الإمارات تبني اقتصاد المستقبل

الإمارات تبني اقتصاد المستقبل

الإمارات تبني اقتصاد المستقبل

 العرب اليوم -

الإمارات تبني اقتصاد المستقبل

جهاد الخازن

النفط مادة ناضبة. ربما كان الآن مادة نابضة تدبّ الحياة في اقتصاد الدول التي تملكه، إلا أنه في النهاية مادة ناضبة، وسيأتي يوم لا يبقى عندنا منه شيء، لذلك سرني وأنا في الإمارات العربية المتحدة لحضور الاحتفالات بالذكرى الثالثة والأربعين لقيام دولة الإمارات أن أتابع مشاريع وبرامج هدفها توسيع قاعدة الاقتصاد المحلي خارج نطاق تصدير النفط.

قضيت يوماً على هامش العيد الوطني وأنا أتنقل بين مشروع وآخر، ولا أستطيع هنا سوى الاختيار فأبدأ مع شركة ستراتا للتصنيع، وتحديداً نبراس العين حيث وجدت شركة إماراتية تصنع مواد تدخل في هياكل طائرات بوينغ وارباص، ولها عقود مع الشركتين العالميتين.

تجولت في مصنع الشركة الضخم مع الأخ بدر العلماء، الرئيس التنفيذي، والأخ محمد شعبان، مدير الإعلام، ووجدت أن الشركة تنتج مادة مركبة أكثرها من ألياف الكربون وأقلها من ألياف الزجاج تستخدم في الأجزاء المتحركة من أجنحة الطائرات. المادة هذه أقوى من الحديد والألومنيوم، وأقل صلابة من معدن تيتانيوم، إلا أنها خفيفة جداً وما تحتاج إليه الطائرات.

هم يعملون لإنشاء مصنع أكبر ينتج مواد أكثر تعقيداً، كلفة المشروع حتى الآن 7.5 بليون دولار، وفيه حوالي 650 موظفاً المواطنون منهم 40 في المئة الآن، ويعمل على أن يصبحوا 45 في المئة مع نهاية السنة و50 في المئة السنة المقبلة. ووجدت أن أكثر العاملين المحليين إناث.

قال لي المسؤولون عن الشركة، وهي من شركات مبادلة، إنهم يتوقعون تسجيل أرباح في السنة السابعة من العمل.

انتقلت إلى منطقة براكة حيث المفاعلات النووية الإماراتية، وكنت سمعت عن هذا المشروع من البداية، فقد كنت أتحدث يوماً على الهاتف مع وزير الخارجية الشيخ عبدالله بن زايد، وقال لي: قلْ لي مبروك. قلت: مبروك، وسألت على ماذا المباركة؟ قال إن بلاده وقعت لتوّها اتفاقاً مع كوريا الجنوبية لبناء مفاعل نووي للأغراض السلمية يعمل على توليد الكهرباء.

يستطيع القارئ أن يكمل من دون خوف أن أصيبه بإشعاعات نووية، فالمفاعلات لم تبدأ العمل بعد، وكان من حسن الحظ أن تجولت في الموقع مع الأخ المهندس محمد إبراهيم الحمادي، الرئيس التنفيذي لمؤسسة الإمارات للطاقة النووية، والأخ سالم النعيمي، خبير الاتصال الإلكتروني.

المشروع كما فهمت يتألف من أربعة مفاعلات نووية، ورأيت الأول وقد كاد يكتمل بناؤه والثاني وراءه، كما رأيت القاعدة الخرسانية للمفاعل الثالث. والإخوان يأملون أن يبدأ التشغيل سنة 2015.

هذا المشروع كانت نفقاته حوالي 20 بليون دولار وفيه 3500 موظف، المواطنون حوالي 60 في المئة منهم، وأيضاً مع غالبية من الإناث. ورأيت صوراً لزيارة قام بها للموقع الرئيس الكوري الجنوبي السابق لي ميونغ باك، يرافقه الشيخ محمد بن زايد، ولي عهد أبو ظبي ونائب القائد الأعلى للقوات المسلحة. الإخوان كانوا فخورين بمستوى السلامة والشفافية، وشهادات المراقبين الدوليين مثل وكالة الطاقة الذرية الدولية. ورأيت شاشة إلكترونية تملأ جداراً كاملاً في قاعة كبيرة وتضبط كل عمليات الإنتاج. لم أكن رأيت مثل هذه الشاشة إلا في أفلام الخيال العلمي.

نهاري انتهى في مصدر، المدينة التي تعمل كلها بالطاقة الشمسية، وكنت زرتها قبل الصيف وكتبت عنها فلا أعود وإنما أقول إن رئيس مصدر هو الدكتور سلطان أحمد الجابر، وزير الدولة، ثم أشكر الأخ صالح الزبيدي، مسؤول العلاقات المؤسسية في مصدر، والأخ يامن غالي، المدير المساعد للاتصال المؤسساتي، فقد ترافقنا في جولة انتهت بنا في الجامعة بين طلابها.

تجولت بين المشاريع غير النفطية في طائرة هليكوبتر هبطت في حديقة فندق قريب لتقلني وحدي. وساورني شعور بالأهمية قدّرت أنه غير مبرَّر فقد بدأ النهار في السابعة والنصف صباحاً بالتوقيت المحلي، أي الثالثة والنصف بتوقيت لندن، ما يعني أنني استيقظت في الثانية والنصف صباحاً بتوقيت لندن حيث أقيم. ما أحاول أن أقول هو إنني لم أنم حتى ما بعد عيد استقلال دولة الإمارات. مبروك لهم ولنا.

arabstoday

GMT 05:00 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

سيد... والملّا... والخاتون

GMT 04:55 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

زيارة محمّد بن زايد للكويت.. حيث الزمن تغيّر

GMT 04:54 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

رجال الأعمال والبحث العلمي

GMT 04:52 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

غلق مدرسة المستقبل

GMT 04:50 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

إنَّ الكِرَامَ قليلُ

GMT 04:48 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب الثاني... وقبائل الصحافة والفنّ

GMT 04:45 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

مع ترمب... هل العالم أكثر استقراراً؟

GMT 04:43 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

اللغة التى يفهمها ترامب

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الإمارات تبني اقتصاد المستقبل الإمارات تبني اقتصاد المستقبل



تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 05:58 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

من الرياض... التزامات السلام المشروط

GMT 07:03 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 10:26 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

ليفربول يُرهن ضم مرموش في انتقالات يناير بشرط وحيد

GMT 11:44 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

ارتفاع أرباح "أدنوك للإمداد" الفصلية 18% إلى 175 مليون دولار

GMT 13:23 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو وميسي على قائمة المرشحين لجوائز "غلوب سوكر"

GMT 20:14 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab