هل يعرف القارئ أن 1.4 مليون طفل يواجهون خطر المجاعة في نيجيريا والصومال وجنوب السودان واليمن؟ حاولت أن أهرب من أخبار الأمة ودونالد ترامب، ووقعت على ما هو أسوأ منها، فالرقم السابق صدر عن اليونيسيف.
الصومال تعاني من إرهاب عصابات «الشباب»، واليمن يخوض حرباً مع إرهاب الحوثيين عملاء الخارج، ولكن ما هو عذر نيجيريا، وهي بلد نفطي كبير، أو جنوب السودان وفيه نفط يكفي لإعالة ملايين الناس؟
أقرأ أن مجاعة تجتاح محافظة بورتو في نيجيريا منذ سنة 2015، وأن ثمة صعوبات في الوصول إلى المحتاجين. في الصومال نصف السكان، أو حوالى 6.2 مليون نسمة في حاجة إلى مساعدة، والمجاعة تعصف بحوالى 185 ألف شخص، غالبيتهم من الأطفال. في اليمن هناك 462 ألفاً من الأطفال يعانون من سوء التغذية. وفي جنوب السودان رقم الجيّاع مئة ألف ويزيدون كل يوم.
حاولت أن أهرب من الأرقام السابقة وتعثرت بخبر من تركيا يقول أن مئة ألف صغير، أي دون الثامنة عشرة، هم ضمن العمالة المحلية، ورأيت صورة لصغير تشققت يداه وامتلأتا بالبثور نتيجة لعمله.
قلت لنفسي أن أحاول مرة أخرى، وكان أن وقعت على أرقام اللاجئين في عدد من البلدان.
في سورية 13.5 مليون مواطن، أي أكثر من نصف السكان، في حاجة إلى مساعدة. وهناك 6.5 مليون مواطن هاجروا أو هجِّروا وبينهم 2.4 مليون طفل، ومن هؤلاء 1.2 مليون طفل موجودون في أماكن يصعب الوصول إليها. أريد قبل أن أكمل أن أسجل أن «طفل» بمفهوم الأمم المتحدة تعني قاصراً أو دون الثامنة عشرة.
في الأردن، هناك 655 ألف لاجئ كلهم تقريباً من سورية، والنساء بينهم يزدن على الرجال ببضعة ألوف. الصغار من المجموع هم 335 ألفاً، والأطفال دون الخامسة 103 آلاف طفل.
في لبنان، هناك 1.017.000 لاجئ، والنساء من هؤلاء أكثر من الرجال بحوالى 40 ألفاً.
في تركيا، هناك 2.8 مليون لاجئ، والرجال أكثر بحوالى 80 ألفاً. الصغار 1.2 مليون من المجموع والأطفال دون الخامسة 385 ألفاً.
في العراق، هناك 229 ألف لاجئ غالبيتهم العظمى من كردستان العراق، وبين هؤلاء يزيد الرجال على النساء 18 ألفاً. أما الصغار فهم مئة ألف، والأطفال دون الخامسة 39 ألفاً.
في مصر، هناك 115 ألف لاجئ من سورية وأفريقيا جنوب الصحراء، وأعداد الرجال والنساء متقاربة. الصغار 50 ألفاً والأطفال دون الخامسة 13 ألفاً.
ربما زدت هنا أن في أوروبا الآن حوالى مليون لاجئ الغالبية بينهم من سورية، ومع تردد أخبار عن محاولات اغتصاب وسرقة وجرائم أخرى، فإن اللاجئين السوريين موضع ترحيب، وقد سجل بعضهم نجاحاً في العمل فقرأت تحقيقات صحافية مطمئنة عن الغالبية. أفضل دول أوروبا في استقبال اللاجئين ألمانيا والدول الاسكندنافية، وأسوأها هنغاريا حيث يوجد رئيس وزراء يميني هو فيكتور أوربان، وأراه من نوع النازيين الجدد في بلد أعرف بعض أهله وأحبهم.
عدد كبير من اللاجئين في سن التعلّم لا يتلقون تعليماً، غير أن منظمات الأمم المتحدة، ومنظمات خيرية في البلدان المضيفة للاجئين تبذل جهداً كبيراً لتوفير التعليم للصغار، وهناك أمثلة ناجحة في لبنان والأردن أرجو أن تستمر وتزيد.
لا أطلب من ربي شيئاً سوى أن أعيش لأرى السوريين يعودون إلى بلادهم وينعمون بالسلام.
المصدر : صحيفة الحياة