بقلم : جهاد الخازن
بنيامين نتانياهو رئيس وزراء اسرائيل وأفيغدور ليبرمان وزير الدفاع الجديد، والإثنان تحدثا عن السلام وأيّدا عناصر في مبادرة الرئيس عبدالفتاح السيسي، وبعض نقاط المبادرة السعودية. إثنان من صقور الحرب والإرهاب يتحدثان كحمائم السلام، وأنا سأصدقهما عندما تشرق الشمس من الغرب.
لست وحدي على خلاف مع الإرهابيين في حكومة اسرائيل وحولها، فهم دخلوا في نزاع مكشوف مع قادة جيش الاحتلال بعد أن قال غادي ايزنكوت، رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، في محاضرة أمام طلاب ثانويين إنه لا يريد أن يقتل جندي بنتاً في الثالثة عشرة تحمل مقصاً. اليمين الإرهابي في الحكومة وفي جماعات سياسية والمستوطنين طالبوا بعزل الجنرال وأصرّ على تنفيذ نصّ التلمود: إذا جاء أحد ليقتلك اقتله أولاً.
التلمود في سوء التوراة أو أسوأ، وما يضم عن مريم العذراء أرفض الإشارة اليه في جريدة عائلية مثل «الحياة». وقد سجلت في هذه السطور مرة بعد مرة ما تضم التوراة من جرائم ضد الإنسانية كلها فلا أحتاج أن أعود الى الموضوع اليوم.
ليبرمان إرهابي قديم، هو مستوطن من مولدافا، وقد هدَّد يوماً بتدمير السدّ العالي، يعني قتل نصف أهل مصر غرقاً، كما اقترح ضرب قطاع غزة من دون توقف الى أن تنهار حكومة حماس هناك.
لا أؤيد حماس وأعارض انفصالها في قطاع غزة، إلا أنني أعتبر حماس حركة تحرر وطني وكل مقاتل فيها مناضلاً من أجل الحرية، يدافع عن شعبه وأرضه ووطن سليب.
الخلاف بين الإسرائيليين من يمين ويسار، وحكومة إرهابية وعسكر، وصل إلى الولايات المتحدة فالمتنافس على الرئاسة الأميركية بيرني ساندرز، وهو يهودي، تعهَّد إذا فاز بإنهاء التأييد الأميركي غير المبرَّر لإسرائيل. ودان كورنل ويست وجيمس زغبي، اللذان عينهما ساندرز في لجنة صياغة برنامج الحزب، الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية وقطاع غزة، وقالا إنهما يعتقدان بأن أعضاء الحزب الديموقراطي لم يعودوا يؤيدون اسرائيل «على عماها»، وأضافا أن العدالة للفلسطينيين لا تتحقق إلا بإنهاء الاحتلال.
صحافة ليكود في الولايات المتحدة تتهم ويست وزغبي بأنهما ضد اسرائيل، وأنهما يهددان بشق الحزب الديموقراطي. هذا تخويف، لأن دافع الضرائب الأميركي لا يريد أن يذهب ماله الى اسرائيل بقرار من أعضاء الكونغرس الذين اشتراهم اللوبي ووضعهم في جيبه.
أعود الى اسرائيل وسياسة الاحتلال والقتل والتدمير، فهناك من الإرهابيين في حكومتها والكنيست مَنْ يطالب بالإعدام للمقاومين الفلسطينيين طلاب الحرية. وأوقح ما قرأت أن 35 اسرائيلياً قتلوا منذ بدء انتفاضة الشارع الفلسطيني قبل ثمانية أشهر. في الوقت ذاته قُتِل مئات الفلسطينيين، ولا يزال القتل مستمراً. وحكومة نتانياهو قتلت ألوف الفلسطينيين في حروبها على قطاع غزة، بما في ذلك 2.200 فلسطيني، بينهم 517 طفلاً، في صيف 2014. إذا كان كل مَنْ قَتَل يُقتَل، فسيكون الإعدام من نصيب 35 فلسطينياً وألوف الإرهابيين الإسرائيليين في جيش الاحتلال والمستوطنين.
حكومة اسرائيل اليوم تضم أعضاء من ليكود، وهذا حزب إرهابي، وشاس وهو حزب ديني إرهابي أيضاً، و»اسرائيل بيتنا» الذي يرأسه ليبرمان المولود في الاتحاد السوفياتي. ثم هناك حزب «بيت يهودي» ويرأسه نفتالي بنيت الذي هاجر أبواه الى اسرائيل، فهو مستوطن آخر، وبعض الأحزاب الدينية التي تعيش على خرافات توراتية لا آثار إطلاقاً على الأرض تؤيدها.
هذه ليست حكومة وإنما عصابة جريمة منظمة، مافيا تلبس غطاء سياسياً لا يصدقه أحد.