خريطة طريق «الداعشية» قبل «القفزة» من تركيا إلى سوريا

خريطة طريق «الداعشية» قبل «القفزة» من تركيا إلى سوريا!

خريطة طريق «الداعشية» قبل «القفزة» من تركيا إلى سوريا!

 العرب اليوم -

خريطة طريق «الداعشية» قبل «القفزة» من تركيا إلى سوريا

هدى الحسيني

يوم الأحد الماضي صدر العدد الرابع من مجلة «دابق» التي يشرف عليها تنظيم داعش، وعلى غلافه علم «داعش» يلوح منتصرًا أمام كاتدرائية القديس بطرس في روما ويحمل عنوان: «الصليبية الفاشلة».

إضافة إلى التهديدات الكثيرة التي يحملها العدد، وتكرار نقل عبارات أبو محمد العدناني، الناطق باسم التنظيم، ودعوته الآن لقتل الأجانب بمن فيهم المدنيون بأي وسيلة، يتضمن العدد إغراءات كثيرة لجذب الشباب، لا سيما ما يتعلق بالمرأة. يفاخر «داعش» بأنه سبى النساء الإيزيديات من الموصل في العراق وقدمهن والأطفال غنائم حرب إلى الجهاديين.

وفي مقال: «إحياء العبودية قبل الساعة» يقول «داعش»، إنه تمت إعادة جانب من جوانب الشريعة إلى معناه الأصلي بـ«استعباد الناس» الذين يعتبرهم التنظيم يحملون معتقدات دينية منحرفة.

المرأة عنصر هام في تنظيم «داعش».. في 10 أكتوبر (تشرين الأول)، وفي تحقيق نشرته «الديلي ستار» اللبنانية عن أسباب انضمام الكثير من اللبنانيين إلى المجموعات المتطرفة، قصة غيث أحمد نوح (18 عامًا) من عرسال، انضم إلى «داعش» وقتل بعد أشهر قليلة (30 سبتمبر/ أيلول الماضي) في مسجد في الحسكة بسوريا. غيث أخبر أحد أقربائه قبل سفره أن «داعش» وعده باستقرار مادي وبـ... النساء.

وفي 11 أكتوبر الحالي، نقلت صحيفة «الشروق» التونسية اعترافات «داعشية» - ألقي القبض عليها وعلى زوجها عندما تسللا عائدين إلى تونس - كيف سافرت وزوجها «للجهاد ضد الكفار» في سوريا، وكيف أُجبر زوجها على وضعها بـ«خدمة» عناصر جهادية لا يقل عددهم عن 100 جهادي خلال 27 يومًا، وكانت تعمل مع 17 امرأة من جنسيات مختلفة تحت أوامر «أم شعيب» الصومالية.

اللافت في الأمر أن عددًا من النساء الغربيات يقدمن على هذه الرحلة، سواء وحدهن أو مع أزواجهن، وأن التصدي لهذه الظاهرة قليل جدًا. مثلًا، أصدر رجل الدين السلفي البارز أبو محمد المقدسي فتوى عارض بشدة ظاهرة المقاتلين الأجانب القادمين إلى سوريا مع عائلاتهم، على أساس أنها تعرض الزوجات والأطفال للخطر. كذلك فعل عبد الحليم الشيشاني: «يجب على النساء ألا يأتين إلى سوريا للجهاد».

على الرغم من هذا الاعتراض، فإن الشبكات الاجتماعية تضج بالنقاش حول هذا الموضوع بين مؤيد ومعترض. المعترضون يرون أن المرأة التي تصر على المجيء تهدد حياتها وحشمتها، أما المؤيدون فيعتبرون أن الجهاد ملزم لجميع المسلمين بغض النظر عن الجنس، وأن المجيء إلى سوريا أفضل من البقاء في الغرب بين الكفار.

وفي حين تنفي تركيا «الرسمية» أي دور لها في عبور الجهاديين إلى سوريا، إلا أنها في صفحات التواصل الاجتماعي، وخصوصا «تامبلر بلوغ» البديلة عن «الفيسبوك» تبرز كمحطة رئيسة وأساسية لعبور النساء أيضا.

في 25 مايو (أيار) 2014 كتب «أبو هود»، وهو مجاهد بريطاني، فصلًا مطولًا يتضمن نصائح عملية لمساعدة المرأة على السفر إلى سوريا. يطلب منها أولًا أن تعرف رقم هاتف «مكتب حدود» التنظيم: «على من تعرفينه داخل الدولة أن يؤمن لك أرقام (مدرسات الحدود) قبل أن تتوجهي إلى تركيا. هذا ضروري كي لا تبقين وحدك إذا ما انقطعت بك السبل. يجب أن يكون معك رقمي هاتف على الأقل. اكتبي الأرقام على ورقة وضعيها في مكان آمن، دون أن تضعي أي اسم إلى جانبها، أو ضعي اسمًا مزورًا. أيضا احفظي الأرقام على هاتفك. تعلمي بعض العبارات باللغة التركية مثلًا: كيف تطلبين سيارة أجرة، كيف تشرحين أنك ضمن مجموعة، وكيف تشترين بطاقة هاتف تركية. تأكدي أن الأتراك سيساعدونك كثيرًا حتى بعدما تعبرين إلى (الدولة)، لأن هناك الكثير من الإخوة والأخوات الأتراك ممن قاموا بـ(الهجرة)».

يواصل «أبو هود» نصائحه العملية: «عندما تهبطين في إسطنبول، لا تتركي المطار، بل استقلي حافلة أو طائرة داخلية تأخذك مباشرة إلى المنطقة الحدودية». وبشكل أكثر تحديدًا، ينصح «أبو هود» بأن تشتري الوافدة بطاقة تركية لهاتفها، وأن تتصل بمن تعرفهم من «داعش» وتتبع التعليمات التي من المحتمل أن تشمل حجز رحلة إلى مدينة «أورفا» في جنوب شرقي تركيا.

يشدد «أبو هود» على ضرورة عدم لفت الانتباه، فالنقاب مثلًا قد يجذب الانتباه «لأنه ليس هناك الكثير من التركيات المنتقبات». ويعلق على أن سفر مجموعة كبيرة من النساء قد يثير الشكوك، وينصح النساء المسافرات بمجموعة من ثلاث أو أربع أن تحجز كل واحدة رحلة طيران منفصلة. يحذر النساء من أن بعض الأتراك قد يشكون في أنهن في طريقهن إلى سوريا، وقد يحاولون خداعهن للإيقاع بهن ومعرفة الحقيقة، لذلك يقول «أبو هود»: «كوني حذرة، لأنك قد تتعرضين لمضايقات في المطار، لأن وجهتك ستكون واضحة، لكن لا يمكن لهؤلاء الإثبات أنك تقومين بـ(الهجرة إلى الدولة). الذين على المطار رأوا المئات قبلك (قفزن تلك القفزة)، سيقترحون عليك أخذك إلى الحدود أو أي مكان آخر. أنت تجاهلي الأمر كليًا، وإياكِ الدخول في نقاش». وينصح «أبو هود» النساء بعدم الخوف، إذا لم يتصل بهن فورًا الشخص «الموعود» ويضطررن للانتظار عدة أيام في فندق في «أوفرا». يؤكد لهن أن الاتصال سيأتي، وأن سائق أجرة سيصل ليقلهن إلى بيت قرب الحدود يعود لمتعاطفين مع «داعش»، إنما ليسوا مقاتلين جهاديين. يعلمهن أن أجرة السائق لا تزيد على 50 دولارًا. ويضيف: «لا تقلقن إذا كان السائق حليق الذقن أو مدخنًا، فهو ليس مسلمًا ملتزمًا».

يشرح أن العبور إلى سوريا يتم في الليل أو عند الفجر، وقد يضطر المسافر للانتظار، لأن الجهاديين يرصدون باستمرار دوريات الحدود التركية، ويختارون الوقت الأكثر أمانًا للعبور. ويلفت نظر النساء إلى أن أصحاب البيت القريب من الحدود، قد يفتشون في أمتعتهن ويسرقون بعض الأشياء «لذلك لا تجلبن معكن أغراضا ثمينة».

وفي النهاية لا ينسى «أبو هود» أن ينصح النساء بارتداء أحذية رياضية، لأن عليهن الجري، والإتيان بعباءة إضافية، لأنهن سوف يزحفن عبر الأسلاك الشائكة!

وفي وقت تتضارب الروايات على الإنترنت عن ظروف حياة «الداعشيات» وأزواجهن. واحدة تصف الحياة بالرغيدة و«جهاد الخمس نجوم»، في أخرى يروي مقاتل: «لا كهرباء، لا مياه دافئة، ونضطر لاستعمال المياه نفسها للشرب والغسيل والاستحمام».

ونشرت الشبكة الاجتماعية الروسية «فكونتاكت» في 24 فبراير (شباط) 2014 رسالة من امرأة ناطقة بالروسية، تعطي صورة قاتمة للمصاعب التي تواجهها وزميلاتها، خصوصًا بعد اندلاع القتال بين الجماعات الجهادية. تقول: «بعد الأحداث واجهنا الكثير من المحن والصعوبات (..) كنا في حالة مستمرة من التأهب، فالكفار صاروا بالقرب منا. لا أحد يعرف كيف ستنتهي الأمور. إننا نعد أنفسنا لمواجهة العدو أو لقاء الله. الإخوة يتركون الواحد تلو الآخر. أخبار كثيرة ترد عن الشهداء الذين يسقطون».

الباكستانية ملالا يوسف زاي الفائزة بجائزة نوبل للسلام، حاولت قتلها طالبان، لأنها أصرت على الذهاب إلى المدرسة، بعدها صارت تدافع عن حق كل امرأة بالتعليم والثقافة والمستقبل. في الغرب النساء اللاتي توفرت لهن فرص الثقافة والمهنية يتركن كل شيء للذهاب إلى حيث يهيمن «إخوة طالبان»، والظلام.

أية مفارقة هذه؟!

arabstoday

GMT 07:17 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شالوم ظريف والمصالحة

GMT 07:13 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب اعتزاز ومذكرة مشينة

GMT 07:11 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

العدالة... ثم ماذا؟

GMT 07:08 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان وسؤال الاستقلال المُرّ

GMT 07:05 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شاورما سورية سياسية مصرية

GMT 07:03 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 07:00 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

استقرار لبنان... رهينة التفاوض بالنار

GMT 06:58 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الصراع الطبقي في بريطانيا

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خريطة طريق «الداعشية» قبل «القفزة» من تركيا إلى سوريا خريطة طريق «الداعشية» قبل «القفزة» من تركيا إلى سوريا



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 06:42 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 07:07 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

كندا تؤكد رصد أول إصابة بالسلالة الفرعية 1 من جدري القردة

GMT 07:23 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"فولكس فاغن" تتمسك بخطط إغلاق مصانعها في ألمانيا

GMT 11:10 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

مسيرات إسرائيلية تستهدف مستشفى كمال عدوان 7 مرات في غزة

GMT 17:28 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد عز يتحدث عن تفاصيل فيلم فرقة موت

GMT 11:15 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها في السعودية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab