مشعل والربيع العربي

مشعل.. والربيع العربي!

مشعل.. والربيع العربي!

 العرب اليوم -

مشعل والربيع العربي

طارق الحميد

ها هو خالد مشعل يفوز بأربع سنوات أخرى لرئاسة المكتب السياسي لحركة حماس ليستمر في منصبه الذي تقلده منذ 1996، على الرغم من إعلانه عن عدم رغبته في التجديد بسبب انقسامات بين حماس الداخل والخارج! واللافت في إعادة انتخاب مشعل هو التبريرات التي ساقتها بعض وسائل الإعلام العربية. ويقال إن مشعل تعرض لضغوط إقليمية وعربية للبقاء في منصبه، وخصوصا من قبل مصر وقطر، وهناك من يتحدث عن مشعل وكأنه حمامة السلام أمام صقور حماس. وهو، أي مشعل، الرجل الذي بأمره وقع الانقلاب الإخواني العسكري في غزة على السلطة الفلسطينية، حيث أعلنت غزة إمارة إسلامية، وبدعم من إيران، وبتحالف مع بشار الأسد وحزب الله! اليوم، وبعد كل ذلك، يتم الحديث عن إعادة انتخاب مشعل لولاية رابعة وكأنها عملية ديمقراطية صرفة جاءت لتلبي نداء الواجب و«ليبقى أبو الوليد على رأس المكتب السياسي لحركة حماس، وذلك بعد توافق عربي ودولي على بقائه رئيسا للحركة خلال المرحلة المقبلة»، بحسب إحدى الصحف اللبنانية المحسوبة على حزب الله! وإذا كان هناك من يريد الكذب على نفسه، وعلى الناس، فمن الأفضل ألا يكمل قراءة المقال؛ لأن السؤال المستحق الآن هو: كيف يستقيم هذا التغني بمشعل وبأهمية بقائه على رأس حماس، أي الحكم، لولاية خامسة يقال إنها بالتزكية، وتعني أن مشعل قد أمضى في منصبه سبعة عشر عاما، ولو أضفت إليها الأربعة أعوام المقبلة فهذا يعني أنه سيبقى لمدة إحدى وعشرين سنة في منصبه، أي أطول من حكم الأسد وأقل من حكم بن علي بخمسة أعوام، فكيف يمكن أن يجد مشعل بعد كل ذلك هذا الترحيب والدعم ممن صدعوا رؤوسنا بالربيع العربي، وضرورة التغيير والانتقال السلمي للسلطة؟ فإذا لم يكن هذا هو النفاق فماذا عساه أن يكون؟ وخصوصا أن حماس كانت تطالب برحيل عباس وفياض، وتستخدم لذلك مبررات ديمقراطية وإصلاحية، وتجد ماكينة تطبيل ضخمة تدعمها في ذلك؟ الحقيقة أنه مهما كانت مبررات تخليد خالد مشعل كزعيم حتى الموت، سواء بقصة اعتداله المفاجئ، أو «حساسية الموقف العربي»، أو أنه «لا صوت يعلو على صوت المعركة»، وغيرها من الشعارات العربية الواهية والمزيفة، فإن إعادة انتخاب مشعل لقيادة حماس ما هي إلا دليل على أن منطقتنا أبعد ما تكون عن ثقافة التغيير، والمصداقية السياسية، وخصوصا ممن صدعونا بالتغيير، والديمقراطية، والممانعة، حيث أضحى مشعل زعيما أبديا، وهو الحاكم حتى لو كان هناك رئيس وزراء منتخب في غزة، مثلما أن حسن نصر الله «مقدس» في لبنان ولو كان لا يخوض الانتخابات، ومثلهم المرشد الإخواني، وهو ما سميته في مقال سابق «الحكم من وراء حجاب»! والآن علينا أن ننتظر مبررات المالكي للاستمرار أعواما أخرى في حكم العراق، ومثله «الإخوان» في كل مكان، وبالطبع لن يعجزوا عن التبرير، وسيجدون من يناصرهم! للأسف هذه منطقتنا، وهذه هي الديمقراطية التي يروِّجون لها! نقلاً عن جريدة " الشرق الأوسط"

arabstoday

GMT 00:04 2025 الخميس ,20 آذار/ مارس

من روائع أبي الطيب (37)

GMT 00:04 2025 الخميس ,20 آذار/ مارس

الصين عظيمة مرة أخرى

GMT 00:04 2025 الخميس ,20 آذار/ مارس

سيناريوهات رفع الدعم عن الوقود

GMT 00:04 2025 الخميس ,20 آذار/ مارس

النظام الدولى فى انحدار

GMT 07:39 2025 الأربعاء ,19 آذار/ مارس

قيام الدولة: بالإرغام أو بالغلبة؟

GMT 07:33 2025 الأربعاء ,19 آذار/ مارس

أنفسنا أصابها الجفاف!

GMT 07:28 2025 الأربعاء ,19 آذار/ مارس

مدن البقايا

GMT 07:24 2025 الأربعاء ,19 آذار/ مارس

أتُراكَ تعرف نفسكَ؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مشعل والربيع العربي مشعل والربيع العربي



إطلالات هدى المفتي تجمع بين الأناقة العصرية والبساطة

القاهرة ـ العرب اليوم
 العرب اليوم - حمادة هلال يكشف حقيقة وجود طلاسم في "المداح"

GMT 00:01 2025 الأربعاء ,19 آذار/ مارس

صور من رحلة لا تنسى

GMT 06:58 2025 الأربعاء ,19 آذار/ مارس

نوستالجيا رمضان!

GMT 07:17 2025 الأحد ,16 آذار/ مارس

مفاهيم خاطئة شائعة حول ديكور المنزل

GMT 02:04 2025 الأربعاء ,19 آذار/ مارس

أميركا تنفذ 10 ضربات على مناطق في اليمن
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab