وترجَّل عميد السياسة الخارجية

... وترجَّل عميد السياسة الخارجية

... وترجَّل عميد السياسة الخارجية

 العرب اليوم -

 وترجَّل عميد السياسة الخارجية

بقلم - مأمون فندي

غياب الشيخ صباح الأحمد أمير الكويت السابق يترك أثراً ليس في الكويت وحدها، ولكن في السياسة الإقليمية والعالمية. فقد قضى الشيخ صباح الأحمد أطول مدة في العالم وزيراً لخارجية دولة، ولهذا استحق لقب عميد الدبلوماسية العالمية.
خدم بلاده وزيراً للخارجية لأربعين عاماً، مرَّت عليه أزمات دولية كبيرة وصغيرة وتعامل معها بذكاء تفرضه ظروف الدول الصغيرة على قادتها، وكانت أزمة احتلال بلاده من قبل نظام صدام حسين عام 1990، أكبر أزمة وجودية لدولة الكويت، ومع ذلك تعامل الراحل مع الأزمة بحنكة دبلوماسي عركته الأيام والأزمات، فكان عميداً وعموداً... عميداً للدبلوماسية وعموداً أساسياً في خيمة دولة الكويت.

قابلت الشيخ صباح مرة واحدة في مكتبه منذ أكثر من عامين بترتيب من الشيخ محمد عبد الله المبارك نائب رئيس الديوان الأميري، وجلست في حضرته مدة طويلة أستمع إليه وهو يتحدث بصوت خفيض عن أزمات منطقتنا وسبل الخروج منها، وكان الرجل مظهراً ومخبراً يدل على هدوء وحكمة ودراية يتحدَّث بتواضع ولطف.
أذكر وقتها أن أشار إليَّ منظم اللقاء أكثر من مرة أن أطلب الإذن بالخروج إذ إنَّ الأمير يحتاج إلى راحة بين كل مقابلة وأخرى، لكنَّه رحمه الله أصرَّ على أن أبقى ليكمل حديثه، وكنت في حيرة من أمري، هل أتبع تعليمات من رتَّب اللقاء والمسؤول عن جدول الأمير، أم أنَّ رغبة الأمير في بقائي فوق البروتوكول.
شاهدت أيضاً الشيخ صباح عندما حضرت أكثر من مؤتمر ترأسه لدعم اللاجئين السوريين. ففي عهده قامت الكويت بمبادرات إنسانية مهمة أبرزها المؤتمرات الخاصة بدعم اللاجئين السوريين. وبحنكة الدبلوماسي المتمرس لم يجعل هذه المؤتمرات تحت رايته، بل كان يستضيفها تحت راية الأمم المتحدة، وتحت عنوان دعم الكويت للجهود الإنسانية للأمم المتحدة في سوريا، مما جعل الأمم المتحدة تحتفل بقيادة أمير الكويت للإنسانية في مؤتمر كبير بمقرها في نيويورك في 9 سبتمبر (أيلول) عام 2014. وأطلقت الأمم المتحدة على الشيخ صباح لقب قائد العمل الإنساني والكويت مركزا للدبلوماسية الإقليمية وللأعمال الإنسانية.
كان صباح الأحمد يدرك أنَّ العمل الإنساني هو كلمة السر في العلاقات الدولية، ولم يقتصر الأمر على الأزمات القريبة، فصندوق التنمية الكويتي كان يقدم المساعدات في أفريقيا وآسيا وجميع أركان العالم. وللكويت طريقتها في التأكد من أنَّ المساعدات تصل إلى مستحقيها حتى لا تذهب الأموال السائلة إلى جيوب أهل الفساد في الدول الفقيرة، إذ كان الشيخ صباح الأحمد يصرُّ على أن تذهب المبادرات في شكل مشاريع تنموية.
ولا يبقى في الختام إلا أن نعزي شعب الكويت في وفاة الشيخ صباح الأحمد الذي كان بلا شك، رمزاً من رموز الأمتين العربية والإسلامية، وأن نتمنى للكويت الأمن والاستقرار والازدهار تحت رعاية أميرها الجديد الشيخ نواف الأحمد الصباح في ظل مرحلة دقيقة وشديدة الصعوبة يمرُّ بها الإقليم كله.    
arabstoday

GMT 05:22 2024 الثلاثاء ,02 تموز / يوليو

مغامرة وخسارة

GMT 05:20 2024 الثلاثاء ,02 تموز / يوليو

العالم بين رمضاء بايدن ونار ترمب

GMT 05:19 2024 الثلاثاء ,02 تموز / يوليو

كيف نستعد لانبعاث اليمين المتطرف؟!

GMT 05:17 2024 الثلاثاء ,02 تموز / يوليو

على أبواب الجحيم!

GMT 05:15 2024 الثلاثاء ,02 تموز / يوليو

لكي ننقذ أهرامات الجيزة والمتحف المصري الكبير

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

 وترجَّل عميد السياسة الخارجية  وترجَّل عميد السياسة الخارجية



نجوى كرم تُعلن زواجها أثناء تألقها بفستان أبيض طويل على المسرح

بيروت ـ العرب اليوم

GMT 18:39 2024 الإثنين ,01 تموز / يوليو

دواء للاكتئاب يقلل احتمالات زيادة الوزن
 العرب اليوم - دواء للاكتئاب يقلل احتمالات زيادة الوزن

GMT 11:38 2024 الثلاثاء ,02 تموز / يوليو

نيللي كريم بفيلم جديد مع محمد هنيدي
 العرب اليوم - نيللي كريم بفيلم جديد مع محمد هنيدي

GMT 19:56 2024 السبت ,29 حزيران / يونيو

العظماء السبعة ؟!

GMT 00:02 2024 الإثنين ,01 تموز / يوليو

مقتل 5 وإصابة 63 في انفجار خزان غاز غربي تركيا

GMT 00:02 2024 الإثنين ,01 تموز / يوليو

أحمد عز يعترف بالخطأ الأكبر في حياته

GMT 11:37 2024 الإثنين ,01 تموز / يوليو

الجمبسوت الخيار الأول لهيفاء وهبي بلا منازع
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab