جهاد الخازن
رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتانياهو يقول إنه يريد أن يدخل مفاوضات سلام مع الفلسطينيين من دون شروط مسبقة. هذا شرط مسبق.
مجرم الحرب الذي يرأس حكومة الفاشست في إسرائيل يشترط على الفلسطينيين أن يفاوضوه وهو يقتل ويدمر ويحتل، وتحديداً وهو يوسع المستوطنات في الأراضي المحتلة (إسرائيل كلها أرض فلسطينية محتلة)، ويسعى إلى إصدار قوانين لسرقة ممتلكات 40 في المئة من أهالي القدس (هناك قدس واحدة هي القدس الشرقية أو العربية، أما القدس الغربية أو الإسرائيلية فضاحية حديثة لا قيمة تاريخية أو جغرافية لها).
وزير الخارجية الأميركي جون كيري في زيارته الخامسة للمنطقة منذ أصبح وزيراً للخارجية في شباط (فبراير) الماضي، وهو سياسي معتدل حسن النية، ويصر على إطلاق عملية سلام جديدة ويعتقد أنه يستطيع دفع الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي نحو صفقة.
هو بدأ جولته للحديث عن سورية وإيران، بعد انتخاب رئيس إيراني جديد، في قطر ثم المملكة العربية السعودية وبعدها الكويت قبل أن يصل إلى الأردن حيث يريد تنظيم مفاوضات ثلاثية تشترك فيها الولايات المتحدة والفلسطينيون وإسرائيل برعاية الملك عبدالله الثاني، ويكون أول اجتماع بين وزيرة العدل الإسرائيلية تزيبي ليفني ومستشار نتانياهو اسحق مولخو مع المفاوض الفلسطيني الدكتور صائب عريقات.
أسجل على نفسي أن جون كيري سيفشل، فالنوايا الحسنة وحدها لا تصنع النجاح، ونحن نقول في بلادنا «الكلب اللي بدك تجرّه على الصيد، لا فيه ولا في صيده»، والذئب الإسرائيلي ماضٍ في سرقة الأراضي المحتلة، ولا يريد دولة فلسطينية، وقد صرح بهذا علناً وزير التجارة الإسرائيلي نفتالي بنيت، وهو مهاجر يهودي أميركي، ونائب وزير الدفاع داني دانون.
الرئيس محمود عباس اشترط لبدء مفاوضات مع الإسرائيليين وقف الاستيطان وقبول إسرائيل التفاوض على أساس حدود 1967، والإفراج عن 120 سجيناً فلسطينياً حكم عليهم بالسجن المؤبد قبل اتفاقات أوسلو.
أكتب مع وصول كيري إلى إسرائيل وسنسمع المزيد من الأخبار المتناقضة، أو يلغي بعضها بعضاً. وشخصياً لا أجد مهماً أن نعرف الصحيح من الكاذب، فالنتيجة واحدة وهي أن لا سلام مع حكومة نتانياهو، فهي الوجه البشع للاحتلال الإسرائيلي وبدعمها الكونغرس الأميركي، إن لم تكن الإدارة، ما يشجعها على سرقة ما بقي من أراضي فلسطين.
هذا الأسبوع سيكون مضى على نتانياهو وعصابة الحرب والشر التي يسمونها حكومة مئة يوم في الحكم، وهي لا تختلف بشيء عن حكومة نتانياهو السابقة، أو حكومته الأولى بين 1996 و 1999 عندما كان السلام في متناول اليد وأحبط نتانياهو كل جهود بيل كلينتون، فلم يخسر نتانياهو الانتخابات ويخرج حتى كانت ولاية كلينتون الثانية قاربت الانتهاء ولم يبق له سوى أسابيع في الحكم.
أكتب هذه السطور وقد ذهب كيري إلى إسرائيل مرة ثانية، وعقد اجتماعاً مع نتانياهو استمر أربع ساعات. وهو قد يعود مرة أخرى قبل عقد مؤتمر صحافي اليوم (السبت) ليعلن نتائج جهده.
أتمنى للوزير الأميركي النجاح، وأعرف أنه منصف مثل الرئيس أوباما ونائبه جو بايدن، إلا أنه يتعامل مع مجرمي حرب في الحكومة الإسرائيلية لذلك هو يأتي تحدوه الحماسة ويعود خالي الوفاض فلا أقول سوى المثل الشعبي «تيتي تيتي، مثل ما رحتي مثل ما جيتي...».
نقلا عن جريدة الحياة