«يا فرحَة ما تمت» البحرين أوقفت نشر جريدة إلى أجل غير مسمى، ونشرت «نيويورك تايمز» هذا الخبر «المهم» في السابع من هذا الشهر، ثم عادت بعد يومين لتقول أن الحظر رُفِعَ واستأنفت الجريدة الصدور.
الجريدة هي «الوسط» وهي جريدة للشيعة في البحرين ورئيس تحريرها منصور الجمري. وقد سبق أن تعرَّضت لملاحقة من السلطات وحوكم بعض أركانها. شخصياً أؤيد صدور هذه الجريدة وعملها ضمن نطاق القانون.
عندما أقرأ أخباراً عن البحرين أبحث عن معلومة مهمة جداً جداً تتكرر في الأخبار الأميركية هي «البحرين التي تستضيف الأسطول الخامس الأميركي...» فهذه من نوع لازمة الأغنية التي تُعاد بعد كل «وصلة» غناء.
الخبر عن «الوسط» لم يخيّب ظني فقد وجدت الجملة - اللازمة فيه. اليوم أكمل بأخبار دول عربية أخرى، فأخبارها كلها بين سيئ وأسوأ منه، والخبر الطيب سرعان ما يُنسى وسط أخبار النحس المزمن المستمر.
الكويت ربما كانت توفر للمواطن والمقيم أوسع مساحة من الحرية في العالم العربي، إلا أن جماعة مراقبة حقوق الإنسان أصدرت بياناً يدين قانوناً جديداً لمكافحة الإرهاب يجعل فحص الحمض النووي إلزامياً.
هذا القرار صدر بعد التفجير الانتحاري في مسجد الإمام الصادق في حزيران (يونيو) الماضي الذي أدّى إلى مقتل 27 مصلياً وجرح أكثر من مئتين.
المسجد للشيعة والبرلمان الكويتي أصدر قانوناً لحماية أهل البلاد جميعاً إلا أن جماعة مراقبة حقوق الإنسان لا ترى هذا، إنما تقول أن هدف القانون «تقليص حقوق الكويتيين في حرية التعبير».
وقد هاجمت الجماعة نفسها قانون جرائم تقنية المعلومات واعتبرته ضربة لحرية التعبير، وتجاوزت أسباب صدوره والإرهاب الذي يهدد المجتمع الكويتي كله.
لبنان نال نصيبه من الأخبار السلبية المستحَقة، بعد أزمة القمامة، والزبالة السياسية التي تلف أحد أجمل بلدان العالم. لا أستطيع أن أكتب هنا شيئاً لا يعرفه اللبنانيون، فأكتفي بالقول أن قمامة لبنان حظيت بتغطية في أكبر صحف الولايات المتحدة، ثم أنتقل إلى السفير البريطاني توم فليتشر الذي كتب مودعاً بعد تمثيل بلاده أربع سنوات في لبنان.
رسالته إلى «عزيزي لبنان» امتلأت عاطفة ومحبة من دون أن تفوته التناقضات: رصاص ونفخ خدود، ديكتاتوريون وغانيات، قادة حروب وواسطة، ماكيافليون ومافيا، جشع وتديّن. هو يتحدث عن رؤيته بزوغ الشمس في البقاع وغروبها في الأرز، ويقول أن عمله سفيراً لبريطانيا انتهى إلا أنه سيظل سفيراً للبنان. ماذا يُقال في لبنان عن مثل هذا الرجل؟ «بْيِسوى تُقْله».
ومن لبنان إلى تونس، وبين البلدين رابطة فينيقية قديمة، فالثورة في تونس التي أطلقت الثورات العربية التالية كانت تسير في شكل جيد يبشر بديموقراطية حقيقية، ثم ضرب الإرهاب البلد وفرِضَت حالة طوارئ مددت أخيراً لشهرين إضافيين، وقد تمدد مرة أخرى إذا ضرب الإرهاب كما فعل في المتحف الوطني في قلب تونس في آذار (مارس) عندما قتِل 22 شخصاً، وعلى شاطئ البحر في سوسة في حزيران (يونيو) حيث قتِل 38 شخصاً.
قطر لم تنجُ والولايات المتحدة فرضت عقوبات على مواطنين اثنين لدعمهما إرهاب «القاعدة» في سورية وباكستان والسودان. قطر تستطيع أن تكون أسعد بلد في العالم بأعلى دخل وأقل سكان.
هبطنا إلى درك جعل أرمينيا تعلن منح الأرمن في لبنان وسورية والعراق جنسيتها، بعد أن مضى يوم فرّ فيه الأرمن إلى بلادنا وأصبحوا جزءاً فاعلاً من مجتمعاتها. ربما قلت: يا عيب الشوم، ولكن ماذا ينفع الكلام؟