ميزانية اميركية لأصحاب البلايين

ميزانية اميركية لأصحاب البلايين

ميزانية اميركية لأصحاب البلايين

 العرب اليوم -

ميزانية اميركية لأصحاب البلايين

بقلم : جهاد الخازن

مجلس الشيوخ الأميركي أقرّ موازنة 2018 بغالبية 51 صوتاً مقابل 49 صوتاً، والرئيس دونالد ترامب يعتبر أنه انتصر. أرى أنه انتصر على الطبقتين الفقيرة والمتوسطة، وأفاد الشركات الكبرى وأصحاب البلايين.

كل تحليل للموازنة قرأته يظهر أن خفض الضرائب محدود جداً للطبقة المتوسطة التي تدفع الجزء الأكبر من الضرائب. الشركات ستخفض الضريبة عليها من 35 في المئة إلى 20 في المئة، وأكبر مستفيد من الخفض سيكون الأثرياء، فالإعفاء الضريبي لهم يفوق الإعفاءات للطبقتين الفقيرة والمتوسطة سنة 2019، وإذا لم يخسر ترامب الرئاسة، أو يُعزَل، فالإعفاء للأثرياء سيكون أضعاف الإعفاءات المقترحة للعاملين المتوسطي الدخل من الأميركيين.

رجل الاقتصاد بول كروغمان، الفائز بجائزة نوبل، كتب مقالاً عنوانه يقول إن الموازنة أكبر عملية نصب في التاريخ. كروغمان يقول إن المستفيد الأول من الموازنة هو الأثرياء الذين لا يعملون وإنما دخلهم من فوائد أموالهم. الناس من الفقراء والطبقة المتوسطة سيكونون الضحية.

الموازنة الجديدة تزيد الضرائب على الطبقة المتوسطة ولكن تضم إعفاءات ضريبية لتعطيل حدة الزيادات. إلا أن الموازنة تسجل أن الإعفاءات «موقتة» وهذه الكلمة هي مفتاح الموازنة، لأن الإعفاءات ستلغى وسيدفع العاملون من الطبقة المتوسطة الجزء الأكبر من الضرائب.

الميديا الأميركية كلها ودور البحث ردّدت القول إن خفض الضرائب سيبلغ 1.5 تريليون دولار. الدين العام الأميركي الآن يتجاوز 20 تريليون دولار، وترامب سيزيده، من دون أن يعرف كيف يعالج الوضع الاقتصادي للطبقة المتوسطة، أو ربما كان الأمر أن هذا الوضع لا يهمه كثيراً.

أغرب ما في الموازنة أن تعديلات كثيرة أجريت عليها وكتبت بخط اليد، ثم إن الموازنة لم تُعرَض للمراجعة، وإنما قُدِّمت وهي في 479 صفحة الى الشيوخ في السابعة مساء وأقرَّت في الثانية من صباح اليوم التالي، فكان أن صوَّت بقبولها 51 جمهورياً في مجلس الشيوخ وصوّت جمهوري واحد مع 48 ديموقراطياً ضدها. الموازنة هذه ليست نهائية بل على كاتبيها توفيقها مع موازنة صادرة عن مجلس النواب حيث هناك غالبية جمهورية مريحة.

سألت زملاء يعملون في الولايات المتحدة عن ملاحظاتهم على الموازنة، وكان هناك الذي قال إن خفض الضرائب للشركات الكبرى دائم، في حين أن خفض الضرائب للأفراد ينتهي سنة 2025. زميلة لاحظت أن هناك محاولات لزيادة الإجراءات ضد قانون الرعاية الصحية الذي حمل اسم الرئيس السابق باراك أوباما. هي قالت إن 13 مليون أميركي قد لا يجدون المال لدفع قيمة تأمين صحي على العائلة.

لا أعرف إذا كانت الموازنة ستخضع لتعديلات من مجلس النواب قبل إقرارها نهائياً، وإنما أعرف أن دونالد ترامب يواجه مشاكل كثيرة، أهمها الآن التحقيق في علاقته بروسيا، وهو قال «لا علاقة أبداً» بعد اعتراف مايكل فلين، مستشار الأمن السابق أمام المحقق روبرت مولر بأنه كذب في حديثه مع «إف بي آي». ترامب زعم أنه طرد فلين لأنه كذب على الوكالة ونائب الرئيس مايك بنس إلا أن هذا خطأ آخر، فهناك تسجيلات لترامب بعد عزل فلين تناقض كلامه اللاحق.

في أهمية ما سبق أن إدارة ترامب تسعى إلى حرب مع إيران، والسبب لم أفهمه، فهناك اتفاق نووي مع إيران يمنعها من أي تجارب نووية عسكرية، أكثر من عشر سنوات. الدول الخمس الأخرى التي وقّعت الاتفاق مع إيران تقول إنه كافٍ، إلا أن ترامب رفض تجديد التوقيع الأميركي عليه، بحجة أنه أسوأ اتفاق عقِد في تاريخ الولايات المتحدة.
ثم هناك الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وهو فَعَلَ، فأعتبره عدو العرب والمسلمين وأطالب برد حاسم عليه.

ماذا يخبئ لنا الغد مع الرئيس دونالد ترامب؟ لن أقرأ الغيب ولكن أقول إنه من نوع ما قال أو ارتكب حتى الآن.

arabstoday

GMT 13:22 2021 السبت ,26 حزيران / يونيو

لبنان والمساعدات الاميركية للجيش

GMT 19:47 2021 الخميس ,17 حزيران / يونيو

أخبار من اسرائيل - ١

GMT 13:51 2021 الأربعاء ,16 حزيران / يونيو

أخبار عن بايدن وحلف الناتو والصين

GMT 14:47 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

المساعدات الخارجية البريطانية

GMT 21:58 2021 الإثنين ,14 حزيران / يونيو

أعداء المسلمين

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ميزانية اميركية لأصحاب البلايين ميزانية اميركية لأصحاب البلايين



ياسمين صبري تتألق بالقفطان في مدينة مراكش المغربية

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 06:17 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية في غرب إفريقيا تجمع بين جمال الطبيعة والثقافة
 العرب اليوم - وجهات سياحية في غرب إفريقيا تجمع بين جمال الطبيعة  والثقافة

GMT 06:22 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

نصائح لاستغلال المساحات الفارغة في المنزل
 العرب اليوم - نصائح لاستغلال المساحات الفارغة في المنزل

GMT 09:12 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

خامنئي يحذر من التهويل بشأن الهجمات الإسرائيلية على إيران
 العرب اليوم - خامنئي يحذر من التهويل بشأن الهجمات الإسرائيلية على إيران

GMT 06:05 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

إطلاق النسخة الأولى من "بينالي أبوظبي للفن" 15 نوفمبر المقبل
 العرب اليوم - إطلاق النسخة الأولى من "بينالي أبوظبي للفن" 15 نوفمبر المقبل

GMT 11:49 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

عمرو دياب مفاجأة "مهرجان الجونة السينمائي"
 العرب اليوم - عمرو دياب مفاجأة "مهرجان الجونة السينمائي"

GMT 15:14 2024 الجمعة ,25 تشرين الأول / أكتوبر

جهاز مبتكر ورخيص يكشف السرطان خلال ساعة

GMT 12:48 2024 السبت ,26 تشرين الأول / أكتوبر

حسين فهمي يعلن للمرة الأولى سراً عن أحد أعماله

GMT 01:06 2024 الأحد ,27 تشرين الأول / أكتوبر

كأنّك تعيش أبداً... كأنّك تموت غداً

GMT 22:47 2024 السبت ,26 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله يصدر تحذيرا لإخلاء مستوطنات إسرائيلية "فورا"

GMT 14:24 2024 الجمعة ,25 تشرين الأول / أكتوبر

مجموعة العمل المالي 'فاتف' تدرج لبنان في قائمتها الرمادية

GMT 09:26 2024 السبت ,26 تشرين الأول / أكتوبر

رونالدو يبحث عن مشجع ذرف الدموع وهتف باسمه في دبي

GMT 14:59 2024 الخميس ,24 تشرين الأول / أكتوبر

تسلا تسجل أرباحا مفاجئة خلال الربع الثالث
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab