في كل أزمة فتشوا عن إيران

في كل أزمة فتشوا عن... إيران

في كل أزمة فتشوا عن... إيران

 العرب اليوم -

في كل أزمة فتشوا عن إيران

بقلم : هدى الحسيني

الأسبوع الماضي بثّ «مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية» في واشنطن مقطع فيديو عن الأضرار التي يمكن أن تسببها إيران للبنى التحتية السعودية، فهي تمتلك الصواريخ والقدرة السيبرية، والسعودية إحدى أهم الدول المميزة المنتجة والمصدرة للنفط. جاء في الفيديو أن استهداف البنى التحتية النفطية للسعودية ستكون له ارتدادات ضخمة على كل العالم، من ارتفاع أسعار النفط والمنتجات التي تخرج من المصافي، كما جاء أن منشأة «ابقيق» هي الكبرى في المعالجة النفطية، وبالتالي فهي مهمة جداً استراتيجياً «إذا جرى استهدافها»؛ ففيها تسهيلات لتخزين الغاز السائل، ولدى إيران في المقابل عدد كبير من الصواريخ القادرة على الوصول إلى منشأة مثل «ابقيق»، وتستطيع الصواريخ أن تربك كل الإجراءات الدفاعية بما فيها أنظمة صواريخ «باتريوت» وصواريخ «ثاد». أما «رأس تنورة» فإنه مجمع كبير يضم كل شيء، من تسهيل تصدير النفط؛ إلى محطات، إلى مرافق للمعالجة، وهو قد يكون عرضة لمختلف أنواع الهجمات الإيرانية كاختراق الكومبيوترات، أو الهجوم على ناقلات تحميل أو تفريغ النفط. إنه من المنشآت النفطية السعودية المعروفة جداً.

جاء في الفيديو أن التحدي الآن هو أن السعودية معرضة، ورغم أهمية الإجراءات الدفاعية، فإنها لن تحل المشكلة أبداً، لذلك فإن ما تحتاج الولايات المتحدة وشركاؤها إلى أن تفعله هو ردع العمليات الإيرانية، بإفهام إيران ماذا تعني تصرفاتها وما عليها فعله للبدء في تخفيف الأزمة.

بعد هذا الفيديو بيومين وقعت هجمات سببت موجات من الصدمات؛ إذ تعرض حقلا «ابقيق» و«خريص» لهجمات بطائرات «درونز» وصواريخ، وتسببت في نقص بنسبة 5 في المائة من استخدام النفط عالمياً.
عن الهجوم؛ لم توجّه السعودية أصابع الاتهام لأحد، لكنها ربطته بما تعرضت له حاملات نفط في الخليج قبل أشهر، والذي عدّ كل الخبراء والعسكريين أن إيران وراءه. إيران بالطبع نفت مسؤوليتها، وقال مسؤولون فيها إن الأميركيين سيحاولون خلق حجة تمهيداً لعملية مستقبلية، وتركت للحوثيين في اليمن تبني العملية.

كان التساؤل الأبرز عن أسعار النفط، لأن هناك نقصاً في العرض. لكن من المؤكد أن السعودية ستحاول استيعاب أي نقص وتضخ من مخزونها الاستراتيجي؛ إذ لديها 3 محطات ضخمة في العالم: اليابان، ومصر، وروتردام في هولندا.

الهجوم مقلق؛ لأنه لا سابق له. ولأن الوضع متوتر في المنطقة، والصراع بين أميركا وإيران تأجج عبر «التغريدات»؛ إذ مع اقتراب انعقاد الجمعية العمومية للأمم المتحدة، كانت هناك تسريبات عن لقاء بين مسؤولي البلدين؛ حتى ولو كان مستبعداً.

هناك أمر يتكرر دائماً، كلما حاول طرف أميركي أو إيراني التلميح إلى احتمال تقارب أو شيء إيجابي، يحدث شيء على الأرض ينسف كل شيء؛ إذ داخل الجبهتين هناك قوى لا تريد التوصل إلى التهدئة. اللافت في بيان الحوثيين عبارة: «إن العملية جاءت بعد عملية أمنية دقيقة ومراقبة مسبقة وتعاون من الأشخاص الشركاء والأحرار في المملكة»!

هذا ما تعمل عليه إيران للإخلال بالأمن القومي السعودي، بأن تزعم أن الطائرات أو الصواريخ أطلقت من داخل السعودية، لأنه من اليمن تحتاج الـ«درونز» لعبور 600 ميل لتصل إلى أهدافها.

يقول مراقب عسكري؛ إذا كانت الطائرات والصواريخ انطلقت من إيران، فهذا يعدّ إعلان حرب. الإيرانيون حذرون بطريقة مدمرة، يحتفظون دائماً بوسيلة النفي، لذلك يحققون هجماتهم الإرهابية عبر عملائهم من الميليشيات الشيعية.

يوم الاثنين الماضي قال السعوديون إن الـ«درونز» من صنع إيراني ولم يتم إطلاقها من اليمن، ودعمت الاستخبارات الأميركية هذا القول. ويؤكد الأميركيون أن يد إيران موجودة في العمليات، وإن كانت بقفازات عملائها، لكن العملية لم تنطلق من اليمن. واتجهت الأنظار إلى الميليشيات العراقية، رغم نفي العراق وتأكيد مايك بومبيو هذا النفي. فالهجمات على «ابقيق» و«خريص» انطلقت من غرب وشمال غربي السعودية، لكن هل يهم من أين أتت هذه الهجمات؟ يقول محدثي المسؤول الأميركي: إنه يؤثر كثيراً... إذا كانت أتت من إيران؛ فهذا تصعيد خطير ويعني أنها عبرت الخط الذي لم يكن أحد يعتقد أنها ستعبره. الكل في انتظار ما سيقوله الكويتيون عمّا يظهر من مراجعاتهم جدول أجوائهم. إذا كانت جاءت من الحوثيين، فتستطيع إيران أن تنفي، ومؤخراً وقعت انقسامات وخلافات داخل الأطراف الحوثية حول أهمية إجراء اتصالات سرية مع أميركا. أما إذا كانت الصواريخ جاءت من العراق فتستطيع إيران رمي المسؤولية على مجموعات «ضالة» من «الحشد الشعبي».

يستبعد محدثي أن يغامر النظام الإيراني بنفسه ويقوم بهذه الخطوة. لكن قد تكون عناصر متمردة من «الحرس الثوري» استغلت الفترة الانتقالية الحساسة؛ إذ لم يعين الرئيس دونالد ترمب بعد مستشاراً للأمن القومي، وهناك قيادة جديدة على رأس وزارة النفط السعودية وعلى رأس «شركة أرامكو». ومع هذا؛ تظل إيران قادرة على القول إنه لا علاقة لها بما حدث بسبب الظرف الذي تعيشه أميركا، فهي لا تستطيع الكشف عن كل التفاصيل الدقيقة والحساسة من دون الكشف عن مصادر وأساليب أجهزتها الاستخباراتية... لذلك {مع كل هذه المحاذير، سيكون من الصعب على أميركا إقناع المجموعة الدولية بأن الهجمات انطلقت من إيران}. ويضيف: تعرف أميركا جيداً مَن وراء هذه الهجمات؛ إذ ظلت إيران ولفترة طويلة تنفي دعمها الحوثيين، والآن صار دعمها معروفاً. لذلك ما لم تكن الإدارة مستعدة للكشف عن بعض المواد السرية فسيصعب إقناع المجموعة الدولية بأن إيران خططت وسمحت بهذه الهجمات.

وكان الرئيس ترمب قال إنه لا يريد حرباً مع أحد. والمعروف أن أميركا في موسم انتخابي، ولجنة الحزب الجمهوري لا تريد من الرئيس أن يذهب إلى الحرب، ثم وبالتأكيد فإن الكونغرس الأميركي ضد نشر قوات أميركية. يقول محدثي: إنني أعرف أن السعودية تدعم الضغوط الاقتصادية على النظام الإيراني، لكنها لا تريد الحرب. وإيران بدورها لا ترغب في حرب عسكرية؛ تكفيها الحرب الاقتصادية. التحدي الأكبر للسعودية أن تظهر مرونة البنى التحتية للطاقة لديها بإصلاح الأضرار بأسرع وقت ممكن.

وكان الرئيس ترمب قال إنه سيترك الأمر ليرى ماذا تريد السعودية. يقول محدثي: هذه طريقة ذكية، لأنه لا يريد أن يبدأ حرباً حيث حلفاؤه على الجبهة الأمامية، ويعرف أن السعودية لا تريد الحرب. ثم إن الرياض قررت دعوة الأمم المتحدة للتحقيق.

لكن في خلفية كل هذا، أن إيران، رغم تخطيطاتها الإرهابية، تعاني كثيراً من العقوبات الأميركية. لا تريد أن تبقى في الزاوية خوفاً من ثورة شعبية داخلها ضد النظام. لكن أي عمل من قبل المتشددين الإيرانيين قد يستفز أميركا للقيام بردّ تدميري.

على كلٍّ؛ صار الحوثيون هم «حزب الله» الخليج.

arabstoday

GMT 04:32 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رسائل الرياض

GMT 04:28 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

د. جلال السعيد أيقونة مصرية

GMT 04:22 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران وترمب... حوار أم تصعيد؟

GMT 04:19 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

هل تغتنم إيران الفرصة؟!

GMT 04:17 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

داخل عقل ترمب الجديد

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

في كل أزمة فتشوا عن إيران في كل أزمة فتشوا عن إيران



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 15:37 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

أسلوب نقش الفهد الجريء يعود بقوة لعالم الموضة
 العرب اليوم - أسلوب نقش الفهد الجريء يعود بقوة لعالم الموضة
 العرب اليوم - الأسد يؤكد قدرة سوريا على دحر الإرهابيين رغم شدة الهجمات

GMT 00:06 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

محمد بن زايد وبشار الأسد يبحثان تطورات الأوضاع في سوريا
 العرب اليوم - محمد بن زايد وبشار الأسد يبحثان تطورات الأوضاع في سوريا

GMT 00:08 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

تحذير من عقار لعلاج الربو يؤثر على الدماغ
 العرب اليوم - تحذير من عقار لعلاج الربو يؤثر على الدماغ

GMT 00:06 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

الغاوي يجمع أحمد مكي وعائشة بن أحمد في رمضان 2025
 العرب اليوم - الغاوي يجمع أحمد مكي وعائشة بن أحمد في رمضان 2025

GMT 06:22 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

الخروج إلى البراح!

GMT 13:18 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

الاتفاق.. ونصر حزب الله!

GMT 16:01 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الفرنسي يدعو إلى وقف فوري لانتهاكات الهدنة في لبنان

GMT 06:56 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

حلب... ليالي الشتاء الحزينة

GMT 00:08 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

نتنياهو يعقد اجتماعًا أمنيًا لبحث التطورات في سوريا

GMT 06:33 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

القمة الخليجية في الكويت
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab