السعودية خيار استراتيجي

السعودية.. خيار استراتيجي

السعودية.. خيار استراتيجي

 العرب اليوم -

السعودية خيار استراتيجي

طارق الحميد

كل مؤشرات زيارة ولي العهد السعودي الأمير سلمان بن عبد العزيز إلى فرنسا، تظهر أنها زيارة غير عادية، ويظهر ذلك من حجم الاحتفاء الفرنسي الرسمي بولي العهد السعودي، وازدحام جدول أعمال الزيارة التي تستغرق أربعة أيام، وفوق هذا وذاك، الكلمة التي ألقاها الرئيس الفرنسي احتفاء بضيفه السعودي في قصر الإليزيه.

سألت مسؤولا فرنسيا معنيا ببعض أهم ملفات المنطقة: هل هذا الاحتفاء الذي نراه بولي العهد السعودي إجراء بروتوكولي معتاد؟ فكانت إجابته: لا! مضيفا: «هذا اهتمام بالغ، واحتفاء كبير»، مضيفا أن: «الرؤية الفرنسية للسعودية الآن هي أن الرياض مركز الاستقرار، ودولة مهمة لاستقرار المنطقة ككل، وخصوصا بعد أحداث المنطقة في السنوات الثلاث». وبالطبع، فإن ملفات المنطقة المهمة، من القضية الفلسطينية إلى أحداث العراق، وسوريا، مرورا بلبنان، وكذلك القلق المتنامي مما يحدث في اليمن، وهو ما يهتم به الفرنسيون أيضا، إضافة إلى الخطر الأكبر في المنطقة وهو الإرهاب، كل تلك الملفات هي من ضمن محاور مباحثات زيارة ولي العهد السعودي الحالية إلى فرنسا.

وبالطبع، فإن للاهتمام الفرنسي بولي العهد السعودي أسبابا واضحة؛ أبرزها أن للسعودية مواقف واضحة حول أزمات المنطقة، التي قال عنها الأمير سلمان في كلمته بالإليزيه إنها، أي المنطقة، «تعيش، وللأسف الشديد، في دوامة من الأزمات المتتالية»، ووسط كل هذه الأزمات تُظهِر فرنسا أيضا مواقف واضحة، ولا مواربة فيها، وتتطابق تقريبا الرؤية الفرنسية مع الرؤية السعودية في كيفية وجوب التعامل مع هذه الأزمات. ومن أخطر الملفات التي تواجه المجتمع الدولي والمنطقة، ملف الإرهاب، الذي عملت السعودية جاهدة على محاربته، أمنيا وفكريا، حيث دعا العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز مرارا وتكرار، المجتمع الدولي لضرورة التحرك ضد الإرهاب، كما دعا إلى تأسيس مركز دولي لمكافحة الإرهاب، وأمر العاهل السعودي بالتبرع بمائة مليون دولار لتفعيل ذلك المركز.

والمؤكد، أن محاربة الإرهاب الذي يضرب المنطقة، سواء من «داعش»، أو «القاعدة»، أو نظام الأسد، والميليشيات الشيعية، يتطلب جهدا دوليا حقيقيا، وفاعلا، للتعامل الجاد مع أسباب هذا الإرهاب، وهو ما يتطلب عملا جادا للتعامل مع الأزمة السورية. وما سمعته من مسؤولين فرنسيين يظهر صلابة الموقف الفرنسي تجاه الأزمة السورية، حيث يقول لي مسؤول فرنسي: «لا يمكن أن نقبل بمعادلة الأسد أو الإرهاب»، وهذا هو الموقف الصحيح بالطبع، فالأسد أحد أسباب تنامي الإرهاب، وما يفعله بسوريا إرهاب، ولذا فمن الضرورة أن تكون هناك مواقف دولية حاسمة الآن تجاه سوريا، حيث ثبت للجميع أن التأخير في التعامل مع الملف السوري قد أدى إلى مزيد من الأزمات، بل ساهم في تعقيدها.

وعليه، فإن زيارة ولي العهد السعودي إلى فرنسا تظهر يوما بعد آخر أن السعودية هي الخيار الاستراتيجي لكل من يبحث عن استقرار المنطقة، وأمنها.

arabstoday

GMT 18:47 2025 الثلاثاء ,11 شباط / فبراير

هل التقويم الهجري دقيق؟

GMT 18:44 2025 الثلاثاء ,11 شباط / فبراير

جدتي أم كلثوم

GMT 18:43 2025 الثلاثاء ,11 شباط / فبراير

حكايات من بعض مطارات زرتها فى حياتى

GMT 18:16 2025 الثلاثاء ,11 شباط / فبراير

ما هى معايير تقييم المدربين؟!

GMT 18:15 2025 الثلاثاء ,11 شباط / فبراير

٣ ساعات ونصف مع د. مدبولى

GMT 13:31 2025 الثلاثاء ,11 شباط / فبراير

ما المطلوب من القمة الاستثنائية العربية؟

GMT 13:29 2025 الثلاثاء ,11 شباط / فبراير

بالكرامة نرد على الغطرسة

GMT 13:27 2025 الثلاثاء ,11 شباط / فبراير

صراع المحاور.. «الأصولية» بعد «الطائفية»

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السعودية خيار استراتيجي السعودية خيار استراتيجي



دينا الشربيني بإطلالات متفردة ولمسات جريئة غير تقليدية

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 17:36 2025 الثلاثاء ,11 شباط / فبراير

غادة عادل تَعِد جمهورها بمفاجأة في رمضان
 العرب اليوم - غادة عادل تَعِد جمهورها بمفاجأة في رمضان

GMT 03:29 2025 الثلاثاء ,11 شباط / فبراير

إغلاق مطار سكوتسديل عقب حادث تصادم بين طائرتين

GMT 18:12 2025 الإثنين ,10 شباط / فبراير

من أوراق العمر

GMT 18:34 2025 الإثنين ,10 شباط / فبراير

من «ريفييرا الشرق الأوسط» إلى المربع الأول

GMT 18:36 2025 الإثنين ,10 شباط / فبراير

أميركا وأحجام ما بعد الزلزال
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab