جهاد الخازن
تعلمت مع بدئي العمل في الصحافة مع وكالة رويترز في بيروت وأنا طالب جامعي أن أبدأ الخبر بأهم ما فيه، ومع أن موضوعي اليوم عن إيران، إلا أنني أبدأ بطلب أن تتعاون مصر مع روسيا في برنامج نووي مدني عسكري، وأن تتعاون المملكة العربية السعودية مع باكستان في برنامج مماثل، وأن توسع الامارات العربية المتحدة برنامجها النووي مع كوريا الجنوبية ليتجاوز إنتاج الكهرباء الى تخصيب اليورانيوم بدل استيراده.
كان يُفترَض أن تعقد ايران والدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن والمانيا) اتفاقاً في 24 من هذا الشهر أو في آخره، على شروط صفقة تحد من برنامج ايران النووي في مقابل تخفيف العقوبات، وتمهد لاتفاق نهائي في حزيران (يونيو) المقبل.
إيران أعلنت إحراز تقدم وقال مسؤول كبير في فريقها المفاوض إن نقطة واحدة بقيت على طاولة البحث، والولايات المتحدة صرحت بأن تقدماً أحرِز فعلاً إلا أنها كانت أكثر حذراً وقال أحد المفاوضين الاميركيين إن الطريق لا يزال طويلاً، وبقاء الخلاف على نقاط معينة قد يجعل الاتفاق مستحيلاً.
ما هي نقاط الخلاف التي تحتاج الى حل؟ بينها موعد رفع عقوبات الأمم المتحدة حيث أصدر مجلس الأمن ثمانية قرارات ضد إيران، أربعة منها تفرض عقوبات اقتصادية، ومراقبة برنامج إيران النووي (المخفَّف)، وعدد أجهزة الطرد المركزي التي أصبح لدى ايران نوع متطور منها لتخصيب اليورانيوم.
إسرائيل لا تريد اتفاقاً، ولعل القراء لا يزالون يذكرون رسالة التهديد من 47 عضواً في مجلس الشيوخ الى مرشد الثورة الإيرانية. أزيد لهم اليوم أن كاتب الرسالة كان تود كوتون، وهو سيناتور جمهوري عن ولاية اركنسو، لم يُنتَخَب وإنما عيّنه حاكم الولاية بعد استقالة السيناتور جون انساين في فضيحة... نسوان كالعادة.
الرسالة تعرضت لازدراء إيراني وحملة داخل الولايات المتحدة لأنها تتدخل في قضية خارجية مستمرة، وقرأت: الفضيحة الحقيقية هي رسالة الشيوخ الى إيران. وأيضاً: رسالة الشيوخ الجمهوريين المقززة الى إيران. ومثله: ايباك وجدت 47 أحمق يعملون لها. غير أن السيناتور بوب كروكر، رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ، أتبعها برسالة الى الرئيس باراك أوباما تطلب منه عدم تحويل أي اتفاق مع إيران الى الأمم المتحدة، وإنما عرضه قبل ذلك على الكونغرس للموافقة عليه. ... يعني لوقفه.
الكونغرس، وفي مجلسيه غالبية جمهورية، يريد منع الاتفاق مع إيران تنفيذاً لرغبة قاتل الأطفال بنيامين نتانياهو. وقرأت: المشكلة هي سياسة أوباما الفاشلة ضد إيران. وأيضاً: أوباما يتستر على الإرهاب الإيراني (أقول كل إرهاب في الشرق الأوسط إسرائيلي أو أصله إسرائيلي). وأيضاً: صفقة أكبر من ايران. ومثله: أوباما يتفاوض مع إيران المخادِعة (هذا أهون من التفاوض مع إسرائيل المجرمة).
ولعل أحقر مَنْ يمثل جماعة الإرهاب والحرب هو جوشوا مورافتشيك الذي يتعاون مع كل مؤسسات البحث التي تؤيد بلداً تقوده حكومة نازية جديدة. هو كتب في «واشنطن بوست» مقالاً عنوانه: الحرب مع إيران أفضل خيار لنا. وأقول إنه أفضل خيار لإسرائيل، وهذا اليهودي الأميركي يريد أن يموت شباب اميركا خدمة لدولة محتلة تقتل الأطفال. لم يكن هذا المقال نزوة، فالليكودي مورافتشيك كتب سنة 2000 في «لوس انجليس تايمز» مقالاً عنوانه: اضربوا إيران بالقنابل.
أجد اتفاق إدارة أوباما مع إيران صعباً وإسرائيل تسيطر على بعض الميديا الأميركية وأكثر من نصف الكونغرس.