بين البتراء وتدمر

بين البتراء وتدمر

بين البتراء وتدمر

 العرب اليوم -

بين البتراء وتدمر

بقلم : جهاد الخازن

قبل أيام عرض تلفزيون «بي بي سي» تقريراً عن البتراء استمر ساعة، وكان من أجمل ما شاهدت عن هذه المدينة التاريخية التي أعتبرها درّة الآثار في الأردن أو «واسطة العقد».

قبل ذلك كنت أقرأ خبراً، أو إعلاناً، في «لوس أنجليس تايمز» يدعو إلى زيارة البتراء ووادي رم بين آخر هذا الشهر ونهاية الشهر نفسه من السنة المقبلة، والسعر المسجل للشخص الواحد معقول جداً، بل قليل.

رأيت البتراء غير مرة، وسرت في ممر ضيق محاط بصخور عالية حتى وصلت مع أصدقاء ورأينا «الخزنة» ومعبداً وبقايا نواويس أو مقابر، وأعمدة من كل نوع. الآثار محفورة في الصخر لذلك صمدَت في مدينة عمرها نحو 2500 سنة، فقد كانت من حواضر النبطيين تلتقي فيها القوافل من مصر وسورية وشبه جزيرة العرب. مدائن صالح في شمال المملكة العربية السعودية جزء من مملكة الأنباط القديمة والآثار فيها من نوع نادر وتستحق عناء الزيارة، فهي أيضاً محفورة في الصخر.

أذكر أنني حضرت حفلة موسيقية في البتراء، وكان الملك عبدالله الثاني والملكة رانيا وكبار رجال الدولة بين الحاضرين مع ضيوف أجانب، جاؤوا للمشاركة في مؤتمر.

البتراء تحميها عينٌ ساهرة وأنا لا أذكرها إلا وأذكر معها تدمر في سورية، فهي تضم أيضاً بعض أجمل الآثار في العالم، وهي والبتراء من التراث العالمي بحسب تصنيف «اليونيسكو».

نعرف أن الإرهابيين من «داعش» احتلوا تدمر، ودمروا بعض آثارها. هم قتلوا المسؤول عن الآثار فيها خالد الأسعد فلم يشفع له علمه أو عمره (81 سنة)، وبعد شهر ربطوا ثلاثة أسرى إلى أعمدة وفجروها لقتلهم. هم أيضاً دمروا قوس النصر ومعبدي بل وبعل شمسين في المدينة القديمة، وتمثال أسد أثينا عند مدخل متحف تدمر.

كنت في أيام السلم الأهلي والأمل الزائف بمستقبل أفضل، أزور سورية بانتظام وأقابل الرئيس بشار الأسد، وأجري له مقابلات صحافية منشورة. وقلت له يوماً أنني في زيارة سياحية مع أصدقاء، وسيارة حكومية أوصلتني إلى بيت صيفي للأخ مناف طلاس فوق بلودان، ثم ذهبت مع الأصدقاء إلى تدمر وكان يوماً لا يُنسى وسط آثارٍ تعكس تاريخ المنطقة. كان معنا دليل حدثنا عن الملكة زنوبيا وزوجها أذينة اللذين ثارا على الإمبراطورية الرومانية وشمل حكمهما منطقة شاسعة من أراضي عرب الشمال. الإمبراطور أورليان هزم زنوبيا وأخذها أسيرة إلى روما حيث توفيت.

الإرهابيون من «داعش» لم يبقوا في تدمر وقتاً كافياً لتدمير كل ما فيها من آثار، فالقوات الحكومية السورية، بمساعدة الطائرات الروسية، هزمتهم وتبيّن أن أذاهم وصل إلى داخل متحف تدمر، لكن كثيراً من الآثار لم يمَسْ بسوء في شهور عشرة من الاحتلال انتهت في آذار (مارس) الماضي.

هذا جميل. ما ليس جميلاً أن أقرأ، عبر مصادر غربية موثوقة، أن آثار تدمر لا تزال تُنهَب، وأن لصوص الآثار يرشُون الجنود السوريين، إلى درجة أن هناك عمليات حفر بحثاً عن آثار لا تزال مطمورة في التراب، لتهريبها إلى الغرب وبيعها.

بعد تحرير تدمر، نُظمت في داخلها حفلة موسيقية في رعاية روسية، ذكرتني بالحفلة الموسيقية في البتراء. كم أتمنى أن يسود السلام سورية الحبيبة وأن أعود إليها بعد انقطاع، وأن أجلس بين متفرجين في حفلة موسيقية عربية أو غربية ولا شيء معنا سوى سلم أهلي.

أتمنى ثم يغلبني الواقع المر، وأرجح أن تستمر الكارثة، وألا أعيش لأرى نهايتها.

arabstoday

GMT 13:22 2021 السبت ,26 حزيران / يونيو

لبنان والمساعدات الاميركية للجيش

GMT 19:47 2021 الخميس ,17 حزيران / يونيو

أخبار من اسرائيل - ١

GMT 13:51 2021 الأربعاء ,16 حزيران / يونيو

أخبار عن بايدن وحلف الناتو والصين

GMT 14:47 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

المساعدات الخارجية البريطانية

GMT 21:58 2021 الإثنين ,14 حزيران / يونيو

أعداء المسلمين

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بين البتراء وتدمر بين البتراء وتدمر



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 19:56 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع
 العرب اليوم - البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع

GMT 07:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 10:18 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الوجدان... ليست له قطع غيار

GMT 09:52 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

كفاءة الحكومة

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 22:55 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل تتجه نحو اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان

GMT 21:25 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

هوكشتاين يُهدّد بالانسحاب من الوساطة بين إسرائيل ولبنان
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab