عيون وآذان تخريب مصر عمداً

عيون وآذان (تخريب مصر عمداً)

عيون وآذان (تخريب مصر عمداً)

 العرب اليوم -

عيون وآذان تخريب مصر عمداً

جهاد الخازن

اليوم يحاول الإخوان المسلمون ان يسرقوا ذكرى نصر 6 اكتوبر (تشرين). سيفشلون. هم خبر امس. او بضاعة انتهت مدة صلاحيتها. التظاهرات المليونية المزعومة تحولت الى بضع مئات وأحياناً عشرات، وحتى هؤلاء يواجهون ظاهرة جديدة هي تصدي المواطنين لهم ومهاجمتهم، او شتمهم والسخرية منهم. أعتقد ان قيادات الإخوان المسلمين تعرف ان محمد مرسي لن يعود رئيساً فتحاول تخريب مصر. لا أتهم الاعضاء البسطاء، وإنما القيادات، فالحزب الديني، في كل بلد، يعتمد على الأميين وأنصاف المتعلمين والفقراء والمساكين، ويقنعهم بأن ربنا سيرزقهم، وينتظر الناس حتى يملّوا الانتظار. لو كانت مصر تنعم باقتصاد مزدهر وأمن مستتب وحريات شخصية ضمن نظام ديموقراطي، لما بقي عند الإخوان المسلمين ما يقدمون الى «الغلابة» من الناس، لذلك فهم يسعون الى تخريب مصر لأن شعبيتهم تعتمد على الخراب. ادرك أنني اقسو وأسجل ان هناك بين الأنصار من يريد ان يعمل ويجدّ ويجتهد، إلا ان الصورة العامة هي ما رسمت. عبر تاريخ العالم المكتوب كانت الحروب الدينية الاسوأ والأعنف في التاريخ، وهي بدأت قبل نزول الديانات التوحيدية الثلاث، واستمرت بين دين وآخر، او ضمن الدين الواحد، ودخلنا القرن الحادي والعشرين وقد تقلصت الحروب الدينية في العالم كله واشتدت في بلادنا. كانت مصر بغنى عن هذا كله لولا الأخطاء القاتلة للإخوان المسلمين في الحكم. فأهل مصر جميعاً من المسلمين السنّة، مع اقلية مسيحية لا تتجاوز عشرة في المئة من السكان وربما اقل. مع ذلك، كانت شعارات الجماعة كلها دينية في وجه معارضة غالبيتها العظمى من أبناء دينهم. وهكذا كان، وفي سنة واحدة خسر الإخوان الشعبية التي أوصلتهم الى الحكم، وجلست أراجع درس التاريخ. لا احتاج ان أحكي للقارئ العربي عن الحروب الصليبية وحملاتها التسع على بلادنا، وإنما احكي له شيئاً من تاريخ هو اقل اطلاعاً عليه اسمه «الحروب الدينية الاوروبية» بين القرنين السادس عشر والسابع عشر، ولعل بدءها كان في الحركة الاصلاحية للكنيسة التي قادها مارتن لوثر ثم جون كالفن، وانتهت بالمذهب البروتستانتي الذي انتشر في غرب اوروبا وشمالها (حتى اليوم شمال المانيا فيه غالبية بروتستانتية وجنوبها فيه غالبية كاثوليكية). الحروب الدينية الاوروبية استمرت حوالى 120 سنة بدءاً بحرب الفلاحين الألمان سنة 1524 وانتهاء بحروب ممالك انكلترا واسكوتلندا وكونفيدرالية ويلز سنة 1648. هذه الحروب شهدت فظائع هائلة، وأدّت في النهاية الى فصل الدين عن الدولة وبدء النهضة الاوروبية الكبرى. الحضارة الاوروبية لم تمنع اللاسامية الكامنة التي انتهت بالنازيين والمحرقة التي قتل فيها ستة ملايين يهودي. كنت اراجع الجانب الديني في «الربيع العربي» المزعوم عندما تذكّرت مقالاً نشرته «الغارديان» اللندنية في الثاني من تموز (يوليو) الماضي ويتحدث عن كتاب عنوانه «من اجل الله» شارك في تأليفه اربعة هم: راشيل وودلوك عن الاسلام، وأنتوني لوينستين عن اليهودية، وجين كارو عن الإلحاد، وسايمون سمارت عن المسيحية. (هناك كتاب بالاسم نفسه مع عنوان فرعي هو: اليمين المسيحي والسياسة الخارجية الاميركية الفه لي مارسدن، وصدر سنة 2008). مقال «الغارديان» عن الموضوع كان عنوانه: «هل الدين يسبب معظم النزاعات في العالم؟». الكتاب الجديد عندي ولم اقرأه بعد بانتظار رحلتي المقبلة، وعشر ساعات او اكثر في الطائرة ذهاباً وإياباً أستغلها في القراءة خارج متطلبات عملي اليومي. في غضون ذلك، مقالي هذا كتبته امس، اي عشية اعمال الشغب التي يهدد بها الإخوان المسلمون بها أبناء شعبهم. وفي حين لا أتوقع تجاوباً كبيراً مع حملة الجماعة، فهذا ما رأينا عبر الصيف، إلا انني اخشى ان يكون الإخوان يسعون الى مجزرة يستدرّون بها العطف فيلقون المغرّر بهم في مواجهة غير متكافئة مع قوات الامن ليموتوا. اليوم لا أرجو من ربي سوى عدم وقوع إصابة واحدة في صفوف الإخوان او خصومهم.

arabstoday

GMT 13:39 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

تقاتلوا

GMT 13:37 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

لبنان.. عودة الأمل وخروج من الأسر الإيراني

GMT 13:33 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

ليلى رستم نجمتنا المفضلة

GMT 13:31 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

ظاهرة إيجابية بين الأهلى والزمالك

GMT 13:28 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

سوريا بعد الأسد واستقبال الجديد

GMT 13:26 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

معضلة الدستور في سوريا

GMT 13:25 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

انتخابات النمسا وأوروبا الشعبوية

GMT 13:23 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

الموسوس السياسي... وعلاج ابن خلدون

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عيون وآذان تخريب مصر عمداً عيون وآذان تخريب مصر عمداً



أيقونة الموضة سميرة سعيد تتحدى الزمن بأسلوب شبابي معاصر

الرباط ـ العرب اليوم

GMT 06:40 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أسرار أبرز التيجان الملكية التي ارتدتها كيت ميدلتون
 العرب اليوم - أسرار أبرز التيجان الملكية التي ارتدتها كيت ميدلتون

GMT 03:06 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

زيلينسكي يوجه الشكر لبايدن بسبب دعمه الراسخ لأوكرانيا
 العرب اليوم - زيلينسكي يوجه الشكر لبايدن بسبب دعمه الراسخ لأوكرانيا

GMT 06:57 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أبرز العيوب والمميزات لشراء الأثاث المستعمل
 العرب اليوم - أبرز العيوب والمميزات لشراء الأثاث المستعمل

GMT 04:11 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 14:36 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

مورينيو ومويس مرشحان لتدريب إيفرتون في الدوري الانجليزي

GMT 14:39 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

وست هام يعلن تعيين جراهام بوتر مديراً فنياً موسمين ونصف

GMT 09:33 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

أنغام تحتفل بألبومها وتحسم جدل لقب "صوت مصر"

GMT 14:38 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

مانشستر سيتى يحسم صفقة مدافع بالميراس البرازيلى

GMT 14:30 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

جوزيف عون يصل إلى قصر بعبدا

GMT 20:44 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

مانشستر يونايتد يعلن تجديد عقد أماد ديالو حتي 2030

GMT 14:32 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

كييف تعلن إسقاط 46 من أصل 70 طائرة مسيرة روسية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab