هل «القاعدة» قوية في العراق

هل «القاعدة» قوية في العراق؟

هل «القاعدة» قوية في العراق؟

 العرب اليوم -

هل «القاعدة» قوية في العراق

طارق الحميد

وسط موجة إرهابية تجتاح العراق ككل بات هناك من يتساءل عن مدى قوة تنظيم القاعدة هناك، وخصوصا بعد تبني «دولة العراق والشام» التابعة للتنظيم الإرهابي تفجيرات أربيل الأخيرة، فهل فعلا باتت «القاعدة» قوية لهذه الدرجة في العراق؟ الحقيقة أن ما يستحق الملاحظة هنا ليس قوة «القاعدة»، بل ضعف حكومة نوري المالكي داخليا وخارجيا. داخليا تتخندق حكومة المالكي بخندق طائفي ضيق أضعفها أمام جميع المكونات العراقية، فضعف المالكي ليس في الأوساط السنية وحسب، بل وفي الأوساط الشيعية الوطنية المعتدلة والحريصة على وجود نظام سياسي حقيقي بالعراق لا نظام إقصائي متغول، فما تفعله حكومة المالكي حاليا بالعراق كان هو نفس مصير مصر لو استمر مرسي ونظام الإخوان المسلمين بالحكم، فحزب الدعوة الذي ينتمي له المالكي هو الصورة الشيعية للإخوان المسلمين! أما خارجيا فقد أسهم التخندق الطائفي لحكومة المالكي في عزل العراق عن محيطه العربي، وتحولت بغداد إلى مصدر عدم ثقة للجميع، باستثناء إيران بالطبع! وعليه، فوسط هذه العزلة الداخلية والخارجية لحكومة المالكي، مع لعبها لدور «غادر» في دعم الأسد، ولأسباب طائفية، تحول العراق إلى مسرح للجماعات الإرهابية، ومرتع خصب للعنف السني والشيعي على حد سواء، فمن المعلوم والمعروف أن ضعف النظام السياسي في أي دولة من شأنه تحويل البلاد إلى ساحة عنف وجريمة، فكيف إذا كان الصراع، مثل الحالة العراقية، قائما على شق طائفي إقصائي، فالمؤكد أن النتائج ستكون كارثية كما هي عليه الآن بالعراق! وهذه الحالة التي يعيشها العراق الآن، والأدوار التي تقوم بها حكومته، من شأنها أن تقوّي ليس «القاعدة» وحسب، بل وكل جماعات الجريمة المنظمة، من غسل الأموال، إلى تجارة المخدرات! ولذا فمن الطبيعي أن تنشط «القاعدة» بشقيها السني والشيعي، ونقول السني والشيعي لأن في الطائفتين حاليا من يرتكب نفس الجرائم سواء في العراق، أو سوريا، وانطلاقا من الأراضي العراقية استغلالا لنظام سياسي عراقي يعاني من فشل ذريع، حيث إنه يفرق ولا يجمع، ويقصي ولا يقرّب، ولو كان في العراق حكومة راشدة لما نشط العنف والإرهاب، فحينها ستكون هناك وحدة وطنية داخلية عراقية من شأنها تفويت الفرصة على المجاميع الإرهابية، سنية وشيعية، كما أن رشد الحكومة العراقية كان من شأنه أن يضمن علاقات نموذجية لبغداد مع محيطها العربي مما يسمح لها بتبادل المعلومات الأمنية والاستخباراتية بشكل فعال لاجتثاث المجاميع الإرهابية، سنية وشيعية، ومحاربة تمويلها وتسليحها، مثلما يجري بالمنطقة والعالم، إلا أن طائفية وإقصائية النظام العراقي، داخليا وخارجيا، وتبعيته لإيران حالت دون ذلك، وحولت العراق كله إلى مسرح للإرهاب، مما من شأنه تهديد وحدة العراق، ونسيجه الاجتماعي. وللأسف، فمثلما عانى العراق بالأمس من الديكتاتورية الصدامية المجنونة، فإنه يعاني اليوم من الديكتاتورية المالكية الطائفية، وكلتاهما أسوأ من الأخرى، سواء على العراق، أو المنطقة.  

arabstoday

GMT 06:33 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

الجميلات؟!

GMT 06:27 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان!

GMT 06:10 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

تحالفان ومرحلة جديدة

GMT 06:08 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

من أفسد العالم؟

GMT 06:52 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

ليس آيزنهاور

GMT 06:49 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

والآن الهزيمة!

GMT 06:47 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

مسؤولية تأخر قيام دولة فلسطينية

GMT 06:25 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

... عن «الممانعة» و«الممانعة المضادّة»!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل «القاعدة» قوية في العراق هل «القاعدة» قوية في العراق



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 12:55 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

دينا الشربيني ورانيا يوسف تستعدّان للقائهما الأول على المسرح
 العرب اليوم - دينا الشربيني ورانيا يوسف تستعدّان للقائهما الأول على المسرح

GMT 08:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 08:12 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

التغذية السليمة مفتاح صحة العين والوقاية من مشاكل الرؤية

GMT 06:06 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

راجعين يا هوى

GMT 19:32 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا فريد شوقي تكشف سبب ابتعادها عن السينما

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 02:48 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات

GMT 07:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab