التكتم على جرائم إسرائيل خدعة مكشوفة

التكتم على جرائم إسرائيل خدعة مكشوفة

التكتم على جرائم إسرائيل خدعة مكشوفة

 العرب اليوم -

التكتم على جرائم إسرائيل خدعة مكشوفة

جهاد الخازن

رئيس وكالة الاستخبارات المركزية، جيمس كومي، قال التالي عن المحرقة النازية لليهود: في عقولهم، القتلة والذين تعاونوا معهم في ألمانيا وبولندا وهنغاريا وأماكن كثيرة أخرى، لم يرتكبوا شرّاً. هم أقنعوا أنفسهم بأنهم فعلوا الشيء الصواب، الشيء الذي يجب عمله.

كان كومي يلقي خطاباً في متحف المحرقة الأميركي، دعا فيه الى مزيد من تعليم الناس عن المحرقة، وكلامه أثار عليه عاصفة هائلة مستمرة من النقد، مع أنه بدأ خطابه بالتشديد على أهمية الشراكة بين وكالته والمتحف. الكاتبة اليهودية الأميركية آن أبلبوم، وهي معتدلة عادة، ردت عليه بمقال بدأته بالقول: السفير البولندي احتج، ورئيس البرلمان البولندي (زوجي) احتج، والسفير الأميركي في وارسو اعتذر كثيراً. لماذا؟ لأن جيمس كومي، مدير إف بي آي، طلب في خطاب هاجمته «واشنطن بوست» في افتتاحية، تعليم الناس عن الهولوكوست، وأظهَرَ أنه يحتاج الى هذا التعليم كثيراً.

ريتشارد كوهين، وهو أيضاً كاتب يهودي أميركي موضوعي، انتقد الكلام الذي انتقدته أبلبوم، وقامت حملة من أوروبا الى الولايات المتحدة على كومي، وكأنه كفر.

أولاً، احتجاجات كبار المسؤولين البولنديين هدفها الدفاع عن بلدهم، مع أن بولندا تعاونت مع ألمانيا النازية ومعسكر الاعتقال أوشفيتز كان فيها، وهناك كتب لمؤرخين بولنديين تسجّل التعاون مع النازيين.

ثانياً، ذنب هنغاريا من النوع نفسه، وثمة كتب تاريخ مماثلة.

ثالثاً، افتتاحية «واشنطن بوست» يسيطر عليها ليكوديون، وغالباً ما يكتبونها.

رابعاً، جيمس كومي قال شيئاً صحيحاً عن جهل الناس بالمحرقة النازية، وهو في خطابه قال إنه يطلب من رجال إف بي آي أن يزوروا متحف الهولوكوست ليفهموا القضية، (وليروا) القدرة على التبرير والاستسلام الأخلاقي.

بكلام آخر، الرجل لم ينكر المحرقة، وأنا من قلة بين الكتاب العرب لا تنكرها، وأقول إن ستة ملايين يهودي قضوا فيها. لماذا الضجة المستمرة؟

أزعم أن هدفها تحويل الأنظار عن جرائم إسرائيل اليومية بحق الفلسطينيين. في إسرائيل، حكومة نازية جديدة تحتل وتقتل وتدمر، وهناك عصابة ليكودية من يهود أميركا (أبلبوم وكوهن ليسا منها) تدافع عن جرائمها، وقد تزامنت الضجة مع احتفال إسرائيل بذكرى المحرقة في 16 هذا الشهر، وبعده عيد الذكرى، أو الموتى من جنود إسرائيل أو في أعمال إرهابية، وهو في 22 نيسان (إبريل) الحالي، ثم عيد «الاستقلال» في 23 نيسان.

المحرقة قبل 70 سنة، وهناك محرقة فلسطينية يومية، والجنود الإسرائيليون الموتى والأحياء إرهابيون محتلون أو مستوطنون، و»الاستقلال» يعني سرقة فلسطين من أهلها، كما اعترف ديفيد بن غوريون يوماً في حديث نشره الصهيوني الآخر ناحوم غولدمان في كتابه «المعضلة اليهودية».

أزيد على ما سبق، أن المحاكمة الحالية لحارس ألماني في أوشفيتز عمره 93 سنة، ولا بد أنه نسي اسمه، سببها أيضاً تحويل الأنظار عن جرائم إسرائيل، لأن الغرب الذي قتل اليهود يحاول أن يكفر عن أخطائه وخطاياه على حسابنا. وما سبق من نوع ملصقات ظهرت فجأة في نيويورك، تقول: «قتل اليهود عبادة تقربنا من الله». هذا ليس في القرآن الكريم، وإذا كان مسلمون وراء الملصقات فأنا أدينهم، مع شكوك تراودني من أن ليكوديين نشروا الملصقات في الحملة المستمرة لتحويل الأنظار عن جرائم إسرائيل. هي دولة زانية مثل كل زانيات التوراة، وصابون العالم كلّه لن يغسل دماء الأبرياء عن أيدي أعضاء حكومتها.

arabstoday

GMT 06:27 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

بيت من زجاج

GMT 06:25 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

إدارة ترامب والبعد الصيني – الإيراني لحرب أوكرانيا...

GMT 06:24 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

هل تعود الجائزة عربية بعد 6 سنوات؟

GMT 06:12 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب ومشروع تغيير المنطقة

GMT 06:09 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ماذا جرى في «المدينة على الجبل»؟

GMT 06:04 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

طبيبة في عيادة «الترند»!

GMT 06:02 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

الشعوذة الصحافية

GMT 06:01 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ولاية ترمب الثانية: التحديات القادمة

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التكتم على جرائم إسرائيل خدعة مكشوفة التكتم على جرائم إسرائيل خدعة مكشوفة



تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 03:27 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

فلورنسا الإيطالية تتخذ تدابير لمكافحة السياحة المفرطة
 العرب اليوم - فلورنسا الإيطالية تتخذ تدابير لمكافحة السياحة المفرطة

GMT 15:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران تدعم لبنان وحزب الله في محادثات وقف إطلاق النار
 العرب اليوم - إيران تدعم لبنان وحزب الله في محادثات وقف إطلاق النار

GMT 22:43 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية
 العرب اليوم - حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية

GMT 05:58 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

من الرياض... التزامات السلام المشروط

GMT 07:03 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 10:26 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

ليفربول يُرهن ضم مرموش في انتقالات يناير بشرط وحيد

GMT 11:44 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

ارتفاع أرباح "أدنوك للإمداد" الفصلية 18% إلى 175 مليون دولار

GMT 13:23 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو وميسي على قائمة المرشحين لجوائز "غلوب سوكر"

GMT 20:14 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab