الخليل والعروض وشعر يناسب أوضاعنا

الخليل والعروض وشعر يناسب أوضاعنا

الخليل والعروض وشعر يناسب أوضاعنا

 العرب اليوم -

الخليل والعروض وشعر يناسب أوضاعنا

جهاد الخازن

الناس في إجازة خلال فترة الأعياد الغربية وأنا أقيم في لندن فماذا أفعل؟ على سبيل تعذيب النفس عدت إلى مكتبتي في البيت، واخترت كتباً عن علم العَروض كما وضعه الخليل بن أحمد الفراهيدي، وأعد القارئ قبل أن يفرّ من الجريدة إلى التلفزيون بأن أحاول اليوم الترفيه عنه ببعض الشعر.

هذا يعني أن نتجنب درس البحور فقد وضع الخليل أصول 15 منها، مثل الطويل والبسيط والمديد والوافر والكامل والرمل والسريع وغيرها، وهي بحور زاد عليها الأخفش بحر المتدارك. كذلك سأتجنب أن أراجع مع القارئ الفرق بين العروض والضرب والحشو، أو بيت الشعر وأقسامه من مجزوء ومشطور ومنهوك ومصمّت ومصرّع ومقفّى ومدوّر.

ندخل في الشعر فبين يدي كتاب للسيد أحمد الهاشمي عنوانه «ميزان الذهب في صناعة شعر العرب» طبعته دار الكتب العلمية في بيروت. هذا الكتاب يضم شواهد من أجمل الشعر العربي، إلا أنه يضم أيضاً شعراً زاهداً حزيناً يناسب المأساة التي تعيشها الأمة اليوم مثل:

يا خاطب الدنيا الدنية / إنها شرك الردى

دار متى ما أضحكت / في يومها أبكت غدا

من نوع ما سبق بين المختارات:

لا يغرَّن امرءاً عيشه / كل عيش صائر للزوال. ومثله: فكرت في الدنيا وجدّتها / فإذا جميع جديدها يبلى. وأيضاً: أمَع الممات يطيب عيشك يا أخي / هيهات ليس مع الممات يطيب. أو: ليس مَنْ مات فاستراح بميت / إنما الميت ميّت الأحياء.

ولعل الشاعر كان يتحدث باسم مواطن من الرقة يخاطب إرهابياً ويقول:

وكنا نعدّك للنائبات / فها نحن نطلب منك الأمانا.

أو يقول والإرهابي يجبي ضرائب ويفرض إتاوات:

تنافس في جمع مال حطام / وكل يزول وكل يبيد.

والفراهيدي بعد هذا لا ينسى أن يتوكأ على شعر مشهور لأبي ذؤيب الهذلي ويقول:

وإذا المنية أنشبت أظافرها / ألفيت كل تميمة لا تنفع.

وأيضاً: لكل ما يؤذي وإن قلّ ألمْ / ما أطول الليل على مَنْ لم ينمِ.

بين هذا وذاك قرأت: الشعر صعب وطويل سلمه / إذا ارتقى فيه الذي لا يعلمه / زلت به إلى الحضيض قدمه. كنت سجلت أيضاً في هذه الزاوية قريضاً مماثلاً عن أنواع الشعر والشعراء، وكانوا أربعة، فلا أعود اليوم، وإنما أنتقل إلى ما هو مستهجن في الشعر كقول النابغة:

وهو وردوا الجفار على تميم / وهم أصحاب يوم عكاظ إني

شهدت لهم مواطن صالحات / شهدن لهم بصدق الود مني

والخبراء يجمعون على أن تعليق كلمة «إني» بالبيت الثاني من التضمين المستهجن المردود.

أشعار الغزل في الشواهد لا تخلو من ألم كقول الشاعر:

وقائلة ما ذا الهزال وذا ألفنا / فقلت لها قول المشوق المتيم

هواك أتاني وهو ضيف أعزّه / فأطعمته لحمي وأسقيته دمي.

أجمل من كل ما سبق قول الشاعر:

له خال على صفحات خد / كنقطة عنبر في صحن مرمَرْ

وألحاظ كأسياف تنادي / على عاصي الهوى الله أكبر.

أرجو أن يكون القارئ وجد في ما سبق شيئاً يناسب هواه، وأن يقدِّر أنني لم أدخل معه في درس عن حركات القافية الست وهي الرّس والإشباع والحذو والتوجيه والمجرى والنفاذ.

arabstoday

GMT 06:27 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

بيت من زجاج

GMT 06:25 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

إدارة ترامب والبعد الصيني – الإيراني لحرب أوكرانيا...

GMT 06:24 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

هل تعود الجائزة عربية بعد 6 سنوات؟

GMT 06:12 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب ومشروع تغيير المنطقة

GMT 06:09 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ماذا جرى في «المدينة على الجبل»؟

GMT 06:04 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

طبيبة في عيادة «الترند»!

GMT 06:02 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

الشعوذة الصحافية

GMT 06:01 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ولاية ترمب الثانية: التحديات القادمة

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الخليل والعروض وشعر يناسب أوضاعنا الخليل والعروض وشعر يناسب أوضاعنا



تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 03:27 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

فلورنسا الإيطالية تتخذ تدابير لمكافحة السياحة المفرطة
 العرب اليوم - فلورنسا الإيطالية تتخذ تدابير لمكافحة السياحة المفرطة

GMT 20:15 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

جعجع يُطالب حزب الله إلقاء سلاحه لإنهاء الحرب مع إسرائيل
 العرب اليوم - جعجع يُطالب حزب الله إلقاء سلاحه لإنهاء الحرب مع إسرائيل

GMT 22:43 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية
 العرب اليوم - حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية

GMT 03:43 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

ليلة ليلاء؟!

GMT 07:03 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 03:23 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

تناول المكسرات يوميًا يخفض خطر الإصابة بالخرف

GMT 08:21 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

ذكرى عيد الجهاد!

GMT 13:15 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 7 جنود إسرائيليين في تفجير مبنى مفخخ جنوب لبنان

GMT 12:42 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد تكالة يُنتخب رئيساً للمجلس الأعلى للدولة في ليبيا

GMT 13:13 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

ريال مدريد يدرس ضم أرنولد من ليفربول في يناير القادم

GMT 08:02 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الرياض... بيانٌ للناس

GMT 13:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

برشلونة يعلن إصابة أنسو فاتي وغيابه 4 أسابيع

GMT 11:44 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

"فيتنام أيرلاينز" بصدد شراء 50 طائرة في النصف الأول من 2025
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab