العودة للعودة

العودة للعودة!

العودة للعودة!

 العرب اليوم -

العودة للعودة

طارق الحميد

يقول الدكتور سلمان العودة «لأفترض أن كل ما تقوله عن شخصي الضعيف صحيح.. ضع نقطة وابدأ من أول السطر بتحليل المضمون»! ولأنني من القلة القليلة التي بادرت لتفنيد خطابه «المفضوح» فسأجيبه مرة أخرى. القضية ليست شخصية، وما قيل، مثلا، في هذه الزاوية «سلمان العودة.. خطاب مفضوح» لم يكن نقدا شخصيا، بل إنه نقد للمفاهيم، وتقييم للوعي السياسي الذي ينطلق منه العودة صاحب التقلبات الحادة على مدى ثلاثة عقود، فالواضح أن العودة قد تعود مطولا على مخاطبة جماهيره، ولذا يمتعض من آراء المختلفين معه منهجا، وتفكيرا، ويعتبر أن كل نقد موجه لذاته! في خطابه «المفضوح» يتحدث العودة عن المعتقلين بقضايا الإرهاب في السعودية، ويطالب بمحاكمتهم شرعيا وإطلاق سراح الأبرياء منهم، وهذا كلام مقبول، لكن العودة نفسه هو من ذهب مناصحا للمعتقلين بقضايا إرهابية في ليبيا القذافي، وقبل الثورة مباشرة، متحدثا لهم عن النهج النبوي ببناء المجتمع، وشارحا كيف كان التعامل حتى مع المنافقين بتلك المرحلة، ومطالبا المساجين بالتجاوب مع مبادرات القذافي، فعل العودة ذلك في الوقت الذي كان بعض المعتقلين بقضايا الإرهاب بالسعودية بسجونهم، لكنه لم ينشغل بهم، فهل كان القذافي يحكم بالشريعة حتى يطالب المساجين بالتجاوب معه بينما يطالب العودة السعودية اليوم أن تتجاوب مع المساجين؟ وهل عندما ناصح العودة مساجين القذافي كان هو صاحب فكرة المناصحة أم أنها كانت نهجا اختطته الداخلية السعودية، ونالت عليه اعترافا وتقديرا دوليا؟ ولماذا لم يناصح العودة بخطابه «المفضوح»، مثلا، إبراهيم الربيش، قيادي «القاعدة» الذي طالب المعتقلين السعوديين بعدم نسيان مشروعهم، ووجوب حملهم للسلاح حال أطلق سراحهم؟ وفي خطابه أيضا طالب العودة بتحكيم الشريعة بحق المعتقلين، لكنه طالب بإطلاق سراح من تم الحكم عليهم بقضية «حسم» فهل يريد العودة القول: إن القضاء السعودي لا يسير وفق الشريعة؟ وإذا كان ذلك فكيف يطالب الآن بإعمال قضاء يطعن بنهجه أصلا؟ وفي خطابه تحدث العودة عن عدم الاستقرار، والخطر المحدق بالنسيج الاجتماعي، والفساد، بالسعودية، فهل النسيج الاجتماعي بخطر من الدولة أم من العودة الذي كتب في 2007 عمن سماهم بـ«الرافضة»؟ وهل السعودية بخطر، كما يقول، بينما قبل الثورة الليبية مباشرة قال العودة في مقابلة تلفزيونية إن بليبيا توافقا شعبيا وحكوميا، وتنمية يحتذى بها حيث المطار الضخم، و200 ألف وحدة سكنية، فأين أخطأ العودة الرؤية.. هل حين رأى بنظام القذافي تنمية نموذجية ثم انفجرت الثورة، أم بالاستقرار السعودي الذي يراه احتقانا؟ أيا كانت الإجابة فهي دليل على ضياع رؤية العودة! ومن هنا فإن الإشكالية مع العودة ليست شخصية، بل هي بوعيه السياسي، وأزمة المفاهيم لديه حول الإصلاح، والتنمية، والاستقرار، الذي قال عنه للمعتقلين الليبيين إنه يحز بالنفس أن تنعم إسرائيل باستقرار يؤهلها لمواصلة التنمية بينما لا يحدث ذلك بليبيا القذافي! وها نحن أوفيناك التحليل يا دكتور، وغدا نوفي بيان من دافعوا عن المتهمين بالتجسس. نقلا عن جريدة الشرق الاوسط

arabstoday

GMT 07:04 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

كبير الجلادين

GMT 06:59 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

التغيير في سورية... تغيير التوازن الإقليمي

GMT 06:56 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أحاديث الأكلات والذكريات

GMT 06:55 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

هذه الأقدام تقول الكثير من الأشياء

GMT 06:51 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

هل مع الفيروس الجديد سيعود الإغلاق؟

GMT 06:50 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

سوريا... والهستيريا

GMT 06:46 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

لا يطمئن السوريّين إلّا... وطنيّتهم السوريّة

GMT 06:44 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

هيثم المالح وإليسا... بلا حدود!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العودة للعودة العودة للعودة



الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 03:38 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله
 العرب اليوم - إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله

GMT 14:00 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

نيقولا معوّض في تجربة سينمائية جديدة بالروسي
 العرب اليوم - نيقولا معوّض في تجربة سينمائية جديدة  بالروسي

GMT 10:38 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

المشهد في المشرق العربي

GMT 07:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 15:07 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

كاف يعلن موعد قرعة بطولة أمم أفريقيا للمحليين

GMT 19:03 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

فيروس جديد ينتشر في الصين وتحذيرات من حدوث جائحة أخرى

GMT 13:20 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

برشلونة يستهدف ضم سون نجم توتنهام بالمجان

GMT 02:56 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

مقتل وإصابة 40 شخصا في غارات على جنوب العاصمة السودانية

GMT 07:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 08:18 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

مي عمر تكشف عن مصير فيلمها مع عمرو سعد

GMT 10:42 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

عواقب النكران واللهو السياسي... مرة أخرى

GMT 09:44 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

الصحة العالمية تؤكد أن 7 ٪ من سكان غزة شهداء ومصابين
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab