احتفل معرض أبو ظبي للكتاب بعيده الفضي، أو مرور 25 سنة على بدئه، وأستطيع أن أقول كشاهد عيان أن كل سنة كانت أفضل من سابقتها. وتركته هذه السنة وأنا أحمل 44 كتاباً في مواضيع شتّى حتى أنني اضطررت إلى شراء حقيبة ثانية تضمها.
كانت عندي اهتمامات أخرى فشلت، فقد رأيت ركن الاتحاد النسائي العام وطلبت الانضمام ورفضنني بحزم. وقرأت: دائرة السياحة والثقافة، واعتقدت أن الكلمة سباحة، وطلبت أن يعلموني سباحة الظَّهر واعتذروا. وهكذا كان وعدت إلى الكتب.
سأعرض على القارئ اليوم بعض الكتب التي تستحق القراءة، والتي قد أعود إليها لأقدمها إلى القراء بمزيد من التفصيل. غير أنني أرفض إطلاقاً أن أقدم نقداً لكتاب لم أقرأه، فأكتفي اليوم بكلام موجز أملاً بتشجيع القارئ على طلب الكتب التي اخترتها. وهكذا:
- الدكتور جمال سند السويدي صدر له كتاب جديد هو «السراب» وعنوانه مأخوذ من الآية الكريمة «والذين كفروا أعمالهم كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئاً». الكتاب يتحدث عن الجماعات الدينية السياسية في بلادنا والذين خدِعوا بها.
وكما في كتاب الدكتور السويدي «آفاق العصر الأميركي» فهناك موجز للكتاب و «ديسك» إلا أنني أصرّ على قراءته قبل العودة إلى القراء بعرضٍ له.
- أرجو أن يصبر عليّ القارئ ويقرأ معي من كتاب آخر: ذلك بأن مزعم الحقائق الأبوية مثل خلط المثالية المدازين المؤسسة على صعيد الظواهر مع ذاتٍ مطلقة مؤمثلة. وأيضاً: إذا كان له أن يظفر بالقوام الأصلي لكينونة المدازين مع العناية، فإنه على هذا الأساس أيضاً ينبغي لفهم الكينونة الثاوي في صلب العناية.
ما سبق من الصفحتين 418 و419 في الكتاب «الكينونة والزمان» الذي ألفه مارتن هيدغر وترجمه الدكتور فتحي المسكيني وراجعه إسماعيل المصدق. الكتاب صعب جداً فهو لخاصة الخاصة، وللفلاسفة، والدكتور المسكيني بطل لأنه نهض بترجمته.
- توقفت عند جناح مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية، وأهدوني «معجم زايد» الذي وجدته سهل القراءة والفهم لأنه عصري يقدم المعنى باختصار فلا يضيع القارئ في التفاصيل.
- الدكتور فالح حنظل أهداني كتابه: مختصر معجم الألفاظ العامية في دولة الإمارات العربية المتحدة. هو مرجع أستطيع بعد قراءته أن أفهم الشعر النبطي من دون العودة إلى مترجم.
- سأقرأ في طائرة العودة إلى لندن الكتاب «هدير الفورمولا، يوميات صحفي في درَّة الشرق»، للأخ محمد شمس الدين سلام. المؤلف يتحدث عن سباق «الغران بري» إلا أن الهدير هو للنهضة الهائلة التي شهدتها الإمارات قبل استضافة السباق وبعده. وللكاتب معرفة واسعة موثقة بالموضوع بعد إقامته في البلاد أكثر من 20 عاماً وعمله مع الشيخة لبنى بنت خالد القاسمي، وزيرة التنمية والتعاون الدولي. هي صديقة عزيزة وكنز وطني.
- أهدتني الأخت عائشة سلطان كتابها «هوامش في المدن والسفر والرحيل» واخترتُ أن أفتح صفحة وجدت فيها مقالة عنوانها «نعم... يغيرنا السفر» وهي ترى أن المسافر يتحرر من سجن الشخصية التي يريد المجتمع له أن يكونها. وتقول أن السفر يمكّن المسافر من معرفة الناس بلا أقنعة. أرجو أن أعود إلى هذا الكتاب قريباً.
- أمامي كتاب الأخ سعيد حمدان «أخطاء صاحبة الجلالة». وهذا كتاب قرأته لأنه من ضمن عملي ووجدت المؤلف يسجل أخطاء فاضحة وأخرى مضحكة. واتفقنا على أن أرسل إليه «كتاب الأسلوب» الذي جمعت مادته لفائدة الزملاء في العمل الصحافي.
- في الفندق رأيت الصديق العزيز ماضي الخميس وهو أهداني كتابه «إقلب وجهك» وعلى الغلاف «إياك والبقاء داخل الصندوق» وأيضاً «99 حافزاً للإبداع والنجاح والتميّز وتحقيق الذات».
كلنا يريد النجاح إلا أن مشكلة الغالبية طلب النجاح في أمور يعاقب عليها القانون. وقد خدمني الحظ في الفندق من دون ارتكاب جنحة أو جناية لأن نافذة غرفتي العريضة كانت تفتح على حمام سباحة على سطح جزء من الطبقة تحتها. واستمتعت بما رأيت ولا أزيد.