ما الصحافة في عصر الكذب
الجيش الإسرائيلي يقول إن سلاح الجو استهدف منشأة يستخدمها حزب الله لتخزين صواريخ متوسطة المدى في جنوب لبنان أكثر من 141 قتيلا في اشتباكات بين القوات السورية وهيئة تحرير الشام في ريفي حلب وإدلب بوتين يقول إن الهجوم الضخم على أوكرانيا كان "ردًا" على الضربات على روسيا بأسلحة أميركية وبريطانية الجامعة العربية تطالب بالوقف الفوري لإطلاق النار في غزة والسماح بدخول المساعدات الخطوط الجوية الفرنسية تواصل تعليق رحلاتها إلى تل أبيب وبيروت حتى نهاية العام قطر ترحب بوقف النار في لبنان وتأمل باتفاق "مماثل" بشأن غزة وزير الدفاع الإسرائيلي يوعز بالتعامل بشكل صارم مع الأشخاص المحسوبين على حزب الله العائدين إلى الشريط الحدودي مع إسرائيل الجيش الإسرائيلي يصدر أوامر إخلاء لسكان عدد من المناطق في صور ويأمرهم بالتوجه إلى شمال نهر الأولي الدفاع الجوي الأوكراني يعلن إسقاط 50 مسيرة روسية من أصل 73 كانت تستهدف مواقع أوكرانية الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا
أخر الأخبار

ما الصحافة في عصر الكذب؟

ما الصحافة في عصر الكذب؟

 العرب اليوم -

ما الصحافة في عصر الكذب

بقلم : مأمون فندي

دونالد ترمب عرَّف عالمنا بأنه «عالم الأخبار الكاذبة» (fake news)، منذ عقود كتب الفيلسوف الفرنسي جين بودريارد كتابه عن عالم الصور الزائفة (Simulacra and Simulation)، الذي يبدو فيه الكذب أكثر جاذبية ولمعاناً وإقناعاً من الحقيقة.

والسؤال هنا، وفي عالم الإنترنت، الذي يشبه إلى حد كبير محيطات من المعلومات أكثرها كذب بالصوت والصورة والنص، ماذا يجب أن يكون دور الصحافي والصحيفة؟ هل ينجرف الصحافي إلى زيادة عدد متابعيه في أدوات التواصل الاجتماعي من «فيسبوك» و«تويتر» وغيرهما من الوسائل، وبذلك يصبح جزءاً من عالم الزيف والكذب؟ أم يستخدم عقله ليصبح حكماً، ويساعد القارئ في فرز الحقيقة من الغش، والكذب من الصدق؟ وهل تصبح مصداقية الصحافي وتاريخه وتاريخ الصحيفة التي يعمل بها جزءاً من بناء الثقة؟

من متابعتي لما يكتب في وسائل التواصل، بعديد من اللغات، ألحظ أن هناك عملية تبدو ممنهجة لتزييف الوعي في المجتمعات، ليستبدل ما هو كذب بما هو حقيقة، وكيف يبدو الكذب أكثر مقبوليةً وتصديقاً من الحقيقة، تلك هي أسئلة مجتمعاتنا.

للأسف دراسات الكذب محدودة في علمي الاجتماع والإنسانيات (الإنثروبولوجي)، رغم وجود بعض الدراسات الخاصة بسوسيولوجيا أو علم اجتماع السرية والكتمان، ولم يدرس الموضوع في حالة العالم العربي إلا في دراسة يتيمة لأستاذ الإنثروبولوجيا في جامعة أكسفورد، مايكل جلسنان، حول الكذب في لبنان.

ويجب أن أعترف أولاً بأن الصدق والكذب، رغم أنهما قيمتان اجتماعيتان، فإن عملية إنتاجهما تختلف من مجتمع إلى آخر، فمؤسسات إنتاج الكذب، على سبيل المثال، في مصر تختلف عنها في اليابان أو ألمانيا أو أميركا، كما أن كذب القرية يختلف عن كذب المدينة، ذلك لأن المكان له دور أساسي في رسم ملامح الكذب، وقدرته على المرور، كما لو كان عبارات صادقة. فالقرية هي مكان محدود يعرف الناس فيها بعضهم بعضاً بطريقة حميمية، ويعرفون التاريخ العائلي لبعضهم بعضاً منذ النشأة، أي أن الكذب في القرية على الأغلب يكون كذباً في الفروع، وليس الأصول، في الهامشي وليس في المتن. الكذب في القرية الكونية من خلال أدوات التواصل الاجتماعي كذب في المتن وفي الأصول.

وظيفة الصحافة الجادة اليوم هي فرز الصدق من الكذب، الزيف من الحقيقة، الخبر الصادق من المزور.

للأسف في عالمنا العربي هناك الكثير من الصحف والقنوات التلفزيونية التي تستقي أخبارها من بحر الزيف المعروف بوسائل التواصل الاجتماعي، مع أن المفروض أن تكون الصحيفة والقناة التلفزيونية حكماً يفرز الكذب من الحقيقة.

لا شك أن هناك قنوات مثل «بي بي سي» مثلاً لديها ما يعرف بفريق التحقق من المصداقية (verifying team)، لفرز الصادق من الكاذب في الأخبار.

وبينما يجد الإعلام الغربي نفسه في ورطة فرز الصدق من الكذب في محيط المعلومات المختلطة، ويحاول الصحافي أن يكون أداة مصداقية، نجد الصحافي عندنا، وكذلك المؤسسة الصحافية، يبحثان عن الشهرة في زيادة عدد المتابعين في «تويتر» أو «فيسبوك». الصحافي عندنا ينخرط في عالم الزيف بدلاً من مقاومة إغراءاته. المفروض أن الصحافي الجاد ينظر إلى نجوم التواصل بتعالٍ، لأن معلوماتهم في أفضل الأحوال مخلوطة، إن لم تكن كاذبة. الصحيفة الجيدة هي التي ترفض الصحافي نجم التواصل، لأنه غارق في عالم الزيف، أما الصحيفة فيجب أن تكون مرجعية المصداقية، عندما يختلط الأمر لدى المواطن يعود إلى الصحيفة للتأكد من صدق المعلومة. ولكن حتى هذه اللحظة لم تخصص صحفنا على كثرتها وحدات للتحقق من صحة المعلومة، صحفنا لديها أقسام تدقيق لضبط قواعد اللغة، ولكن ليس لديها أقسام لتدقيق المعلومة، وهذا هو تحدي الصحافة في عالم الكذب. لا بد لنا أن نبحث اليوم في سؤال: ما الصحافة، وما الصحافي، في عصر يتسيد فيه الزيف، ويتفوق فيه الكذب على الحقيقة. تحدي الصحافة ليس منافسة الصحافة الإلكترونية للصحافة الورقية، بل تحديها الأول هو فرز الصدق من الكذب.

arabstoday

GMT 04:32 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رسائل الرياض

GMT 04:28 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

د. جلال السعيد أيقونة مصرية

GMT 04:22 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران وترمب... حوار أم تصعيد؟

GMT 04:19 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

هل تغتنم إيران الفرصة؟!

GMT 04:17 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

داخل عقل ترمب الجديد

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ما الصحافة في عصر الكذب ما الصحافة في عصر الكذب



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 07:25 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية
 العرب اليوم - وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية

GMT 07:39 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات
 العرب اليوم - كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات

GMT 09:17 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فواكه طبيعية لتحسين وظائف الكلى ودعم تطهيرها بطرق آمنة
 العرب اليوم - فواكه طبيعية لتحسين وظائف الكلى ودعم تطهيرها بطرق آمنة

GMT 17:07 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

نيكول سابا وياسمين عبد العزيز يجتمعان في رمضان 2025
 العرب اليوم - نيكول سابا وياسمين عبد العزيز يجتمعان في رمضان 2025

GMT 08:52 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

كيا EV3 تحصد لقب أفضل سيارة كروس أوفر في جوائز Top Gear لعام 2024
 العرب اليوم - كيا EV3 تحصد لقب أفضل سيارة كروس أوفر في جوائز Top Gear لعام 2024

GMT 18:57 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

العين قد تتنبأ بالخرف قبل 12 عاما من تشخيصه

GMT 09:17 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فواكه طبيعية لتحسين وظائف الكلى ودعم تطهيرها بطرق آمنة

GMT 04:28 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

تناول الزبادي الطبيعي يومياً قد يقلل من خطر الإصابة بسرطان

GMT 06:06 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

راجعين يا هوى

GMT 04:00 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

العلماء الروس يطورون طائرة مسيّرة لمراقبة حرائق الغابات

GMT 19:14 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

الملك سلمان بن عبد العزيز يفتتح مشروع قطار الرياض

GMT 08:52 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

كيا EV3 تحصد لقب أفضل سيارة كروس أوفر في جوائز Top Gear لعام 2024

GMT 20:30 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن إسقاط مسيرة تحمل أسلحة عبرت من مصر
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab