جهاد الخازن
الإرهابي قاتل الأطفال بنيامين نتانياهو برّأ هتلر من المحرقة وهو يقول أن الحاج أمين الحسيني أوحى لهتلر بقتل اليهود. وعندما ثار اليهود عليه قبل المسلمين لتبييضه صفحة هتلر، عاد فقال أن هتلر قرر إبادة اليهود والحاج أمين ساعده. البروفيسور ماير ليتفاك، من جامعة تل أبيب، قال أن خطاب نتانياهو أمام المؤتمر الصهيوني وما ضمّ من تهم كان «كذبة».
عرفت الحاج أمين الحسيني وزرته مرة بعد مرة في دارته المطلة على بيروت في الطريق إلى بيت مري. وأجريت له مقابلة نشرتها «الديلي ستار» التي كنت أرأس تحريرها. هو قال لي أنه ذهب إلى ألمانيا سنة 1941، وكان النازيون يتحدثون عن مقاطعة اليهود لا قتلهم. وتصرف الحاج أمين وعدد من الشخصيات العربية التي انضمت إليه بعد ذلك على أساس المَثل «عدو عدوي صديقي»، فهم كانوا يبحثون عن حليف ضد بريطانيا ووعد بالفور، ومفتي القدس أقسم لي أنه لم يزرْ أي معسكر اعتقال نازي لليهود.
حذاء الحاج أمين أشرف من سلالة نتانياهو كلها، ولم أسمع منه يوماً أي دعوة أو دعاء لقتل اليهود، وإنما اعتبرهم غزاة، وطلب تحرير بلده فلسطين منهم. أكتب ما سمعت من الحاج أمين الحسيني، مفتي القدس، ولا سبب عندي إطلاقاً للشك في كلامه. ولعل البروفيسور الإسرائيلي ليتفاك حسم الجدل بالقول أن كلام نتانياهو «كذبة».
نتانياهو يكذب كما يتنفس، وهو قال للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن الرئيس محمود عباس انضم إلى «داعش» و «حماس» في التحريض. هل يحتاج الفلسطيني تحت الاحتلال إلى مَنْ يحرّضه؟ المستوطنون في بيته، وهم يهددون الحرم الشريف، وحَمْل سكين أو حجر واجب دفاعاً عما بقي من فلسطين. أما الإرهاب فهو حكومة إسرائيل وجيش الاحتلال والمستوطنون وخرافاتهم الدينية التي لا توجد آثار على الأرض إطلاقاً لتثبتها.
وهامش سريع على ما سبق فاللورد غريد، وهو يهودي بريطاني ورئيس سابق لهيئة الإذاعة البريطانية، اتهم «بي بي سي» بالانحياز إلى الفلسطينيين في تغطيتها أحداث الأيام الأخيرة. حتماً لا انحياز، وإنما نقل حقيقة بسيطة هي أن الفلسطيني طالب حرية، بيده حجر أو سكين، وأن الإسرائيلي إرهابي محتل يستعمل الرصاص، لذلك قتِل حتى الآن ستة إسرائيليين وأكثر من 40 فلسطينياً، ونسبة واحد إلى سبعة هي نسبة نازية بامتياز.
مواقع ليكود أميركا فقدت أعصابها وهي تكيل التهم في كل اتجاه، وقرأت لهم أن موظفين في أونروا يشاركون في الانتفاضة الجديدة. طبعاً يشاركون لأنهم فلسطينيون. عصابة الحرب والشر أكملت بخبر يقول أن الفساد طلع من جديد في الأمم المتحدة وتحت العنوان صورة للأمين العام الذي حاول وقف العنف (وتبعه للسبب نفسه وزير الخارجية الأميركي جون كيري).
يهددون بان كي مون وهو أشرف من كل عضو في حكومة إسرائيل ومن أعضائها مجتمعين، فهو لا يقتل أو يدمر أو يحتل، وإنما يحاول أن يجد مخرجاً من الأزمة المستمرة.
أسخف ما قرأت تعليقاً على انتفاضة الأقصى كان في «واشنطن بوست» التي باعها يهود أميركيون ليهود أميركيين، فتحت العنوان: ماذا يدفع الفلسطيني لمهاجمة اليهود بسكاكين مطبخ؟ جوابي الاحتلال والاستيطان وسرقة فلسطين من أهلها. غير أن الكاتبين وليام بوث وروث أغلاش قررا أن الأسباب إما سياسية أو دينية أو شخصية. أقول أن السبب هو الاحتلال.
عصابة الحرب والشر تحدثت عبر موقع إلكتروني يهودي عن الإسراء والمعراج. لن أكرمهم بردّ أو شرح، وإنما أقول أنني أتحداهم جميعاً إلى مناظرة تلفزيونية بالعربية أو الإنكليزية نقارن فيها بين القرآن الكريم والتوراة لنرى أي دين هو دين السلام. هم إلى جهنم وبئس المهاد.