بقلم : جهاد الخازن
ألقى الرئيس محمود عباس خطاب فلسطين في الجمعية العامة، فكان صادقاً حتى الإيلام، وتبعه الإرهابي بنيامين نتانياهو فكذب وزوَّر ولفـَّق من أول كلمة حتى آخر كلمة.
أبو مازن تحدث عن النشاط الاستيطاني والاعتداءات الإسرائيلية على المدن الفلسطينية والقرى والمخيمات، وعن العقاب الجماعي وهدم المنازل والإعدامات الميدانية وسجن الفلسطينيين والاعتداء على المسجد الأقصى.
هو ذكّر المستمعين بمطالبة الفلسطينيين بخروج المستوطنين وإخلاء المستوطنات، وردّ الإرهابي نتانياهو أن هذا تطهير عرقي. أقول إن رئيس وزراء إسرائيل، وهو مستوطن آخر في بلادنا، قتل 2200 فلسطيني في قطاع غزة قبل صيفين، وكان بينهم 518 طفلاً. هو يمارس التطهير العرقي وينقل التهمة الى الآخرين. دماء الأطفال على يدي نتانياهو لا يغسلها ماء أو أسيد.
أبو مازن قال أن هذا العام يوافق مرور مئة سنة على وعد بالفور، وسبعين سنة على النكبة، وخمسين سنة على احتلال الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس. أزيد من عندي أن الحكومة البريطانية أصدرت سنة 1939 «ورقة بيضاء» سجلت فيها أن وعد بالفور لم يعد سياسة بريطانية متَّبعة.
وأكد الرئيس الفلسطيني أن «يدنا لا تزال ممدودة لصنع السلام». أقول له إن السلام يصنعه طرفان لا طرف واحد، وفي إسرائيل حكومة إرهابيين تقتل وتدمر وتحتل والسلام معها مستحيل.
عندما تبع نتانياهو الرئيس عباس وبدأ يتكلم انسحب العرب من قاعة الجمعية العامة، وقرأت خطابه بعد ذلك ووجدته جريمة أخرى يرتكبها الإرهابي الإسرائيلي، فهو اعتبر مجلس حقوق الإنسان «مهزلة» لأنه يدين إسرائيل. أقول إن إسرائيل تدين نفسها بما ترتكب من جرائم، وتواطؤ غالبية في الكونغرس الأميركي معها لا يعفيها من المسؤولية، بل يجعل الكونغرس شريكاً في الجريمة.
لا أحتاج أن أكرر هنا ما قال نتانياهو لأنفيَه، وإنما أقول إنه كذب على العالم بالزعم أن إسرائيل تزيد الأصدقاء واتهم الصغار الفلسطينيين بأن عقولهم يسممها الكبار، وأقول إن جرائم إسرائيل تكفي وتزيد، فلا حاجة لصغير فلسطيني أو كبير الى مَنْ يحرضه وهو يرى جرائم الاحتلال يوماً بعد يوم.
نتانياهو لن يجعلني داعية حرب فقد قضيت العمر طالب سلام، وكل ما أتمنى هو أن أبصق على رئيس وزراء إسرائيل.
أفضل من الإرهابي الإسرائيلي ألف مرة الصديق تمام سلام رئيس وزراء لبنان، فهو تحدث عما يتعرض لبنان له من ضغوط داخلية بسبب اللاجئين السوريين الذين أصبح عددهم يوازي ثلث اللبنانيين، وقال إن هذا الوضع موقت وليس دائماً، لأن لبنان للبنانيين.
هو دان استمرار الاحتلال الإسرائيلي والحصار على قطاع غزة، وطالب بمحاسبة إسرائيل على ما ارتكبت من جرائم وحمّلها مسؤولية عدم التوصل الى تسوية سلمية على أساس قراري مجلس الأمن 242 و338 ومرجعية مدريد ومبادرة السلام العربية.
وكنت أتمنى أن أعطي كلمة رئيس وزراء العراق حيدر العبادي مجالاً أوسع فهو تحدث عن العراق، وجهده لتحرير نينوى، آخر محافظة عراقية بيد «داعش». أؤيده في قوله إن «داعش» الذي ادّعى كذباً الدفاع عن أهل السنّة، قتل الشيعة والسنّة والمسيحيين والايزيديين والعرب والكرد والتركمان والشبك، وشملت جرائمه تكفير الأبرياء وتهجيرهم وسبي النساء وإبادة جماعية وتدمير الآثار والمساجد والكنائس.
«داعش» جريمة مستمرة، وأنتظر أن أرى تحرير الموصل قريباً.