المضحك والمبكي مع ترامب

(المضحك والمبكي مع ترامب)

(المضحك والمبكي مع ترامب)

 العرب اليوم -

المضحك والمبكي مع ترامب

بقلم : جهاد الخازن

اختار قاموس أكسفورد الشهر الماضي كلمة، أو عبارة، «ما بعد الحقيقة» لما يسمّى «الكلمة الدولية هذه السنة» والمقصود وضع أو ظروف حيث الحقائق أقل أهمية في صياغة الرأي العام من العواطف والميول الشخصية.

لا أعرف هل كان اللغويون الذين يشرفون على قاموس أكسفورد يفكرون في دونالد ترامب عندما اختاروا كلمة العام، ولكن أعرف أنها تليق بترامب فهو كذاب وقح وربما يعتبر الحقيقة من «الكماليات» في ولايته المقبلة.

تشارلز بلو، وهو أحد الكتّاب في «نيويورك تايمز» اختار ترامب «مجنون العام» رداً على اختيار مجلة «تايم» الرئيس المنتخَب «رجل العام». ترامب احتج لأن المجلة قالت إنه يرأس أميركا منقسمة على نفسها وقال إنه لم يقسمها، ورد بلو بأن اسم ترامب مرادف للانقسام. أما وقد قرأت الموضوعين ومادة مشابهة فإنني أميل إلى تأييد الكاتب المعروف ضد المجلة المشهورة.

وقرأت مقالاً كتبته جنيفر بالمييري، التي كانت مسؤولة عن الاتصالات في حملة هيلاري كلينتون، وجدت كل كلمة فيه صحيحة، فهي تذكّر القارىء بأن كلينتون حصلت على ملايين الأصوات أكثر من ترامب، إلا أنه فاز بأصوات ممثلي الولايات إلى الندوة الانتخابية. هي تذكره بأن الذين اختاروه كانوا في غالبيتهم «قوميين» من البيض صدقوا تغريداته، وقال بعضهم إنهم قبل ترامب كانت هويتهم مجهولة أو يتجاهلها الناس.

لعل أطرف ما قيل في ترامب، مع أنه لا يخلو من قلة أدب، جاء على لسان رئيس الفيليبين رودريغو دوتيرتي الذي اختار جلسة لميثاق الأمم المتحدة ضد الفساد في القصر الجمهوري في مانيلا، ليقلد ترامب ويزعم أنه وصف رئيس الفيليبين بأنه «عظيم» ودعاه إلى فنجان قهوة في البيت الأبيض إذا زار واشنطن. دوتيرتي استطاع أن يضحك الجمهور، إلا أنه سفيه وهو وصف الرئيس باراك أوباما بأنه ابن زنى، وما أسوأ من ذلك، فألغى البيت الأبيض اجتماعاً معه.

أفضل مما سبق غيل كولنز، فهي مهذبة عالية الثقافة أقرأ ما تكتب بانتظام وأجده يتفق غالباً مع رأيي في السياسة الأميركية. أختار من مقال أخير لها نقطة واحدة فقد كان حاكم ولاية نيو جيرسي كريس كريستي يتوقع منصباً عالياً في إدارة ترامب المقبلة، إلا أنه لم يحصل على شيء بعد أن أظهر استطلاع للرأي العام أن 77 في المئة من سكان ولايته لا يؤيدون سياسته. وهكذا فبدل كريستي في منصب وكالة حماية البيئة اختار ترامب سكوت برويت، المدعي العام في ولاية أوكلاهوما وشهرته أنه من أنصار شركات النفط والغاز، أي أعداء البيئة.

أتوقف هنا لأشكر دونالد ترامب فهو يوفر لنا، معشر الصحافيين «الغلابة»، مادة جيدة للقراءة، ثم أكمل مع بول كروغمان، الكاتب في الاقتصاد الفائز بجائزة نوبل، فهو مرجع أثق به تماماً. هو كتب عن «فن النصب والاحتيال» وذكّر القارئ بأن ترامب احتال فلم يدفع ضرائب وهو بليونير في حين أن هيلاري كلينتون دفعت ثمن شفافيتها المالية. 

كروغمان قال إن ترامب يقدم إلى الأميركيين وعوداً فارغة وتخلو من تفاصيل ولا يمكن تنفيذها.

بالمعنى نفسه ولكن مع معالجة خفيفة لسياسة ترامب قرأت مقالاً كتبه ثلاثة بينهم منى النجار، عنوانه «كيف تتعامل مع ترامب: اضحك». الكتّاب يختارون معلقين ساخرين بينهم المصري باسم يوسف الذي أوقف برنامجه التلفزيوني بعد تهديده وانتقل إلى الولايات المتحدة أخيراً، فهو جراح ناجح قبل أن يكون صاحب برنامج كوميدي.

الواحد منا لا يحتاج إلى أن يبحث عن برنامج كوميدي ليضحك على ترامب، فهو يقدم مادة كافية للضحك أو السخرية. هو قال في تغريدة له إنه فاز بأصوات الندوة الانتخابية فوزاً ساحقاً وإنه ربح أصوات الناخبين لولا الملايين من المقيمين غير الشرعيين الذي صوتوا.

لم يكن فوزه بأصوات أعضاء الندوة الانتخابية ساحقاً، ولم يصوّت مقيمون غير شرعيين في الانتخابات. دونالد ترامب «نكتة» ولكن عندما أستعيد جهله المطبق بالسياسة الخارجية أخشى أن نعيش لنرى أن «النكتة» علينا.

المصدر : جريدة الحياة

arabstoday

GMT 13:22 2021 السبت ,26 حزيران / يونيو

لبنان والمساعدات الاميركية للجيش

GMT 19:47 2021 الخميس ,17 حزيران / يونيو

أخبار من اسرائيل - ١

GMT 13:51 2021 الأربعاء ,16 حزيران / يونيو

أخبار عن بايدن وحلف الناتو والصين

GMT 14:47 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

المساعدات الخارجية البريطانية

GMT 21:58 2021 الإثنين ,14 حزيران / يونيو

أعداء المسلمين

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المضحك والمبكي مع ترامب المضحك والمبكي مع ترامب



هيفا وهبي تعكس الابتكار في عالم الموضة عبر اختيارات الحقائب الصغيرة

القاهرة ـ العرب اليوم
 العرب اليوم - الدانتيل بين الأصالة والحداثة وكيفية تنسيقه في إطلالاتك

GMT 15:16 2025 الأحد ,26 كانون الثاني / يناير

"يوتيوب" يطلق أدوات جديدة لتحسين الجودة
 العرب اليوم - "يوتيوب" يطلق أدوات جديدة لتحسين الجودة

GMT 03:07 2025 الأحد ,26 كانون الثاني / يناير

الثنائي الشيعي في لبنان... ما له وما عليه!

GMT 05:59 2025 الأحد ,26 كانون الثاني / يناير

نموذج ذكاء اصطناعي مبتكر لتشخيص أمراض الرئة بدقة عالية

GMT 03:23 2025 الأحد ,26 كانون الثاني / يناير

الذكاء بلا مشاعر

GMT 10:55 2025 الأحد ,26 كانون الثاني / يناير

حكومة غزة تحذر المواطنين من الاقتراب من محور نتساريم

GMT 16:09 2025 السبت ,25 كانون الثاني / يناير

أصالة تكشف تفاصيل ألبومها الجديد باللهجة المصرية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab