بقلم : جهاد الخازن
القانون الدولي يمنع ملاحقة الدول ذات السيادة في المحاكم المدنية لدول أخرى. كان الاستثناء الأميركي هو الدول التي تؤيد الإرهاب، ووزارة الخارجية الأميركية تدرج إيران وسورية والسودان فقط ضمن هذا الاستثناء. غير أن الكونغرس الأميركي أخذ قراراً يعدّل القوانين ليسمح لأسر ضحايا إرهاب 11/9/2001 برفع قضايا على المملكة العربية السعودية بزعم أن لها علاقة بذلك الإرهاب.
«القاعدة» استهدف السعودية مع الولايات المتحدة بإرهابه، إلا أن هذا موضوع آخر ليوم آخر، أما اليوم فأقول إن الكونغرس فتح باب القضايا على مصراعيه ضد الولايات المتحدة نفسها فهي تقوم بعمليات يمكن وصفها بإرهابية في بلدان حول العالم، مثل التجسس وعمليات القوات الخاصة والطائرات بلا طيار التي تقتل المدنيين.
الرئيس أوباما يستطيع استخدام الفيتو لوقف قرار الكونغرس، وعنده مهلة حتى يوم الجمعة المقبل، فيما يبدأ الكونغرس إجازة قبل ذلك بيوم بسبب انتخابات تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل التي تشمل الرئيس وكل مجلس النواب وثلث مجلس الشيوخ.
لا أملك كرة بلورية ولا أعرف بالتالي ماذا سيحدث هذا الأسبوع أو في تشرين الثاني، ولكن أقول إن السعودية تستطيع الرد بوسائل عدة متاحة لها مثل سحب استثمارات وودائع في الولايات المتحدة بمئات بلايين الدولارات، ووقف شراء السلاح الأميركي فهناك مثله في روسيا والصين وبريطانيا وفرنسا بأسعار أقل مما تدفع لشركات السلاح الأميركية.
ثمة أخبار كثيرة أخرى أخشى أن تضيع في الزحام، فأضع بعضها أمام القارئ.
وزير الخارجية الأميركي الأسبق كولن باول قال في ملاحظات شخصية له أن عند إسرائيل 200 قنبلة نووية. إسرائيل هاجمت إدارة أوباما وإيران بعد توقيع الاتفاق النووي معها، أي هاجمت دولة لا تملك سلاحاً نووياً وهي تملك ترسانة نووية مؤكدة. الكونغرس الأميركي كافأ إسرائيل بمساعدات عسكرية واقتصادية تبلغ 3.8 بليون دولار في السنة لمدة عشر سنوات، بعد انتهاء زمن المساعدة السابقة وكانت 3.1 بليون دولار في السنة. وحض الرئيس أوباما إسرائيل على المضي في عملية السلام، لأن أمنها مضمون برعاية أميركا. هو يضيع وقته لأن في إسرائيل حكومة إرهابية تحتل وتقتل وتدمر.
ليكود أميركا يتحدثون عن حلف أميركي - إسرائيلي، وأراه ضدنا، أو ضد العرب والمسلمين في كل بلد، وجريدة «وول ستريت جورنال» قالت إن إدارة أوباما خطفت سلطة الكونغرس وهي تضغط على إسرائيل بكل وسيلة ممكنة. الجريدة التي تفسح صفحة الرأي فيها لجماعة ليكود، تأسف لأن الزيادة في المساعدات لإسرائيل هي خمسة في المئة فقط، وأنها أقل مما طلب مجلس الشيوخ وحكومة إسرائيل، وهو طلب عارضته الإدارة.
في خبر آخر، أن وزير الدفاع (القتل) الإسرائيلي افيغدور ليبرمان أمر الأمن الإسرائيلي بوقف الاتصال بالمنسق الدولي الخاص في عملية السلام نيكولاي مالدينوف، بعد أن انتقد هذا المسؤول الدولي أسلوب ليبرمان في مكافحة الإرهاب.
أقول لا إرهاب إطلاقاً بل مقاومة هي حق مقدس للناس تحت الاحتلال، ثم إن ليبرمان مهاجر الى فلسطين المحتلة من مولدافا، ومستوطن في بلادنا. كان مالدينوف قال يوماً أن المستوطنات غير شرعية بموجب القانون الدولي، وأنا أؤيده.
وضاق المجال فأسجل فقط أن إيليوت أبرامز، اليهودي الأميركي الليكودي النفس، كتب ضد البحرين في قضية نبيل رجب، وزعم أن الولايات المتحدة تمنع اللاجئين المسيحيين من سورية وتقبل اللاجئين المسلمين فقط، وأن دنيس روس الأميركي الذي مثـّل إسرائيل قبل الولايات المتحدة في عملية السلام يقول إن إيران لا يمكن أن تلعب دوراً في المعركة ضد «داعش» أو «الدولة الإسلامية» المزعومة.
طالما أنهما يقولان هذا فالعكس هو الصحيح.