جهاد الخازن
دعا طلاب من مدرسة يهوديّة في نيويورك البروفيسور رشيد الخالدي إلى حديث معهم فألغى مدير المدرسة الاجتماع. ثم قرأت في موقع ليكوديّ مقالاً عنوانه بمعنى أن «نيويورك تايمز» لطيفة مع الخالدي، ولا تذكر أنه كان عضواً في منظمة التحرير الفلسطينيّة.
هذه «تهمة»؟ أيّ عضو في منظمة التحرير أشرف من حكومة إسرائيل أفراداً ومجتمعين، فهو يريد تحرير بلده من غزاة أشكناز، أصولهم من الخزر. وبالنسبة إلى أبناء أسرة الخالدي تحديداً، فهم يعودون إلى الصحابة الذين جاؤوا مع عمر بن الخطّاب إلى القدس، وأصولهم ثابتة بقدر ما أن المحتلّين لا أصل لهم ولا فصل.
أعتقد أن رشيد الخالدي لم يكن عضواً في منظمة التحرير، وإنما كان نشطاً يتحدث باسم الفلسطينيين، وفي جميع الأحوال هو أشرف من عصابة إسرائيل كلّها حتّى أنني أعتذر منه أن أقارنه بعصابة الاحتلال.
في مقابل الذين ينشطون لتحرير الوطن السليب هناك متطرفون ودعاة حروب من أنصار إسرائيل يطالبون بحرب على إيران، ومقالاتهم من نوع «فوّضوا استعمال القوة الآن».
أنا أطالب الدول العربيّة ببرامج نووّية من نوع ما عند إيران، ولكن لا أريد حرباً على أحد، ولا أريد أن يقتل عربيّ أو مسلم أو يهودي، وتحديداً لا أريد أن يقتل شباب أميركيون لمصلحة إسرائيل.
إيران لا تهدد الولايات المتحدة. هذا هو المستحيل السابع، فيبقى أن الأميركي الذي يطالب «بلاده» بحرب عليها عميل إسرائيليّ يجب أن يجرّد من جنسيته الأميركيّة.
عندي مقالات عدّة من عصابة إسرائيل الأميركيّة تحرّض على إيران، وقد قرأت في «نيويورك تايمز» مقالاً عنوانه «لا تخففوا على إيران». من كتبه؟ كتبه مايكل كاسن، رئيس ايباك، ولي روزنبرغ، رئيس مجلس إدارة هذا اللوبي المؤيد لإسرائيل الذي يعمل ضد المصالح الأميركيّة في الشرق الأوسط، بالترويج لدولة محتلّة ودعمها بالمال والسلاح، ما يعني موقفاً لا إنسانياً يعارضه 300 مليون من أهل المنطقة.
بدأت وهدفي نشر بعض ما أتلقى من القرّاء مع ملاحظات مختصرة فأعود إلى البريد وأقول:
- أفهم أن مقالاً واحداً لن يغيّر قناعات قارئ، وأرحب بكلّ من أيّد ما كتبت عن الأردن، ومن كان له رأي مخالف، وأكتفي بالقارئ قاسم المجالي فهو قال: «وشتمت صراحة أسماء الأردنيات» وأنا انتقدت ولا أشتم، وزاد أنني أنسب معلوماتي إلى «بنت لا تعرفها». إذا كان القارئ قاسم لا يعرف هند خليفات، فهو لا يعرف بلده لأنها إعلاميّة بارزة. ورحم الله كلّ من عرفت من آل المجالي من أركان الحكم إلى الديوان الملكي، بين أول مقابلة مع الملك حسين، رحمه الله، سنة 1971، وحتّى وفاته.
- أنصار الأخوان المسلمين لا يزالون يدافعون عنهم. هذا حقهم ولكن إنكار مسؤوليتهم عن الإرهاب والتحريض تعني المشاركة في قتل المسلمين. ثم أرجو أن يتذكروا إصراري الدائم أن تكون الجماعة جزءاً من العمل السياسي في مصر.
أخيراً، أعود إلى المعارضة في البحرين، وأنصار ولاية الفقيه نسبوا إليّ ما لم أقل حتماً. تحدثت عن «عصابة» إلا أنني كنت أشير إلى قيادة الوفاق، أو إلى اثنين يريدان ولاية الفقيه. أما الناس فقلت دائماً أن لهم طلبات محقّة. وهناك إرهاب اتهم به أصحاب الولاء الخارجي، فالتفجير الأخير يبرر سجنهم أو طردهم من البلد.
أرتكب من الأخطاء ما يكفي، والقارئ لا يحتاج أن ينسب إليّ ما لم أقل. كل ما عليه هو أن يبحث ويسجّل من أخطائي ما يكفي ويزيد.