حرب رابعة قريبًا

حرب رابعة قريبًا؟

حرب رابعة قريبًا؟

 العرب اليوم -

حرب رابعة قريبًا

جهاد الخازن

فاز بنيامين نتانياهو في انتخابات الكنيست الأخيرة بعد أن أقنع غالبية من الإسرائيليين بأنه قادر على تدمير حماس.

حماس لم تنتصر في حرب الأسابيع السبعة إلا أنها لم تُهزَم، والنتيجة أن اليمين واليسار في إسرائيل يهاجمان نتانياهو ويطالبان باستقالته، اليمين لأنه لم يحقق وعده تدمير حماس، واليسار لأنه هاجم قطاع غزة.

بين هؤلاء وأولئك هناك أسفل البشر من ليكود أميركا، وقد قرأت لهم أن إسرائيل انتصرت، مع حملات على "بربرية" حماس، غير أن الحقيقة الوحيدة هي أن في إسرائيل حكومة بربرية تقتل الأطفال ويساعدها البرابرة من ليكود أميركا الذين فاقوا التتر والمغول القدماء في مستوى الجريمة. بل أن الفجور بلغ بليكود أميركا أن يزعموا أن إسرائيل أحبطت "مؤامرة" حماس لقلب السلطة الوطنية.

الحقيقة هي ما يلي: في حرب إسرائيل الثالثة على قطاع غزة في سبع سنوات قتِل أكثر من ألفي فلسطيني معظمهم من المدنيين، بينهم أكثر من 450 طفلاً (مقابل 64 جندياً وأربعة مدنيين إسرائيليين)، وشرد 350 ألف نسمة من أصل 1.8 مليون، كما دمِّرت مئات المصانع بما فيها التي تصنع البوظة (جيلاتي)، ما يعني بطالة في القطاع في حدود 50 في المئة، مع أزمة ماء وكهرباء.

هذا ما أراد مجرم الحرب نتانياهو من الحرب على قطاع غزة ، قتل وتدمير، وهو بذلك حقق ما أراد، وليس ما طلب اليمين الإسرائيلي، أي تدمير حماس.

لم أؤيد حماس يوماً ولا أفعل اليوم، وأعارض انفصالها في غزة ، وأدين قياداتها التي لا أعرف منها سوى الأخ خالد مشعل، فقد كنت أراه في دمشق. هذا الكلام لا يلغي أن حماس حركة تحرر وطني في وجه الإرهاب الإسرائيلي والاحتلال، وكل عضو في حماس مقاتل في سبيل الحرية مقابل جيش احتلال كل عضو فيه إرهابي مجرم حرب.

الآن دخلت إسرائيل وحماس هدنة مفتوحة، مع السماح بدخول مواد البناء القطاع. كم ستستمر الهدنة الحالية؟ سنة؟ سنتين أو أكثر؟ طالما أن في إسرائيل حكومة يمينية متطرفة أرجح أن الهدنة ستستمر حتى تكتمل إعادة تعمير ما تهدَّم من القطاع لتعود إسرائيل إلى مهاجمته، وتدمير ما تستطيع وقتل بضع مئة طفل آخر.

لا مخرج من دوامة الهدنات والحروب سوى في عودة قطاع غزة تحت إدارة السلطة الوطنية، مع بقاء حماس جزءاً من العمل السياسي الفلسطيني بسبب شعبيتها. وكما لعبت مصر دوراً أساسياً في الوصول إلى الهدنة المفتوحة فإنها يجب أن تلعب دوراً في إدارة قطاع غزة بمساعدة السلطة الوطنية الفلسطينية في هذه المهمة.

في غضون ذلك يجب أن تلعب الولايات المتحدة دوراً لمنع عودة القتال، فهي حليفة إسرائيل في قتل الفلسطينيـــين مهما أنكرت، وكنا سمعنا أن الرئيــس باراك أوباما، وأنا لا أشك في نواياه، وإنما في قـدرته، أوقف شحن صواريخ إلى إسرائيل بعد انفجار القتال، وجعل أنصار إسرائيل من هذا الموقف قضية ضد الإدارة، ولكن ما سكتوا جميعاً عنه هو أن حكومة مجرمي الحرب بقيادة نتانيـــاهو لجأت فور بدء القتال إلى مخزون ذخيرة الاحتياطي الحربي - إسرائيل (WRSA-I)، وهذا أسلحة أميركــية مخـــزونة في إسرائيل (هناك مثلها في كوريا الجنوبية) تقدَّر قيمتها بنحو بليون دولار، وتستطيع إسرائيل، بموجب قرارات للكونغرس تعود إلى تسعينات القرن العشرين، أن تستعملها من دون استئذان الإدارة الأميركية أو إنذار الكونغرس.

وهكذا فالدمار والموت في قطاع غزة مسؤولية مشتركة بين إسرائيل والولايات المتحدة.

ستكون هناك حرب أخرى إذا لم تغير حماس سياستها وتعود إلى الحظيرة العربية، فقطر وتركيا وإيران لا تمثل شيئاً إزاء إجماع عربي على انتقاد حماس ، خصوصاً لجهة تعاونها مع الإخوان المسلمين في مصر، وتقديمها الجماعة على الوطن. أقول هذا وأنا أدرك أن حماس أسيرة تحالفاتها، وأنها لم تعد تملك حرية القرار، لذلك أخشى أن نرى قريباً حرباً رابعة على قطاع غزة لا تختلف نتائجها عن الحروب الثلاث الأخيرة.

arabstoday

GMT 05:00 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

سيد... والملّا... والخاتون

GMT 04:55 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

زيارة محمّد بن زايد للكويت.. حيث الزمن تغيّر

GMT 04:54 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

رجال الأعمال والبحث العلمي

GMT 04:52 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

غلق مدرسة المستقبل

GMT 04:50 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

إنَّ الكِرَامَ قليلُ

GMT 04:48 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب الثاني... وقبائل الصحافة والفنّ

GMT 04:45 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

مع ترمب... هل العالم أكثر استقراراً؟

GMT 04:43 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

اللغة التى يفهمها ترامب

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حرب رابعة قريبًا حرب رابعة قريبًا



تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 05:58 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

من الرياض... التزامات السلام المشروط

GMT 07:03 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 10:26 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

ليفربول يُرهن ضم مرموش في انتقالات يناير بشرط وحيد

GMT 11:44 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

ارتفاع أرباح "أدنوك للإمداد" الفصلية 18% إلى 175 مليون دولار

GMT 13:23 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو وميسي على قائمة المرشحين لجوائز "غلوب سوكر"

GMT 20:14 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab