميليشيات الإيرانية.

هناك دول فاشلة، مثل سوريا، حيث الوجود الأميركي والروسي، والتركي، والاحتلال الإيراني من خلال ميليشيات «فاطميون» و«زينبيون»، وكذلك «حزب الله»، وقبل أيام نشرت صحيفتنا قصة عن أن الحدود السورية - اللبنانية «في عهدة عصابات وعشائر».

وهناك لبنان، حيث سطوة سلاح «حزب الله»، التي شلَّت الدولة، وعطلت الرئاسة والمصارف والقضاء، وحوَّلت لبنان إلى دولة مافيا، حيث الاختطافات والاغتيالات الجسدية، والمعنوية، مثل ملاحقة الزملاء الصحافيين والصحافيات بحجج واهية.

وهناك اليمن والعبث الحوثي الذي عطَّل الملاحة البحرية، وأقحم اليمن في أزمة لا علاقة له بها خدمةً لإيران، ودفع البلاد ككل إلى شفير انهيار غذائي اقتصادي، وأمني. وهناك السودان الذي لا يقل الوضع فيه سوءاً.

وما يحدث في السودان جريمة متكاملة بحق الناس وما تبقى من الدولة. والأعذار واهية، والردود ما هي إلا عبارة عن تخوين ولوم للجميع، بينما اللوم الحقيقي يقع على كل من حمل السلاح، ولوَّح بالأوراق الخارجية، وأياً كانت.

أضف إلى كل ما سبق العراق، وخطورة ما يحدث فيه من تغول للميليشيات الإيرانية، وعلى رأسها «الحشد الشعبي»، ويحدث ذلك ولدى العراق مقدرة حقيقية على النهوض، ولا تحتاج بغداد إلى دعم مالي، أو خلافه.

كل ما تحتاج إليه بغداد هو الإرادة، والإصلاح السياسي، وحصر السلاح بيد الدولة، وهذا ما يمكن أن يساعد به المجتمع الدولي، ودول الاعتدال، وبالتالي حصر قرار الحرب والسلم بيد الدولة، وليس بيد ميليشيات تأتمر بأمر إيران، وتُرهب أصوات العقل العراقية.

وبالطبع هناك ليبيا، والدوْرَان التركي والروسي، وغيرهما، ودور «الإخوان المسلمين»، وخطورة ما يحدث في ليبيا لا تنعكس على العالم العربي فقط، بل على الأمن الأوروبي، خصوصاً في قصة اللاجئين، ناهيك بتدمير مفهوم الدولة.

هذا هو الواقع، ولا بد من موقف عربي، وخطة عربية أميركية - أوروبية للتعامل مع كل ذلك. يجب أن يكون خطر الميليشيات هو شغلنا الشاغل، وفي كل المحافل، فلا توجد دولة عربية معتدلة إلا وعلى حدودها ميليشيات إيرانية، وهذا خطر. ويجب أن يكون خطاً أحمر.

arabstoday

GMT 04:32 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رسائل الرياض

GMT 04:28 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

د. جلال السعيد أيقونة مصرية

GMT 04:22 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران وترمب... حوار أم تصعيد؟

GMT 04:19 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

هل تغتنم إيران الفرصة؟!

GMT 04:17 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

داخل عقل ترمب الجديد

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

والميليشيات والميليشيات



الملكة رانيا تجسد الأناقة الملكية المعاصرة في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 14:05 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
 العرب اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 20:21 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

غارة إسرائيلية تقتل 7 فلسطينيين بمخيم النصيرات في وسط غزة

GMT 16:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

صورة إعلان «النصر» من «جبل الشيخ»

GMT 22:23 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

إصابة روبن دياز لاعب مانشستر سيتي وغيابه لمدة شهر

GMT 06:15 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 18:37 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مصر تحصل على قرض بقيمة مليار يورو من الاتحاد الأوروبي

GMT 10:01 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الزمالك يقترب من ضم التونسي علي يوسف لاعب هاكن السويدي

GMT 19:44 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

هزة أرضية بقوة 4 درجات تضرب منطقة جنوب غرب إيران

GMT 14:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

استشهاد رضيعة فى خيمتها بقطاع غزة بسبب البرد الشديد

GMT 14:09 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

كوليبالي ينفي أنباء رحيله عن الهلال السعودي

GMT 03:37 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الشرع تُؤكد أن سوريا لن تكون منصة قلق لأي دولة عربية

GMT 20:22 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

الاتحاد الأوروبي يعلن صرف 10 ملايين يورو لوكالة "الأونروا"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab