عيون وآذان ذكريات بتصرف القراء

عيون وآذان (ذكريات بتصرف القراء)

عيون وآذان (ذكريات بتصرف القراء)

 العرب اليوم -

عيون وآذان ذكريات بتصرف القراء

جهاد الخازن

الشيء بالشيء يذكر، أو أن الأشياء يذكّر بعضها ببعض، وأنا أجلس في اجتماع لمجلس إدارة مؤسسة جائزة عبدالعزيز بن سعود البابطين للإبداع الشعري، وأستعيد مع المواضيع المطروحة ذكرياتي عنها، أو عن أشياء ذات علاقة بها. الشاعران الراحلان محمد الفايز وعمر أبو ريشة سيُحتفى بذكراهما في الموسم السابع لربيع الشعر العربي في آذار (مارس) القادم في الكويت. وعمر أبو ريشة كان صديقاً وكذلك أسرته كلها، وأتذكر يوم اتصل بي صديق العمر كلوفيس مقصود من نيودلهي، وكان سفير الجامعة العربية فيها والشاعر سفير سورية، وحكى لي كيف اصطحبه عمر لمقابلة شيخ البهرة، وهم طائفة مسلمة. وقدَّم عمر كلوفيس قائلاً بصوت مرتفع: مولاي، أقدم لكم الشيخ محمد... ثم خفض صوته وقال: كلوفيس، وعاد فرفعه وهو يقول مقصود. وسأله كلوفيس وهما خارجان لماذا فعل ذلك، فقال عمر: يا كلوفيس، هذا الرجل على حافة القبر وقد قضى العمر وهو يعتقد أن جميع العرب مسلمون، فلماذا أفجعه بأن يعرف أن هناك عرباً غير مسلمين. شيخ البهرة الأخير دُفِنَ قبل أيام وكان هناك تزاحم على جنازته فمات بضعة عشر مشيّعاً. كان هناك تركيز على تعليم اللغة العربية لغير أبنائها، ولمؤسسة البابطين جهد كبير في هذا المجال يشمل أربع قارات. وجاء دوري وطلبت أن نعلم العرب العربية، أو لغة صحيحة، وقلت للاخوان المصريين أنني أصر على أن أكتب الفريق الأول عبدالفتاح السيسي، وليس الفريق أول، كما يقول أهل مصر، لأننا تعلمنا في المدرسة أن الصفة تتبع الموصوف في المفرد والمثنى والجمع، والتذكير والتأنيث، فإما فريق أول، أو الفريق الأول. رأيي وأنا حر فيه. عندما تحوَّل الحديث الى التغطية التلفزيونية سمعت أسماء شبكات عربية كبرى معروفة، وأخرى لم أكن سمعت بها من قبل، وسكت حتى لا أفضح جهلي، ففي البيت أنا مطرود من غرفة التلفزيون لأن العائلة ترى شيئاً وأنا أرى غيره. وفي غرفة النوم تلفزيون يبث 500 محطة عبر «سكاي» ليس بينها عربي. وأشاهد «العربية» و»الجزيرة» وغيرهما وأنا على سفر. في مجلس الادارة كنا حوالى 18 رجلاً وسيدتين، إحداهما بولندية تتقن العربية بشكل طيب، وتذكرت شيئاً من أيام اقامتي في اميركا فبعد نجاح حركة الحقوق المدنية أصبحت البنوك والشركات الكبرى تحرص على وجود عضو أسود في مجلس الادارة حتى لا تُتهم بالعنصرية، وأصبح اسم هذا العضو «الأسود الرمزي» فأرجو أن أرى يوماً تصبح فيه مشاركة النساء العرب في كل محفل مناصفة وليس على طريقة «المرأة الرمزية.» الضيافة في مجلس الادارة كانت كريمة كالعادة وأكواب الشاي تحديداً واحداً بعد الآخر، ولاحظت أن مع كل فنجان صغير هناك في الصحن قطعتا سكر لا قطعة واحدة. كنت وصلت من لندن حيث أعلنت الحكومة حرباً على السكر بحجة أنه يسبب أمراضاً مثل السيجارة أو أكثر. قبل سنوات كانت هناك حرب على الملح، وأذكر حرباً على اللحم الأحمر. كل لذيذ مضرّ. سجلت حتى الآن قصصاً لتسلية القارىء وأكمل بمعلومات فنشاط مؤسسة البابطين يكاد يشمل العالم كله، ورئيسها أخونا عبدالعزيز البابطين طلق السياسة طلاقاً بائناً لذلك فهو يركز على عمله الخاص والشعر والأدب وكراسي جامعية تحمل اسمه. وكنت قرب نهاية السنة الماضية شاركت في حوار العرب مع أوروبا في بروكسيل، وهناك الآن لجنة متابعة أنا عضو فيها. والسنة الماضية شهدت الموسم السادس لربيع الشعر العربي، وسيكون موسم الشعر هذه السنة في آذار (مارس) القادم. وكان للمؤسسة 22 إصداراً شعرياً منذ تأسيسها زادت خمسة سنة 2013، وستتبعها سبعة اصدارات قيد الاعداد للسنة الحالية. وهناك معجم الشعراء العرب المعاصرين، ومعجم البابطين لشعراء العربية في عصر الدول والامارات فيشمل ستة قرون تنتهي في 1800 ميلادية. وقد رصد الباحثون أعمال ألوف الشعراء العرب وليس مئات فقط. وأعود الى الذكريات فالصفحات الأخيرة في تقرير نشاط المؤسسة كانت عن أشياء الكترونية حملت كلمة urchin وهو حيوان بحري صغير نسميه في لبنان «توتيا» فكنا ندفع لأولاد صغار في ميناء جبيل ليرة ليملأوا لنا سلة قش به، وأفضّله على الكافيار. رحم الله تلك الأيام.  

arabstoday

GMT 05:00 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

سيد... والملّا... والخاتون

GMT 04:55 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

زيارة محمّد بن زايد للكويت.. حيث الزمن تغيّر

GMT 04:54 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

رجال الأعمال والبحث العلمي

GMT 04:52 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

غلق مدرسة المستقبل

GMT 04:50 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

إنَّ الكِرَامَ قليلُ

GMT 04:48 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب الثاني... وقبائل الصحافة والفنّ

GMT 04:45 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

مع ترمب... هل العالم أكثر استقراراً؟

GMT 04:43 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

اللغة التى يفهمها ترامب

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عيون وآذان ذكريات بتصرف القراء عيون وآذان ذكريات بتصرف القراء



إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 13:00 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

مستوطنون يحتلون مسجداً ويبثون منه أغنيات عبرية
 العرب اليوم - مستوطنون يحتلون مسجداً ويبثون منه أغنيات عبرية

GMT 14:15 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد أمين يعود بالكوميديا في رمضان 2025
 العرب اليوم - أحمد أمين يعود بالكوميديا في رمضان 2025

GMT 05:58 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

من الرياض... التزامات السلام المشروط

GMT 07:03 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 10:26 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

ليفربول يُرهن ضم مرموش في انتقالات يناير بشرط وحيد

GMT 11:44 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

ارتفاع أرباح "أدنوك للإمداد" الفصلية 18% إلى 175 مليون دولار

GMT 13:23 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو وميسي على قائمة المرشحين لجوائز "غلوب سوكر"

GMT 20:14 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab