عندما يصبح الوهم أقوي من الحقيقة غزوة ريو
طيران الإمارات تستأنف رحلاتها إلى بيروت وبغداد ابتداءً من فبراير المغرب وموريتانيا تتفقان على الربط الكهربائي وتعزيز التعاون الطاقي حريق بمنشأة نفطية بحقل الرميلة والجيش السوداني يتهم الدعم السريع بحرق مصفاة الخرطوم انقطاع الإنترنت في العاصمة السورية ومحيطها نتيجة أعمال تخريبية وفق وزارة الاتصالات الأمم المتحدة تعلق كافة التحركات الرسمية في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين في اليمن مكتب نتنياهو يعلن رسميا أن الانسحاب الإسرائيلي من لبنان سيتأخر إلى ما بعد مدة الـ60 يوما الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير شبكة أنفاق ومصادرة أسلحة في جنوب لبنان لجنة مصرية قطرية تتابع جهود وقف إطلاق النار في غزة و"حماس" تعلن تسليم دفعة أسرى مبكرة فينيسيوس جونيور يحسم موقفه من الانتقال إلى الدوري السعودي ويؤكد التزامه بريال مدريد سكرتيرة البيت الأبيض كارولين ليفيت تكشف عن ديون حملة انتخابية بقيمة 326 ألف دولار وتعديلات كبيرة على التقارير المالية
أخر الأخبار

عندما يصبح الوهم أقوي من الحقيقة: غزوة ريو

عندما يصبح الوهم أقوي من الحقيقة: غزوة ريو

 العرب اليوم -

عندما يصبح الوهم أقوي من الحقيقة غزوة ريو

بقلم : مأمون فندي

رفض لاعب الجودو المصري إسلام الشهابي مصافحة اللاعب الإسرائيلي آور ساسون، بعد هزيمته بالنقطة الكاملة في أولمبياد ريو دي جانيرو 2016. لا أدعي فهًما في الجودو، لكنني أفهم في العلاقات الدولية، وموقف اللاعب المصري الخاسر هو كارثة إعلامية فرضتها نرجسية «أبطال البلاي ستيشن» في عاملناالعربي، الذين يظنون أنهم يخرقون الجبال طولا في عالم وهمي، مقابل فشل ذريع في كل المواجهات الحقيقية على أرض الواقع.

ما فعله لاعب الجودو المصري لا يطرح أسئلة رياضية بقدر ما يطرح أسئلة ثقافية عن عقلية يزين لها الجهل، أنها تحسن صنعا وهي تشارك في صناعة الكارثة وكل يوم.

أولا، ليست هذه المواجهة الأولى بين لاعب مصري ولاعب إسرائيلي في لعبة الجودو تحديدا، فقد سبقتهامباراة في بطولة العالم 2012، استطاع لاعب الجودو المصري رمضان درويش الفوز على منافسه الإسرائيلي إريك زائيفي. كان من الممكن للعب المصري أن ينسحب من المباراة إذا كان لا يؤمن باتفاق السلام الذيتقيمه الدولة المصرية مع إسرائيل، وبهذا لا يكون السلوك النرجسي في الحلبة للاعب مهزوم يمثل كارثة إعلامية تحتاج إلى ملايين الدولارات لتجاوز تبعاتها، ولكنه العقل النرجسي الذي يسعد بمواقف وهمية لا تغني ولا تسمن.

ترى ما الدوافع في المجتمع المصري التي تحاول أن تصنع من هزيمة على الأرض نصرا كلاميا وهميا؟ ولماذا يفضل المصريون التصفيق للوهم على حساب الواقع؟
هذه أسئلة يصعب الإجابة عنها بسهولة.

منذ ظهور كاميرا البلورويد أو التصوير في الحال والمصريون مغرمون بما سميته في مقال سابق بالخروج الوهمي إلى التاريخ، أي التعويض بصور إلكترونية يشاركونها فيما بينهم، لتغطية عجز حقيقي وزاد هذا الموضوع بظهور الفيديو، حيث صور المصريون أفراحهم وملابسهم الزاهية في الحال، وتضاعف ذلك مع ظهور الميديا الجديدة، أو ما عرف بالسوشيال ميديا. ظن جماعة إسلام أن الهزيمة دون سلام رغم الاستسلام هي نصر، وهذا منطق لا تقبله إلا عقول أصابها عطب شديد.

في السابق خلع أبو تريكة أيضا فانلته ليكشف عن تأييده لغزة في مباراة أفريقية، وكأن أفريقيا تحتاج إلى إقناع بالحق الفلسطيني، وكأن الفانلة خلعت في كأس العالم، وكأن اللاعب هو رونالدو أو ميسي وليس لاعبا محليا.

في الوقت الذي تحصد فيه دول العالم الميداليات الذهبية والفضية بالعشرات، أغرقنا حفنة من المصريين على غرار إعلام صفوت الشريف بحدث وهمي لشاب هزم.

الأولمبياد هي صناعة أبطال حقيقيين يصبحون في بلادهم نموذجا يحتذى ورموز اعتزاز وطني، فما هو مصدر الاعتزاز بشاب مهزوم كل بضاعته أنه رفض أن يسلم على إسرائيلي. لم يسأل أحد منا لماذا فشل 300 مليون عربي في إنتاج ميداليات مثل بلد كفرنسا تعدادها لم يتجاوز 70 مليون نسمة.. هل هو سوء تغذية؟ أم ماذا؟

عدم السلام هذا أنتج عبارة من أقوى الرسائل الإعلامية المناصرة لإسرائيل (losing doesn›t make you loser but hate makes you loser) الإعلام المناصر لإسرائيل نجح في تصويرنا كثقافة كراهية وبالدليل. أعتقد مع هذا النوع من المناصرين الجهلاء لقضايانا نحن لا نحتاج إلى أصدقاء ولا حملات إعلامية. قضايانا تضرب في مقتل في المهد، ولدينا من يصفقون للهزائم ويصونونها انتصارا.

هذه الظاهرة هي أخطر فيروس سيحول مصر وبسرعة ليس إلى دولة فاشلة، بل إلى ثقافة فاشلة تخدع نفسها بكل ما هو وهمي على أنه حقيقة؛ إذ تسود عقلية الوهم، وعقلية الوهم دائًما ما تتسيد في المجتمعات المفلسة التي تنتظر أموالا تسقط عليها من السماء، وحظا يحول حياتها بين ليلة وضحاها كحظ من يلعبون اليانصيب. بناء الثقافات والدول عمل شاق وليس ضربة حظ.

«غزوة ريو» تدغدغ العقل ذاته الذي ينتشي لسماع أصوات خيول قادمة من بعيد في عالم تتسيده طائرات الـf16 وما بعدها، ولكنه العقل الغيبي الماضوي الذي ينشغل بالشكليات على حساب الإنجاز. انشغل المصريون والعرب بزي اللاعبين العرب، وخصوصا اللاعبات، وكأن الموضوع هو منافسة عرض أزياء لا منافسة رياضية أولمبية.

«غزوة ريو» ليست غزوة، بل هزيمة مزدوجة. هزيمة للاعب الجودو الذي عليه أن يقر بهزيمته في الجودو ولا يسّيس الأمر. أما الهزيمة الثانية، فهي هزيمة إعلامية لم تبذل فيها إسرائيل أي جهد، فقط مد اللاعب الإسرائيلي يده ورفضها المصري، ولا تحتاج كاميرات العالم وعيونه سوى هذه الصورة. على لاعب الجودو المصري أن يعالج نفسه من الوهم، ويعترف بالهزيمة بدلا من نقل الهزيمة من ملاعب الرياضة إلى ملاعب السياسة. بداية الشفاء هو الاعتراف بالمرض، ونحن بلا شك ثقافة مريضة.

arabstoday

GMT 00:04 2024 الإثنين ,01 تموز / يوليو

هل ينقسم الحزب الديمقراطي؟

GMT 00:09 2024 الإثنين ,24 حزيران / يونيو

إعادة إعمار العقول والقلوب

GMT 00:09 2024 الإثنين ,27 أيار / مايو

ثلاثة أحداث فارقة ومستقبل الدولة الفلسطينية

GMT 00:01 2024 الإثنين ,20 أيار / مايو

البطيخة: العنصرية والمقاومة

GMT 00:51 2024 الإثنين ,13 أيار / مايو

الكويت: بين المشروع وإعادة النظر

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عندما يصبح الوهم أقوي من الحقيقة غزوة ريو عندما يصبح الوهم أقوي من الحقيقة غزوة ريو



ياسمين صبري أيقونة الموضة وأناقتها تجمع بين الجرأة والكلاسيكية

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 11:49 2025 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سامو زين يردّ على جدل تشابه لحن أغنيته مع أغنية تامر حسني
 العرب اليوم - سامو زين يردّ على جدل تشابه لحن أغنيته مع أغنية تامر حسني

GMT 11:55 2025 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

مصر والعرب في دافوس

GMT 11:49 2025 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

ليل الشتاء

GMT 03:28 2025 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

أول عاصفة ثلجية في تاريخ تكساس والأسوء خلال 130 عاما

GMT 15:30 2025 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

الاحتلال الإسرائيلي يواصل العملية العسكرية في جنين

GMT 16:20 2025 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

يوفنتوس يعلن التعاقد مع كولو مواني على سبيل الإعارة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab