جهاد الخازن
يقولون في لبنان «كلمة وردّ غطاها»، بمعنى أن يكون الكلام مختصراً. وربما كانت العبارة موجودة بشكل أو بآخر في بلدان عربية أخرى، فقد تعلمنا أن البلاغة هي الإيجاز، وفي الإنكليزية يقولون الاختصار «روح خفة الدم».
اليوم أحاول، فأقدم للقارئ ما يفيد مع أقل تعليق ممكن.
- فتحت التلفزيون في الصباح وقرأت خبر قتل 12 شخصاً في قاعدة بحرية في العاصمة الأميركية واشنطن، وبدأت أدعو وأصلي وأنذر نذورات أن يكون القاتل غير عربي، وقد تذكرت قتل نضال مالك حسن زملاءه في قاعدة فورت هود في تكساس.
لم تمض دقائق حتى بث التلفزيون أن القاتل اسمه أرون أليكسيس، فشعرت ببعض الارتياح، لأن الاسم أرون يهودي، وقلت في نفسي إنه إذا كان يهودياً فلا بد أنه مجنون، ولا علاقة لأي منظمة يهودية بالحادث.
مضت دقائق أخرى وبث التلفزيون صورة للقاتل، وتبين أنه أسود، وعاد الخوف وأنا أخشى أن يكون اعتنق الإسلام ويريد أن يقوم بعملية انتحارية، إلا انه تبين في النهاية أن القاتل يعاني امراضاً نفسية وعصبية، وطلعنا براءة.
- قرأت في «فاينانشال تايمز»، واخبارها موثوقة، أن المملكة العربية السعودية والكويت والإمارات العربية المتحدة تنتج أرقاماً قياسية من النفط لتلبية حاجة السوق العالمية.
أقول للإخوان: أنتجوا ما تحتاج إليه شعوبكم لا ما تحتاج أميركا أو أوروبا.
- «نيويورك تايمز»، وهي ليست من أصدقاء النظام في سورية أو المعارضة، قالت إن تقرير الأمم المتحدة عن استعمال الأسلحة الكيماوية في الغوطتين «أشار» إلى استعمال نظام الأسد الغاز.
في «الحياة» في اليوم نفسه خبر عنوانه «واشنطن ولندن: تقرير المفتشين يثبت مسؤولية نظام الأسد.» بعد يوم، كانت روسيا تقول إن تقرير «الأمم المتحدة من جانب واحد» وتصر على أن المعارضة المسلحة في سورية هي التي استعملت الكيماوي.
كل من هذه الدول يقول ما يريد أن يكون لا ما كان، والشيء الوحيد الأكيد أن الضحية هو الشعب السوري.
- فريق كرة القدم الإنكليزي توتنهام هوتسبيرز مقره شمال لندن حيث يسكن يهود بريطانيون كثيرون، وعندما هتف أنصار الفريق «يدْ»، وهي مختصر كلمة معناها يهودي، أعلنت جمعية كرة القدم أن استعمال هذه الكلمة عنصرية قد يعاقب عليها القانون. وردّ رئيس الوزراء ديفيد كامرون ان انصار الفريق يشيرون إلى انفسهم ولا يحاولون إهانة أشخاص آخرين.
فريق توتنهام تعرض لحملات لاسامية في روما وليون، ولا أعرف كيف سينتهي الجدل الحالي، ولكن أعرف أن إسرائيل بتصرفاتها الفاشستية وسياسة الأبارتهيد التي تمارسها حكومتها، هي أكبر سبب لللاسامية الجديدة في أوروبا وغيرها.
- على الجانب الآخر للمحيط الأطلسي، تعرضت حملة المدعي العام لولاية فرجينيا كنيث كوتشنلي، لاتهامات باللاسامية بعد أن روى أحد مساعديه نكتة خلاصتها أنه بعد انتخاب كل بابا يأتي رئيس الطائفة اليهودية ويسلمه ورقة يرفض أن يفتحها ويعيدها إليه، لكنّ البابا قرر مرة أن يفتح الورقة ليعرف ما بداخلها، ففعل ثم أعادها إلى رجل الدين اليهودي، وعندما سأله أعوانه عما في الورقة قال إنها فاتورة العشاء الأخير للمسيح.
أرى أن رد الفعل العالمي على كل لاسامية يشجع على انتشارها، وأن من الأفضل تجاهل اكثرها.
- أعلنت إيران أنها سترسل قطة إلى الفضاء، فهي تزعم أن عندها برنامجاً فضائياً.
ردود الفعل السلبية على الخطة الإيرانية كانت كثيرة، ولكن لم أقرأ بينها سبب إرسال القطة إلى الفضاء. أرجح أنها أكلت عشاء المرشد.
نقلا عن جريدة الحياء