عيون وآذان عندما يعاكس الحظ

عيون وآذان (عندما يعاكس الحظ)

عيون وآذان (عندما يعاكس الحظ)

 العرب اليوم -

عيون وآذان عندما يعاكس الحظ

جهاد الخازن

كنت أنزل من الطائرة في بيروت عندما شعرت بيد تلامس كتفي، والتفتُ لأرى شابة حسناء قالت: أستاذ جهاد؟ أنا أقرأ لك منذ سنوات وأتمنى أن ألقاك. هل أنت باقٍ في بيروت؟ قلت لها أنني سأبقى يومين وتبادلنا أرقام الهاتفَيْن المحمولين، وأنا أقول في سري أن الحظ الذي عبس للأمة كلها ابتسم لي، و «صبرت ونلت يا إبن الخازن». فجأة أطل من وراء الشابة زوجها وقال إنه يقرأ لي، ودعوتهما إلى شاي في مقاهي الزيتونة وأنا أقول لنفسي هذه المرة: اللي مالو حظ لا يتعب ولا يشقى. على الأقل، الزوجة كانت حسناء والزوج ظريفاً، وكلاهما أكاديمي، وتبادلنا حديثاً جمع بين الثقافة والسياسة، وسررتُ بأن جمعتني الصدفة بهما، وأنزلتهما في عِداد الأصدقاء. تجاوزت الحظ السيء في بيروت إلا أنه سافر معي إلى أنقرة وإسطنبول، وبشكل لم أعرفه على امتداد عقود من العمل في الصحافة. كنت مع مجموعة من الصحافيين العرب والباحثين، وقابلنا أركان الدولة في الحكومة والبرلمان، ومراكز البحث حول صُنّاع القرار. ورأيت أن ما سمعت مهماً فأرسلت مقالين بالفاكس من أنقرة إلى لندن، وتركنا الفندق لنسافر ليلاً إلى إسطنبول. واتصل بي مكتبي ليبلغني أن الأوراق وصلت فارغة لأن موظفة الفندق أرسلتها بالمقلوب. وصلت إلى إسطنبول، وأرسلت الفاكس مرة ثانية، واتصل بي المكتب ثانية، وأنا في طريقي إلى المطار، ليقول إن الصفحات وصلت خالية تماماً لأنها أرسِلت مرة ثانية بالمقلوب. وعندما وصلت إلى لندن وجدت أن المقالين ضاعا. مرتان في مدينتين عصريتين، ثم يضيع المقالان. وعندي إيصالات إرسال كل فاكس، والأوراق الخالية إلا من اسمَيْ الفندقين لأنني كتبت على ظهر الأوراق. الزملاء في إسطنبول كانوا تعويضي عن الفاكس الشرير، فلمرة نادرة في رحلاتي الصحافية لم يكن بينهم «منظراتي»، فنلتقي برئيس وزراء أو برلمان، ولا يسأله ويحاول أن يسمع منه معلومات عن سياسة بلده، وإنما يعرض عليه رأيه بالتفصيل الممل ونخسر وقتاً كان متاحاً لنا فيه أن نحصل على ما يفيد القارئ. كان هناك فائدة إضافية بين الأصدقاء، فقد كنت أفكر ماذا يحدث لو أننا خُطِفنا. ونظرت حولي وقررت أن الصديق جمال خاشقجي، والزميلين جابر الحرمي، رئيس تحرير «الشرق»، ومحمد الحمادي، رئيس تحرير «الاتحاد»، هم تأميني الأمني، فالخاطفون سيتركون لبنانياً أو مصرياً أو مغربياً، ويركزون على السعودي والقطري والإماراتي، لأن دولهم ستدفع فدية لإطلاقهم، في حين أنني أهون على الوطن من فرخة. وجدت الأتراك، كما قال رئيس مركز بحث، يحاولون استئناف الذاكرة بعد انقطاع 80 عاماً عن العرب، كثيرون منهم يتقنون العربية، والكل يقدم العلاقات مع العرب على أي علاقة أخرى، وتأييدهم القضية الفلسطينية قوي لا يتزعزع. تولى الترجمة الرسمية شاب سوري اسمه محمد براء، تخرج في جامعة مرمرة ويعمل في وكالة أنباء الأناضول. كان يترجم من دون تردد أو تلعثم ما يعكس أنه متمكن من اللغة التركية مع عربية سليمة. وترجمت لنا في وكالة أنباء الأناضول شابة فلسطينية تقيم في تركيا وتعمل. ونقلت للقارئ في الأيام الأخيرة ما سمعتُ مترجماً، ولا أعتقد أن أخانا محمد براء أسمعنا ما يريد وإنما نقل كلام الأتراك إلينا بدقة. كان هناك أيضاً الأخ توران الذي أشرف على الرحلة كلها فهو درس في مصر، وكان بين أساتذته الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، وشعرت عبر الرحلة بأنه واحد منا مع لغته العربية الخالية من أي لكنة. كنت بدأت جولة العمل في البحرين، فوزيرة الثقافة الشيخة مي آل خليفة كانت استضافت أصدقاء البحرين في مؤتمر عن السياحة في البحرين. وعندما وقفت لإلقاء خطاب الافتتاح تركت حقيبة يدها وهاتفها المحمول على المقعد بيني وبين وزيرة السياحة الليبية السيدة إكرام باش إمام. واقترحتُ على الوزيرة الليبية أن نستغل الفرصة ونهاتف أستراليا من تلفون الشيخة مي، إلا أننا وجدنا أننا لا نعرف أحداً في أستراليا، ولم نكلف المضيفة أي نفقات إضافية. نقلا عن جريدة الحياة

arabstoday

GMT 01:46 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

بائع الفستق

GMT 01:44 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

على هامش سؤال «النظام» و «المجتمع» في سوريّا

GMT 01:42 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

دمشق... مصافحات ومصارحات

GMT 01:40 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

السعودية وسوريا... التاريخ والواقع

GMT 01:38 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

ورقة «الأقليات» في سوريا... ما لها وما عليها

GMT 01:36 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

امتحانات ترمب الصعبة

GMT 01:33 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

تجربة بريطانية مثيرة للجدل في أوساط التعليم

GMT 01:29 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

موسم الكرز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عيون وآذان عندما يعاكس الحظ عيون وآذان عندما يعاكس الحظ



الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:39 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة
 العرب اليوم - أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 08:03 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد
 العرب اليوم - وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 07:49 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل
 العرب اليوم - نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 19:57 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

دراسة حديثة تكشف علاقة الكوابيس الليلية بالخرف

GMT 06:40 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

2024 سنة نجاحات مغربيّة

GMT 06:32 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

هل قرأت افتتاحية «داعش» اليوم؟!

GMT 08:12 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

ممرات الشرق الآمنة ما بعد الأسد

GMT 09:29 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

للمرة الأولى بعد «الطائف» هناك فرصة لبناء الدولة!

GMT 14:10 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

رسميا الكويت تستضيف بطولة أساطير الخليج

GMT 06:30 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

ما تم اكتشافه بعد سقوط النظام السوري!

GMT 11:26 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

وزيرا خارجية فرنسا وألمانيا يتفقدان سجن صيدنايا في سوريا

GMT 14:14 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

زلزال بقوة 4.7 درجة يضرب مدينة "سيبي" الباكستانية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab