جهاد الخازن
صانع القرار العربي هل يقرأ؟ أعرف منهم من يفعل، فأسأل: هل يوجد من يقرأ لصانع القرار العربي الذي لا يقرأ، لأن هناك أشياء أهم من القراءة؟
تجاوزت في نهاية الأسبوع الميديا الأميركية الليكودية والمواقع مثل «ويكلي ستاندارد» و «كومنتري» و «فرونت بيدج» لأركز على كتّاب أكثر صدقية عملوا للإدارة أو كانوا حولها لأرى ماذا تريد إسرائيل، وأختار اليوم للذين يقرأون والذين لا يقرأون التالي:
- دنيس روس وديفيد ماكوفسكي، من معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، كتبا مقالاً عنوانه «ثقة، ولكن وضوح» يحذر من وصول إيران إلى عتبة إنتاج سلاح نووي ما يهدد سياسة أميركا لمنعها من الحصول على القنبلة النووية، لذلك يجب أن تفهم إيران وغيرها الوضع أو ماذا سيؤدي إلى ضربة أميركية.
إيران لا تهدد أميركا، والكاتبان يريدان من «بلدهما» أن يضرب إيران إذا اقتربت من السلاح النووي، مع أن مثل هذه الضربة ستفتح أبواب الجحيم في منطقة يعتمد العالم كله على إمدادات الطاقة منها. المهم للكاتبين إسرائيل.
- ريتشارد هاس أفضل ممن سبق وهو رئيس مجلس العلاقات الخارجية، وقرأت له في «الفاينانشال تايمز»، وهذه أفضل ألف مرة من «وول ستريت جورنال»، مقالاً عنوانه بمعنى رقص ديبلوماسي بين أميركا وإيران.
هو يقول إن التقدم في العلاقات يجب ألا يغطي على الخلافات بين الجانبين، ويقدم ثلاثة منها توقفت عند الأخير بينها، فالكاتب يقول إن الرئيس أوباما قدم الكثير لإيران في خطابه في الأمم المتحدة في حين أن الرئيس روحاني قدم القليل بالمقابل.
ما هو «الكثير» هذا؟ هاس المعتدل يقول إن الولايات المتحدة لم تبدِ رغبة في قلب النظام ووافقت على برنامج نووي سلمي. أقول إن الولايات المتحدة لا حقّ لها أن تتصرف مثل «كاوبوي» فتهدد دولاً أخرى، والبرنامج النووي السلمي حق لإيران. ما ليس حقاً أن يكون لإسرائيل ترسانة نووية يسكت عنها هاس وأمثاله أو ينكرونها.
- روجر كوهن يكتب في «نيويورك تايمز» وأعتبره إسرائيلياً سرياً أو في «الخزانة» كما يوصف مثليو الجنس. لذلك فوجئت بأن مقالاً له حمل العنوان «الخطوط الإيرانية المستهلكة لبيبي» أي بنيامين نتانياهو.
هو ينتقد ثم يصل القارئ معه إلى فقرة يقول فيها إن لبرنامج إيران النووي جوانب خفية، أو إنها قتلت أميركيين وإسرائيليين وهددت مصالح أميركية...
تصحيحاً له أقول إن الولايات المتحدة تجلب الأذى لنفسها بتنفيذ سياسة إسرائيلية في منطقتنا، وكل إرهاب عندنا أطلقته السياسات الإسرائيلية وأن إسرائيل قتلت علماء إيرانيين وتمارس الإرهاب ضد الفلسطينيين في بلادهم وحول العالم، ومع ذلك تملك ترسانة نووية يسكت عنها أمثال روجر كوهن.
- الآنسة جنيفر روبن في «واشنطن بوست» أيضاً إسرائيلية الهوى، وهي أعجـبت بكذب نتانياهو في مجلس الأمن إلى درجة ترديده في زاويتها، وهي وجدت كلامه «منعشاً»، وشددت على قوله إن إسرائيل مستعدة للتصرف بمفردها، ونسيت أن إسرائيل ليست بمفردها، والآنسة وأمثالها معها.
وهي في مقال قبل يومين تحدثت عن إغلاق الحكومة الأميركية، فقالت في أول سطرين (لم أكمل بعدهما) إن معظم الأميركيين يفترضون أن الحكومة تضم حمقى ومغفلين. كل الاستطلاعات أظهر أن الأميركيين يلومون الحمقى من حزب الشاي والحزب الجمهوري كله، والآنسة تراوغ.
- كل ما سبق يهون مع تشارلز كراوتهامر في «واشنطن بوست» فهو ليكودي يؤيد إسرائيل على «عماها»، ومقاله «روحاني الحقيقي» يعكس نفسيته المريضة فهو يأخذ عليه أنه يؤيد المرشد ويتحدث عما تملك إيران من اليورانيوم المخصب ويتجاهل أن دولة محتلة مجرمة تملك ترسانة نووية.
هناك يهود آخرون أكثر عملاً للسلام من أي عربي، وهناك غالبية يهودية حول العالم تريد السلام، إلا أن الإرهابيين في موقع الحكم في إسرائيل. وأكمل غداً بما قرأت عن قضايا عربية.